محليات

تقريرٌ أميركيّ جديد يهاجم برّاك.. ماذا كشفَ عن لبنان؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركيّة (FDD) تقريراً جديداً تحدّثت فيه عما أسمته بـ"دبلوماسية توم براك"، المبعوث الأميركي إلى لبنان وسوريا، مشيرة إلى أنّ هذه الدبلوماسية ترتبطُ بصفقات سريعة وسلام هشّ.

ويقولُ التقرير إنهُ لعقود، كان الشرق الأوسط مسرحاً للدبلوماسية الحذرة والحسابات الخاطئة المكلفة، وأضاف: "يتطلب التفاعل المعقد بين السياسة والهوية والأمن في المنطقة صبراً ووعياً ثقافياً وصدقية. بدوره، يقدم توم باراك، المبعوث الأميركي المخضرم ورجل الأعمال البارز، دراسة حالة حول كيف يمكن للأساليب الفاقعة أن تحمل في طياتها فرصاً ومخاطر".

وتابع: "يتعامل برّاك مع دبلوماسية الشرق الأوسط كصفقة تجارية. بصفته سفيراً لدى تركيا ومبعوثاً خاصاً إلى سوريا، سعى برّاك إلى إعلانات سريعة ونتائج ملموسة.. قد ينجح هذا الأسلوب في سوق العقارات، لكنه في سوريا ولبنان وتركيا يُخاطر بتعميق عدم الاستقرار. بإعطاء الأولوية للأمور الشكلية على الحقائق الفوضوية، يتجاهل برّاك الديناميكيات المحلية، وتدفع مجتمعات مثل الدروز في السويداء الثمن".

وقال التقرير أيضاً: "يُظهر العنف الذي شهدته السويداء في تموز 2025 هذا الخطر، فقد قُتل أكثر من 1500 مدني درزي عندما هاجمت جماعات مدعومة من النظام، بما في ذلك مقاتلون بدو وبقايا داعش، المحافظة. لقد شُرد آلاف آخرون، وتعرضت النساء والأطفال للانتهاك، وانهارت الخدمات. في خضم هذا، حثّ براك الرئيس السوري أحمد الشرع على التعامل مع الجميع بسرعة، محذراً إياه من فقدان طاقة الكون التي كانت وراءه. كان هذا الكلام، الذي كان مناسباً لعناوين الصحف، لا يُغني عن ضمانات لكبح جماح الجماعات وحماية المدنيين".

وأوضح التقرير مُتابعاً: "لقد كشف تحقيق أجرته وكالة رويترز أنَّ السلطات السورية فسرت رفض براك للفيدرالية وصمته إزاء تحركات القوات على أنه ضوء أخضر أميركي لاقتحام السويداء. وعندما تدخلت دمشق، قصفت إسرائيل مواقع عسكرية سورية دفاعًا عن الدروز، مما أدى إلى تصعيد التوترات. لقد أججت رغبة باراك في الظهور بمظهر صانع السلام نيران الصراع".

وذكر التقرير أن "براك تفاوض مع بيروت على خطةٍ تدريجية لنزع سلاح حزب الله، لكنهُ لم يستشر إسرائيل"، وأضاف: "لقد أيّد

مجلس الوزراء اللبناني الخطةَ، مُتوقعاً ضبط النفس الإسرائيلي، لكن في اليوم نفسه، هاجمت إسرائيل عنصراً من حزب الله، غافلةً عن الوعود التي قُطعت نيابةً عنها. أيضاً، انهارت عملية نزع السلاح، كاشفةً عن افتقار براك للتنسيق، ومقوّضةً صدقية الولايات المتحدة".

وأضاف التقرير: "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو رفض براك للحلول الفيدرالية أو اللامركزية في سوريا. بإصراره على أن السيادة المركزية وحدها هي القادرة على تحقيق الاستقرار، يتجاهل براك المجتمعات التي مزقتها الحرب والطائفية. بالنسبة للدروز وغيرهم من الأقليات، قد يكون الحكم الذاتي الضمان الوحيد. إن استبعاد مثل هذه الخيارات ليس براغماتية، بل إنكار. تتطلب الدبلوماسية المستدامة الصبر والمساءلة والتعامل مع الحقائق المزعجة، لا الثناء على طاقة الأنظمة أو شعارات الوحدة".

وقال: "يمتد سجل براك إلى أبعد من ذلك، فعندما طالبت دمشق الجماعات الكردية بتسليم أسلحتها، انحاز إلى النظام بدلاً من التفاوض، بل وهدد بانسحاب القوات الأميركية التي كانت شريكاً رئيسياً في الحرب ضد داعش، وقد هدد ذلك بتنفير أحد الحلفاء القلائل الفعالين على الأرض".

التقريرُ وجدَ أنّ "براك يُضفي على منطقة مُعقّدة طابعاً من التفاؤل والحاجة المُلِحّة"، وأضاف: "تكمنُ المشكلة في الخلط بين الأسلوب والاستراتيجية. كذلك، يُفضي سلامه السريع إلى صفقات هشة، وبالنسبة لدروز السويداء، والمؤسسات اللبنانية الهشة، وشركاء الولايات المتحدة مثل الأكراد، كانت الخسائر فادحة بالفعل".

وختم قائلاً: "لن يأتي السلام الحقيقي في سوريا ولبنان من خلال حلول سريعة، بل من خلال انخراط طويل ومنضبط مُتجذّر في الواقع المحلي. أي شيء أقل من ذلك يُعرّض لمزيد من المآسي، مثل السويداء، حيث غلبت النظريات على النتائج، وتركت المجتمعات أكثر ضعفاً من ذي قبل".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا