هل عادت المياه الى مجاريها بين عون وسلام... وماذا بعد؟!

لمن تابع تفاصيل اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، خرج بنتيجة تفيد ان "المياه عادت الى مجاريها بينهما" وان صفحة التباين على خلفية مقاربتهما لإحتفالية الروشة اختفت وحلت مكانها التفاهمات الضرورية.

عاد الرجلان الى إستكمال التواصل دون فتح باب المساجلات وكانت الجلسة بينهما كفيلة لشرح الأمور والتأكيد ان العلاقة متينة.

ولكن في المقابل، هناك من رأى ان ثمة امرا ما قد اختلّ في التوازن الذي يحكم هذه العلاقة بدليل تداعيات هذه الإحتفالية وإظهار الامر ان رئيس الجمهورية في واد ورئيس الحكومة في واد آخر.

فما هو المنتظر؟ وهل ينعكس هذا التباين على جلسة مجلس الوزراء المرتقبة والمخصصة لمناقشة تقرير الجيش؟

الأوساط المراقبة تقول لوكالة "اخبار اليوم" ان اظهار هذا التباين بين الرئيسين عون وسلام وكأنه خلاف على المبادىء الأساسية ليس في مكانه، وفي الوقت نفسه لا يمكن الا التوقف عنده وعند انعكاساته في سياق تعاطي حزب الله مع ما جرى وايفاد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى القصر الجمهوري واللقاء مع الرئيس عون، ثم إلى اليرزة للقاء قائد الجيش العماد رودولف هيكل، مشيرة الى انه في جلسة الحكومة سيصار الى الاطلاع على تقرير قيادة الجيش. اما إثارة ملف الروشة من قبل بعض الوزراء فقد يكون متوقعا الا اذا إرتُؤي عدم الدخول في خضة ثانية.

وترى هذه الأوساط ان الرئيسين حريصان على بقاء المجلس بمنأى عن اي خلاف وتسهيل تمرير الملفات لا سيما الاساسية منها وابرزها القرارات المتعلقة بحصرية السلاح وبناء الثقة مع الخارج، ويجب ان يكون في السياق نفسه وإعادة لبنان الى الخريطة الدولية، مشيرة الى ان المسألة هنا مرتبطة بمجموعة ثوابت يتابعانها سويا ويصعب الخروج عنها.

وتلفت الى ان ردات الفعل التي ظهرت من بعض القيادات سواء لجهة دعم رئيس الحكومة او الحديث في موضوع الصلاحيات يفترض ان تعالج في سياق عدم تضخيم التباين او افتعال إشكالية معينة لاسيما ان رئيس الجمهورية شرح الملابسات والتفاصيل عن مهام الأجهزة الأمنية ولم يكن الهدف القفز فوق قرارات او توجيهات رئيس الحكومة.

انتهى او لم ينته التباين بين الرئيسين عون وسلام، لكن الإشكالية ليست هنا انما في ضرورة وضع الامور في نصابها واستكمال العمل في المرحلة الجديدة التي انطلقت في البلد بما تحمله معها من تغييرات محلية وخارجية.

كارول سلوم - "اخبار اليوم"