الساحة السنية تصرخ "فراغاً".. من يملأ ظل الحريري؟

تشير معطيات سياسية وانتخابية إلى تراجع واضح في الحضور السني على الساحة اللبنانية، خصوصاً في ظل الغياب المستمر لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وافتقاد الساحة لبديل سياسي قادر على ملء الفراغ الذي خلّفه اعتزاله العمل السياسي.

وتقول مصادر متابعة للشأن الانتخابي، عبر وكالة "أخبار اليوم" أن البعض ظن أنه قادرٌ على وراثة الزعامة السُّنية أو لعب دور البديل في مرحلة ما بعد الحريري، لكن أظهرت التجربة أن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل، سواء من حيث التنظيم، أو القدرة على تعبئة الشارع، أو تقديم مشروع سياسي واضح وفعال.
وبحسب المصادر، فإن عدداً كبيراً من النواب السنة الحاليين أو المرشحين المحتملين للانتخابات النيابية المقبلة، يواجهون صعوبة في الحفاظ على مواقعهم او الفوز، فغياب الغطاء السياسي الجامع، وانعدام الرؤية الموحدة، إلى جانب فشل بعض القيادات المحلية في تقديم حلول ملموسة للأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة، كلها عوامل ساهمت في تآكل حضورها وتراجع تأثيرها في المعادلة الوطنية.
هذا التراجع -تختم المصادر - لا يعبر فقط عن أزمة تمثيل، بل يكشف عن خلل أعمق في البنية السياسية للطائفة السنية، التي كانت تاريخياً إحدى الركائز الأساسية في التوازن اللبناني، بالتالي من دون مشروع وطني جامع ورجال دولة قادرين على استعادة الثقة الشعبية، فإن مرحلة ما بعد الحريري قد تطول، وقد تشهد المزيد من التشرذم والفوضى في التمثيل السني، ما يفتح الباب أمام مزيد من التداخلات الإقليمية والفراغ السياسي.
خلاصة القول، إن ما يشهده الواقع السني اليوم ليس فقط غياب شخصية قيادية، بل غياب رؤية سياسية متكاملة، وبالتالي مع اقتراب الاستحقاقات النيابية، تبدو الحاجة أكثر إلحاحاً لإعادة النظر في الخيارات المطروحة، وتوحيد الصفوف حول مشروع وطني جامع يُعيد للطائفة موقعها ودورها ضمن المعادلة اللبنانية.

شادي هيلانة - "اخبار اليوم"