الصحافة

زيارة أورتاغوس الثالثة إلى الجنوب: بين دعم الجيش ومسالة السلاح

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتجه نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت في 14 تشرين الأول، قبيل انعقاد اجتماع لجنة "الميكانيزم" في الناقورة في 15 منه. هذا الإجتماع الأمني والتقني الذي يحضره ضبّاط اللجنة الخماسية، وتُشارك فيه أورتاغوس للمرة الثالثة، لمواكبة تنفيذ خطة الجيش اللبناني. ويُتوقع أن يُركّز الاجتماع على متابعة خطة الجيش للانتشار جنوب الليطاني ضمن إطار القرار 1701، في وقت تحرص فيه واشنطن على تثبيت دور الجيش كالقوة الوحيدة المسؤولة عن الأمن جنوب الحدود، مع مراقبة دولية للالتزامات المتبادلة.

ويُنظر إلى أورتاغوس، على ما تؤكّد مصادر سياسية مطلعة، باعتبارها صاحبة دور أساسي في إقناع الإدارة الأميركية بعدم التراجع عن حزمة المساعدات العسكرية المقرّرة للجيش، بعدما كان الكونغرس وبعض أجنحة البيت الأبيض قد أبدوا تحفظات على الاستمرار في تقديم هذا الدعم في ظل الانقسامات السياسية اللبنانية وتعثّر المؤسسات. فأعادت الإدارة الأميركية، بحسب المعلومات، توجيه ما لا يقل عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصّصة لمصر إلى لبنان، فضلاً عن حزم أخرى كانت مخصّصة "لإسرائيل" ومصر، بهدف تعزيز قدرة الجيش على مراقبة الحدود، وتنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة. ووصفت وزارة الدفاع الأميركية الجيش اللبناني بأنه "الشريك الأكثر موثوقية" في تثبيت الاستقرار جنوب البلاد، رغم التصريحات الهجومية الأخيرة للمبعوث الأميركي إلى سورية توم برّاك عن أنّ اللبنانيين "يتحدّثون فقط ولا يفعلون شيئاً".

وإذ تعود أورتاغوس للمشاركة في اجتماع الناقورة في 15 تشرين الأول الجاري، في لحظة حسّاسة، تلفت المصادر السياسية إلى أنّ دورها في هذا الملف لن يقتصر على التنسيق فقط، بل يشمل أيضاً شرح وجهة نظر واشنطن للخبراء العسكريين من كلا الجانبين، والضغط داخل الإدارة الأميركية للإبقاء على حزم الدعم العسكري للبنان، على الرغم من النقاشات داخل الكونغرس حول استمرارية التمويل. أمّا الجدول المُعلن لزيارة أورتاغوس، فلا يشمل حتى الساعة، على ما أوضحت المصادر، لقاءات سياسية رسمية مع المسؤولين اللبنانيين، ما يعكس تركيزاً أميركياً على الجانب العسكري والأمني دون سواه في الوقت الراهن.

 ومن المتوقّع أن يكشف الوفد اللبناني خلال اجتماع لجنة وقف إطلاق النار المرتقب، ما جرى تنفيذه حتى الآن من الخطة الأمنية التي وضعها قائد الجيش رودولف هيكل وعرضها على مجلس الوزراء في 5 أيلول المنصرم، وبدأ بتنفيذ المرحلة الأولى منها. ولن يكتفي الوفد اللبناني بتعداد إنجازات الجيش في جنوب الليطاني أو الطلب من واشنطن الضغط على "إسرائيل" لتنفيذ المطالب اللبنانية المتمثّلة بوقف الإعتداءات "الإسرائيلية" المستمرة على سيادته والإنسحاب من التلال الخمس والمواقع الحدودية المحتلّة وإطلاق سراح المحتجزين اللبنانيين وعددهم 12 شخصاً، إنّما سيعتمد نهجاً جديداً. ويقوم هذا الأخير على الكشف بالوقائع عمّا جرى إنجازه من الخطة الأمنية. وسيبدي بالتالي استعداده لتنفيذ ما يتمّ التوافق عليه في اجتماعات اللجنة، على أن تقوم "إسرائيل" بتطبيق مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، لا أن تبقى غير ملتزمة ببنود الاتفاق كما بالتوافقات المنبثقة عن اجتماعات "الآلية". ويبدو أنّ واشنطن، رغم جهود الجيش، تُطالب لبنان "بالإعلان" عن جميع عمليات حصر السلاح التي يقوم بها في جنوب الليطاني، وتلك التي سينفّذها في شمال الليطاني في المرحلة المقبلة.

 أمّا "إسرائيل"، فتُصرّ ، وفق المصادر السياسية، على أن أي خطة لتنفيذ حصر السلاح جنوب الليطاني، يجب أن تُترجم على الأرض بقدرة الجيش اللبناني من خلال الحدّ من نشاط حزب الله. بينما يُشكّك بعض المسؤولين "الإسرائيليين" في قدرة الجيش على فرض الخطة عملياً. وفي الوقت نفسه، تبقى متابعة واشنطن لدور الجيش في التنفيذ عاملاً رئيسياً في طمأنة "إسرائيل".

وتحدّثت المصادر المطلعة عن أنّ الموقف الأميركي المتوقع في اجتماع الناقورة سيُركّز على ربط الدعم العسكري بتنفيذ خطوات ملموسة على الأرض، مؤكّداً على الشراكة الاستراتيجية مع الجيش اللبناني، وفي الوقت نفسه التشديد على ضرورة التزام لبنان بالجدول الزمني والتدابير العملية. وفي ما يتعلّق بحضور أورتاغوس لاجتماعات "الميكانيزم" بشكل منتظم، فترى المصادر بأنّه يعكس جدية واشنطن، ورغبتها في حصر مهمتها بمتابعة ميدانية لخطة الجيش وتثبيت آليات التواصل، من دون الانخراط في تفاصيل المشهد السياسي الداخلي المأزوم، مع إبقاء بعض المرونة بشأن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالقوة العسكرية. ويترافق حضور الموفدة الأميركية هذه المرة مع تقديم قائد الجيش تقريره الشهري الأول إلى الحكومة حول تنفيذ المرحلة الاولى من الخطة الأمنية المفصّلة. على أن تكون الثلاثة أشهر الأولى منها موضع متابعة أميركية دقيقة.

ويُشكّل هذا التقرير، إذا ما حمل إشارات إيجابية، وفق المصادر، انطلاقاً داعماً للمؤتمر الدولي لدعم الجيش المزعم عقده، حتى الساعة، في النصف الثاني من تشرين الاول الجاري في السعودية، وتجري التحضيرات له على قدم وساق. فالمنظّمون الدوليون والمشاركون فيه لا يحتاجون سوى إلى إشارات ملموسة عن بدء تنفيذ الجيش اللبناني لخطته جنوب البلاد. دوللي بشعلاني - "الديار"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا