الصحافة

ساعاتُ ما قبل موافقة “الحركة”… ماذا عن عزّ الدّين الحدّاد؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كيف وافقت حركة “حماس” على مُقترح دونالد ترامب؟ ما الدّور الذي لعبته أنقرة والدّوحة والقاهرة؟ ماذا دارَ في الاتّصال بين رجب طيّب إردوغان وخليل الحيّة؟ ما هو موقف قيادة القسّام في غزّة؟

 لم ينتظِر الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب طويلاً حتّى أعادَ نشر البيان الذي أصدرته حركة “حماس” حولَ موقفها من مُقترحه لوقف الحرب في غزّة. على الرّغم من أنّ بيان “الحركةِ” لا تُقرأ صيغته على أنّها موافقةٌ تامّة على كلّ بنودِ المُقترح، لكنّ ترامب قرّرَ قراءته على أساس أنّه إشارة إيجابيّة. إذ لم يسبق لترامب أو لسلفهِ جو بايدن أن وجّها دعوةً لإسرائيل في الإعلام أو عبر التّواصل الاجتماعيّ لوقف إطلاق النّار في غزّة.

تدلّ صيغة بيان “حماس” على قولها “نعم، ولكن”. لكن خفيَت خلفَ موافقتها جهودٌ تُركيّة – قطريّة – مصريّة، عملت طوال الأيّام الماضية على إقناعِ الحركة بقبولِ مُقترح ترامب. إذ كانت بين خيارَيْن، السّيّئ والأسوأ. فانصبّت الجهود على دفعِها لتجنّبِ الأسوأ، بخاصّةٍ أنّ الولايات المُتّبحدة أرسلَت حاملة طائراتٍ إلى حوضِ البحر الأبيض المُتوسّط، كرسالةٍ بأنّ ترامب لن يتوانى عن المشاركة في استهداف الحركة ما لم تقبل بمُقترحه.

إردوغان – الحيّة… وترامب ثالثهما

يقول مصدر دبلوماسيّ إقليميّ لـ”أساس” إنّ اتّصالاً جمَعَ الرّئيس التّركيّ رجب طيّب إردوغان ورئيس الوفد المفاوض لحركة “حماس” خليل الحيّة على مدى ساعةٍ من الزّمن عصر الجمعة. سبقَ ذلكَ اتّصالٌ بين إردوغان وترامب ناقشا فيه ضرورة موافقةِ “حماس” على المُقترح.

لم تكُن الحركة موافقةً على المُقترح في بداية الأمر. إذ كانت تعتبره خالياً من أيّ ضمانةٍ لانسحابِ إسرائيل من المناطق التي دخلتها في القطاع. ولم تنَل ضمانات لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيّين في حالِ بادرت لإطلاق سراح من بقي حيّاً من الأسرى والرّهائن الإسرائيليّين.

دفعَ ذلك أنقرة لإرسال رئيس جهاز استخباراتها (MIT) إبراهيم قالن إلى الدّوحة، حيثُ عقدَ لقاءات مُكثّفة مع القيادة السّياسيّة لحركةِ حماس. ولعبَ قالن دوراً في الاتّصال الذي جمعَ الحيّة وإردوغان الذي قال إنّ تركيا ستضمَنُ مع باكستان تنفيذ بنودِ الاتّفاق، وإنّه أبلغَ ترامب أنّ الأتراك يريدون أن يكونوا طرفاً ضامناً للتنفيذ.

وسطَ مباحثات قالن مع القيادة السّياسيّة، كان فريقُ “حماس” يتواصلُ مع قائد لواء غزّة عزّ الدّين الحدّاد، الذي باتَ رئيس الأركان لكتائب القسّام بعد اغتيال محمّد السّنوارِ وقبله شقيقه يحيى ومحمّد الضّيف ومروان عيسى. في معلومات “أساس” أنّ الحدّاد أبلغَ قيادةَ الحركة أنّه سيلتزم ويُنفّذ ما تُقرّره القيادة السّياسيّة، أكانَ لجهة وقف إطلاق النّار أو إطلاق سراح الأسرى أو حتّى تسليم السّلاح.

ما سمعه قالن من “حماس” حولَ مسألة تسليم السّلاح يُمكنُ اختصاره بالآتي:

  • لا تُمانع تسليم سلاحها في القطاع، لكن مع شرطِ استكمال الانسحاب الإسرائيليّ من كلّ المناطق.
  • لا تريد أن تقعَ في فخٍّ إسرائيليّ كما حصلَ في النّقاط الـ7 في جنوب لبنان بعد وقفِ إطلاق النّار وبدء جمع السّلاح في قطاع جنوب نهر الليطانيّ.
  • لن تُسلّم سلاحها إلى إسرائيل أو أيّ جهةٍ أجنبيّة. إذ تريد أن يكونَ ذلكَ التسليم للسّلطة الفلسطينيّة، ولكن بعد إعادة تشكيلها وتمثيلها فيها كحركة سياسيّة.

الدّوحة والقاهرة على الخطّ..

إلى ذلكَ كانَ رئيس الوزراء القطريّ الشّيخ محمّد بن عبدالرّحمن وفريق وزارة الخارجيّة القطريّة يتولّيان التواصلَ المُباشر مع قيادة الحركة، بالشّراكة مع الاستخبارات المصريّة التي أوفدَت فريقاً إلى الدّوحة. أقنعَ المصريّون والقطريّون “حماس” بضرورة تجنّب ردّة فعلِ ترامب والموافقةِ على المُقترح الذي سيُجنّب غزّة عمليّةً عسكريّة إسرائيليّة واسعةَ النّطاق تُعطي رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو الذّرائعَ لاستكمال تهجير وإبادة الفلسطينيّين في القطاع.

بعدما قُرِئ ردّ “حماس” بإيجابيّة في واشنطن، اتّفقَ الوسطاء على عقدِ جلسةِ مُفاوضات في العاصمة المصريّة القاهرة بحضورِ مبعوث الرّئيس الأميركيّ لشؤون الشّرق الأوسط ستيفن ويتكوف لبحثِ آليّات تنفيذ الاتّفاق بدءاً من تبادلِ الأسرى بين “حماس” وإسرائيل، وبحث الآليّات التقنيّة للتسليمِ والتسلّم وبتّ مصيرِ الأسرى من ذوي المُؤبّدات الذين ستُفرج عنهم إسرائيل، ويبلغ عددهم 200 أسير تقريباً.

يميلُ الوفد المفاوض الإسرائيليّ إلى إبعادِ هؤلاء الأسرى عن غزّة والضفّة الغربيّة، واقترحَت تل أبيب ترحيلهم إلى تركيا وإندونيسيا مع تعهّدهم بعدم العودةِ إلى العملِ المُسلّح. لكنّ “حماس” تريد أن تُتركَ لهم حرّيّة اختيار مغادرة الأراضي الفلسطينيّة أو عدمها.

ستبحثُ المفاوضات أيضاً آليّة عمل القوّة العربية – الدّوليّة المنوي نشرها في قطاع غزّة بعد وقف الحرب. إذ تُصرّ القاهرة والدّوحة والرّياض على منحِ القوّة تفويضاً من مجلس الأمن الدّوليّ. وتشترطُ العواصم الـ3 على ألّا تكونَ هذه القوّة أداة قمعٍ ضدّ الفلسطينيّين، بل قوّة انتقاليّة لنقلِ الأمن إلى أجهزة الأمن الفلسطينيّة الرّسميّة في مهلةٍ واضحةٍ لا تجعل من هذه القوّة قوّةً دائمة الوجودِ في غزّة.

أضِف إلى ذلكَ أنّ باكستان طلبت أن تكونَ جزءاً من هذه القوّة، على اعتبارِ أنّ وجودَ قوّاتها في غزّة يلعبُ دوراً أساسيّاً في منحِ “حماس” ضماناتٍ تُسهّل دفعها لتسليم السّلاح. وذلكَ انطلاقاً من نظرةِ الحركة إلى إسلام آباد بثقةٍ بسبب التأييد الرّسميّ والشّعبي في باكستان للقضيّة الفلسطينيّة.

هكذا يُمكن القول إنّ المفاوضات التنفيذيّة والتقنيّة بدأت. لكنّ التفاصيل قد تكون مليئة بالألغام، بخاصّة أنّ نتنياهو لا يجد حماسةً داخل ائتلافهِ اليمينيّ للانسحابِ من غزّة ولا وقفِ التهجير وخطط الاحتلال. وبالتّالي تتوقّع الأوساط الإقليميّة أن يُحاول الإسرائيليّون المراوغةَ في التفاصيل لمحاولة إحراجِ “حماس” أمام الإدارة الأميركيّة. هذا ما تُدركه القاهرة والدّوحة والرّياض وأنقرة جيّداً. ومن هذا المُنطلق قد تكون “مفاوضات التنفيذ” أصعبُ من “مفاوضات القَبول”، ما لم يُقدّم ترامب ضماناتٍ واضحةً لتنفيذ إسرائيل ما يعنيها من الاتّفاق.

ابراهيم ريحان- اساس

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا