مبادرة قاسم ساقطة سعوديًا
ثلاثة أسابيع تقريبًا مرّت على الدعوة التي وجّهها الأمين العام لـ "حزب اللّه" الشيخ نعيم قاسم إلى السعودية لـ "فتح صفحة جديدة" وتنحية الخلافات وإنشاء جبهة موحّدة في وجه إسرائيل، معتبرًا أن "القوى الإقليمية ينبغي أن تنظر لإسرائيل، لا "حزب اللّه"، على أنها التهديد الرئيسي للشرق الأوسط. واقترح "تصفية العلاقات" مع الرياض. وأضاف قاسم :"نؤكد لكم أن سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي، وليس لبنان ولا السعودية ولا أي مكان ولا أي جهة في العالم".
التمسّك بالسلاح ليس تفصيلًا
هذه الدعوة تبقى حتى الساعة، بلا أي جواب سعودي، وذلك لأكثر من سبب. فمصادر دبلوماسية مطّلعة تكشف لـ "نداء الوطن" أن المملكة تتعاطى مع الدول، أي أنها لم ولن تتعاطى مع "الحزب" بالمباشر، بل مع لبنان أو مع إيران، ولية أمر "الحزب".
هذا في "الماكرو". أمّا في العوامل الأساسية والمباشرة لصمت الرياض وإدارتها الأذن الصمّاء لقاسم، فيبرز إصرارُ "حزب اللّه" على الاحتفاظ بدويلته وعلى وضع العصي في عجلات عربة الدولة التي تحاول النهوض من جديد. فهو بتمسّكه بسلاحه، ورفضه التجاوب مع قرارات الحكومة في 5 و 7 آب والتي نزعت الشرعية عن سلاح "الحزب"، لا يتحدّى فقط الشرعية اللبنانية، إنما المجتمع الدولي بأسره، بجناحيه العربي- الخليجي، والغربي، ويتحدّى أيضًا القرار الذي اتُخذ في القمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بنقل الشرق الأوسط إلى حقبة جديدة، عنوانها السلام والازدهار، وهما يقتضيان تصفية كل التنظيمات المسلّحة غير الشرعية، وعلى رأسها أذرع إيران في المنطقة.
فهل يظن قاسم فعلًا أن مسألة السلاح تفصيل، وأن المملكة ستتغاضى عنها، وتضع يدها في يده، لمواجهة إسرائيل؟
الخطة تجاوزت المبادرة
على أي حال، شكّلت خطة ترامب لوقف الحرب في غزة والتي صيغت بمشاركة العرب وحظيت بمباركتهم، والتي فرضها ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما فرضها على "حماس"، ردًّا واضحًا على محور الممانعة كلًا و "الحزب" ضمنًا، بأن الدبلوماسية هي السبيل لإسكات المدافع وإنقاذ ما تبقى من القضية الفلسطينية، لا الحروب العبثية. ويمكن القول، تضيف المصادر، إن مبادرة قاسم، بعد إبصار خطة ترامب النور، باتت من الماضي، لأن هذه الخطة تجاوزت الأهداف التي مِن أجلها، يقترح "الحزبُ" التعاونَ مع المملكة.
استهداف السراي يصيب المملكة
يبقى أيضًا أن "حزب اللّه" منخرط منذ أسابيع في مواجهة مباشرة مع رئيس الحكومة نواف سلام، ولا ينفك يخوّنه ويتحدّاه ويتعمّد ضربَ عرض الحائط بقراراته كما حصل أخيرًا في الروشة، وبعدها في مسار المتابعة القضائية لحادثة إضاءة الصخرة، حيث يرفض أيَ محاسبة ويقول للحكومة: قراراتك "بلّيها واشربي ميّتها".
فهل يعتبر "الحزب"، الذي للمفارقة يُواصل إعلامه التصويب على الرياض وعلى موفدها إلى بيروت الأمير يزيد بن فرحان، أنه يمكنه القفز فوق السراي ونسج علاقات مباشرة مع المملكة فيما يشن حملة شعواء على رئيس مجلس الوزراء؟ هل يعتبر أن الرياض في وادٍ وسلام في واد آخر؟ مجدّدًا، الدوسُ على الدولة وقراراتها وعلى الرئاسة الثالثة، يصيب الرياض. فعلى "الحزب" أوّلًا، إن كان فعلًا يريد أو لا يزال يريد تطبيعًا ومصالحة مع المملكة، أن يطبّع علاقاته مع الدولة والشرعية، تختم المصادر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|