المطارنة الكاثوليك: لتطبيق الطائف والـ١٧٠١ بحذافيرهما
رأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ الاجتماع الشهريّ لمطارنة لبنان والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات في المقرّ البطريركيّ في الربوة.
تدارس المجتمعون أمورًا كنسيّةً وروحيّةً، إلى جانب الشؤون الوطنيّة الملّحة التي تشغل بال أبناء هذا الوطن. وفي ختام مداولاتهم، رفعوا هذا البيانَ إلى المسؤولين والرأي العامّ، راجينَ أن يجدَ فيه الجميعُ صوتَ الحكمةِ والرصانة:
ورحّب المجتمعون بإعلان زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان وعبّروا عن فرحهم وعن أملهم أن تحمل هذه الزيارة السلام والاستقرار للبنان والمنطقة.
كما أبدى المجتمعون قلقًا بالغًا تجاه المستجدّات الداخليّة الراهنة التي تنذر بمآلات خطيرة. وناشدوا الجميع الاحتكام إلى العقل الرصين والحكمة، محذّرين من مغبّة تغليب لغة التصعيد والانفعال على صوت المنطق والمسؤوليّة الوطنيّة.
وجدّدوا التزامهم الثابت بدعم الكرسي الرئاسيّ، الذي يمثّل بالنسبة إلينا المعقلَ الحصينَ للشراكة والتعايش المسيحيّ-الإسلاميّ الأصيل. وأكّدوا تمسّكَهم المطلق بلبنان "رسالةً" وكيانًا، داعين إلى حوار وطنيّ صريح وغير مشروط يجمع الأطراف كافة على مائدة واحدة.
كذلك، توقّفوا بعين القلق الراعويّ عند الضيقات الاقتصاديّة والمعيشيّة، لا سيّما مع مستهلّ العام الدراسيّ الجديد، ورجوا الحكومةَ العملَ فوراً على إجراءات تخفّف من حدّة هذه المعاناة، ومنها تحريرٌ جزئيّ للودائع المجمّدة لتلبية حاجات الطبابة والتعليم وسائر الضرورات المعيشيّة، دون انتظار حلول شاملة قد تتأخّر. كما أكّدوا وقوف مدارس الطائفة إلى جانب عائلات الطلاب من أجل إنجاح العامّ الدراسيّ.
وشدّدوا على وجوب إجراء الاستحقاقات النيابيّة في مواعيدها الدستوريّة، التي هي صمّام أمان للنظام الديمقراطيّ وواجهة البلاد الحضاريّة لتداول السلطة. وحذّروا من أيّ محاولة لاقتطاع أو تجزئة "اتفاق الطائف"، الذي بات دستورَ الجمهوريّة الثانية، مطالبين بتطبيقه كاملاً غير منقوص، أسوةً بالالتزام التامّ بالقرار الدولي 1701 من قِبَل جميع الأطراف الموقّعة.
وسجّلوا ببالغ الأسى استمرار سقوط شهداء الواجب والاعتداءات على أراضي الجنوب والبقاع. وأشادوا بمؤسسة الجيش الوطنيّ والتزامها بتنفيذ مهامّها وتضحياتها الجسيمة في سبيل حفظ السيادة والكيان، في مقابل تعنّت العدوّ الإسرائيليّ الذي يمعن في انتهاك الاتفاقات الدولية.
وفي سياق القضايا الإقليميّة المصيريّة، توقّف المجتمعون عند المبادرات الساعيّة إلى إرساء سلامٍ في المنطقة، بما في ذلك ما يُطرح من اتفاقات سلام خاصّة بقطاع غزّة والمنطقة. وشدّدوا على أنّ أي سلامٍ عادل وشامل ودائم لا يمكن أن يُبنى إلا على احترام الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وأن يكون متوافقًا مع المرجعيّات الدوليّة وقرارات الشرعيّة الأمميّة. نصلّي كي يُلهمَ اللهُ المسؤولينَ طريقَ الحقيقة لتحقيق الأمن والكرامة لجميع شعوب المشرق.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|