متفرقات

لأول مرة في لبنان د.صقر يدخل الخيل في العلاج الفيزيائي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بحكم تخصّصه كطبيب في العلاج الفيزيائي، فهم الدكتور ايلي صقر مدى التوافق بين ركوب الخيل والعلاج الحركي والنفسي والاجتماعي مقتنعا بقدرة هذا النوع من العلاج على تحسين حياة المرضى بطريقة شاملة وغير تقليدية،كل ذلك دفعه إلى تأسيس مركز HopeLand للعلاج بالفروسية في منطقة مار موسى – المتن. ويمثّل هذا المشروع خطوة رائدة على طريق إدخال ركوب الخيل ضمن برامج العلاج الفيزيائي، مقدّماً نهجاً مبتكراً يجمع ما بين الفاعلية الطبية والتجربة التفاعلية الممتعة.

الخيل بنظره لم تكن يومًا مجرد وسيلة تنقّل أو رياضة فروسية، بل رافقت الإنسان منذ القدم في رحلة العلاج والشفاء. فالعلاج بركوب الخيل، أو ما يُعرف بـ Hippotherapy، يمثّل ثورة في عالم التأهيل الجسدي والنفسي، إذ يجمع بين الفائدة الطبية والبعد الإنساني والعاطفي. إنّ حركة الحصان الإيقاعية والمتعددة الأبعاد تمنح المريض تجربة علاجية فريدة، لا يمكن محاكاتها في أي وسيلة أخرى، وهو ما جعله خيارًا متزايد الانتشار في لبنان والعالم.
الحاضر نيوز التقت الدكتور ايلي صقر وكان هذا الحوار :

*لماذا الخيل ومن تنصح به؟
_العلاج بركوب الخيل هو نوع من العلاج الفيزيائي أو الوظيفي أو علاج النطق، يتم باستخدام حركة الحصان كأداة علاجية. يعتمد هذا النوع من العلاج على التفاعل بين المريض والحصان، حيث تؤدي حركة الحصان الإيقاعية والمتعددة الأبعاد إلى تحفيز أجهزة الجسم المختلفة، مثل الجهاز العصبي والعضلي والهيكلي.
كيف يتم العلاج بركوب الخيل؟
عندما يركب الشخص الحصان، تتشابه حركته مع حركة الحوض أثناء المشي البشري. هذه الحركة المتناسقة تساعد في تحسين:
• التوازن: نظرًا لأن الحصان يتحرك في جميع الاتجاهات (أمام، خلف، جانبيًا)، يجب على المريض ضبط جسمه باستمرار للحفاظ على التوازن.
• التنسيق الحركي: يساعد في تحسين قدرة المريض على التحكم بحركات جسمه.

 

• تقوية العضلات: يُحفّز عمل العضلات الأساسية لتحسين وضعية الجسم.
• الحس العميق والإدراك الحركي: تساعد حركات الحصان على تنمية الإحساس بموقع الجسم في الفضاء.
مهارات التواصل واللغة: في بعض الحالات يُستخدم لتطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية، خاصة عند الأطفال.
*ما يميزه عن العلاجات الأخرى؟
1. البيئة العلاجية: يتم في بيئة مفتوحة وتفاعلية، مما يساعد على تقليل التوتر وتحفيز المريض بطريقة ممتعة.
2. التأثير الحسي والحركي: حركة الحصان ثلاثية الأبعاد فريدة، ولا يمكن محاكاتها في جلسات العلاج التقليدية.
3. الدافع النفسي: التفاعل مع الحصان يُعزّز الثقة بالنفس والتحفيز، مما يزيد من التزام المريض بالعلاج.
4. دمج الجوانب العاطفية والاجتماعية: يقوي علاقة المريض بالحيوان، مما يساهم في تحسين الاستجابة العاطفية.
*من ابتكر العلاج وكيف؟
_العلاج بالخيل أو العلاج بالخيول لم يُبتكر من شخص واحد بحد ذاته، بل تطوّر عبر التاريخ على مراحل
الجذور التاريخية
• أقدم الإشارات تعود إلى اليونان القديمة: الطبيب هيبوقراط (أبو الطب) تحدّث في كتاباته عن فوائد ركوب الخيل في تحسين الصحة الجسدية والنفسية.

• في العصور الوسطى، كان يُستخدم ركوب الخيل كوسيلة لإعادة تأهيل الجنود المصابين في المعارك.
التأسيس العلمي الحديث
• بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، بدأ الأطباء في أوروبا ولا سيما في ألمانيا وبريطانيا باستعمال الخيول لإعادة تأهيل الجنود المصابين بإصابات عصبية وجسدية.
• في الستينيات (1960s)، برزت الدنماركية ليزي هارتل (Lis Hartel)، وهي فارسة أولمبية أصيبت بشلل جزئي بسبب شلل الأطفال. تمكنت بفضل ركوب الخيل من استعادة قدرات حركية مهمة، وفازت بميداليات أولمبية. قصتها ألهمت الأطباء والمعالجين لاستخدام الخيول في العلاج.
• في نفس الفترة، بدأ الأطباء الفيزيائيون في ألمانيا والنمسا وسويسرا بتطوير مفهوم “Hippotherapy” بشكل علمي منظّم، حيث يستفيد المريض من حركة الحصان ثلاثية الأبعاد المشابهة للمشي الطبيعي.

*ما هي الحالات التي تستفيد منه؟وهل هو متاح لكل الاعمار؟
_هذا العلاج متاح لكل الاعمار وبخاصة الاطفال.
من أكثر الحالات التي أظهرت استفادة ملحوظة من العلاج بركوب الخيل:
1. الأطفال المصابون بالشلل الدماغي (Cerebral Palsy):
o تحسّن واضح في التوازن والتحكم بالجذع.
o زيادة في القوة العضلية والمرونة.

o تطور في المشي والحركة بفضل محاكاة حركة الحصان لحركة الحوض أثناء المشي.
2. الأطفال المصابون بطيف التوحد (ASD):
o تحسن في مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل.
o تقليل القلق وفرط النشاط.
o تعزيز التركيز والانتباه من خلال تعليمهم إعطاء الأوامر للحصان والتفاعل معه.
3. مرضى التصلب المتعدد (MS):
o تحسين التوازن وتقليل التشنجات العضلية.
o تعزيز قدرة المرضى على المشي والحركة بشكل أكثر استقرارًا.
o تقوية العضلات الأساسية وتحسين الوضعية.
4. الأشخاص الذين يعانون من إصابات الدماغ أو السكتة الدماغية:
o استعادة التناسق الحركي وتقليل التشنجات.
o تحسين التحكم الحركي الدقيق.
o تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالاستقلالية.
5. الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو الحركي:
o تسريع اكتساب المهارات الحركية.
o تعزيز الإدراك الحسي وتحسين استجابة الجسم للمثيرات الخارجية.

*هل من قصص حصلت معك وتركت اثرا؟
_حالة طفل مصاب بالتوحد:
في إحدى الحالات التي تمت في مركز علاج بالخيل في HopeLand لبنان، كان هناك طفل في االسابعة من عمره يعاني من اضطراب طيف التوحد. كان الطفل يواجه صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي، وكان يعاني من تشتت الانتباه وقلق مفرط. بعد بضعة أشهر من العلاج بركوب الخيل، بدأ يظهر تحسنًا واضحًا في تفاعله مع الآخرين. كان يظهر بشكل أكبر استعدادًا للانخراط في الأنشطة الاجتماعية، وزادت قدرته على التركيز والانتباه. تفاعل الطفل بشكل إيجابي مع الحصان، حيث أصبح يبتسم أكثر ويتعاون أثناء جلسات العلاج. هذا التحسن في تواصله مع البيئة المحيطة كان نتيجة للآثار النفسية والبدنية الإيجابية للحصان.

تحسين القدرة الحركية لمريض بالشلل الدماغي:
كانت هناك فتاة صغيرة مصابة بالشلل الدماغي، وهي غير قادرة على المشي بشكل طبيعي وكانت تعاني من توتر عضلي دائم. تم بدء العلاج بركوب الخيل، في HopeLand -لبنان كجزء من خطة العلاج المخصصة لها. بعد حوالي 6 أشهر من العلاج المنتظم، ظهرت علامات تحسن ملحوظة في قدرتها على التحكم بحركات جسمها. تمكنت من الجلوس بشكل أكثر استقرارًا، كما تحسن التوازن عندها وأصبح لديها القدرة على الوقوف لبعض الوقت، العلاج بالحركة السلسة للحصان تمثل نوعًا من التنشيط العصبي الذي يعزز التنسيق بين العقل والجسم، مما ساعدها على تحسين قدراتها الحركية.

*هل يوجد إقبال لبناني على العلاج من خلال الخيل؟

_العلاج بركوب الخيل بدأ يكتسب اهتمامًا متزايدًا في لبنان خلال السنوات الأخيرة، مع وجود مؤشرات على تنامي الإقبال عليه.اذ بدأ تطبيقه في لبنان لاول مرة معي منذ 2004 وتطورت الامور واصبح لديه مركز متخصص منذ سنة 2019 في منطقة مارموسى – الدوار يعرف بمركز HopeLand
في سبتمبر 2024، استقبلني وزير الشباب والرياضة، الدكتور جورج كلّاس، كمتخصص في العلاج الطبيعي وإعادة تأهيل الجهاز العصبي، مؤسس ورئيس الجمعية اللبنانية للعلاج بالخيل والفرؤسية SLP. خلال اللقاء، تم مناقشة سبل تعزيز هذا النوع من العلاج وتعميمه، خاصة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة.
مع تزايد الوعي بالفوائد المتعددة لهذا النوع من العلاج، فأن الإقبال عليه في لبنان في تزايد مستمر، خاصة مع المبادرات والتعاون بين الجهات المختصة لتعزيز وتطوير هذا المجال.

ما هي الجمعية اللبنانية للعلاج بالخيل والفروسية. التي ترأسها ؟
الجمعية اللبنانية للعلاج بالخيل والفروسية هي جمعية إنسانية – علاجية – رياضية اسستها وحاليا لي شرف رئاستها وهي تهدف إلى:
• تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة جسديًا وحركيًا عبر العلاج بالحركة الطبيعية للحصان.
• تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وتعزيز الثقة بالنفس والتواصل من خلال التفاعل مع الخيل.
• تدريب كوادر متخصصة ونشر ثقافة العلاج بالخيل في لبنان.
• دمج المستفيدين في أنشطة الفروسية العلاجية والرياضية ضمن بيئة آمنة وشاملة.

رسالتنا: الإيمان بقدرة الخيل على إحداث فرق حقيقي في حياة الأفراد، وجعل الفروسية جسرًا نحو الشفاء والاندماج.

 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا