الصحافة

صفقة شاملة تُنهي حالة "اللاحرب واللاسلم" في الجنوب؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ السابع من تشرين الأول 2023، يوم انطلقت عملية "طوفان الأقصى"، دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة من الصراع. لكن خلف هذا الانفجار المفاجئ، تتبدّى بصمات إيران بوضوح، إذ يرى كثير من المحللين أن طهران هي التي شجّعت، موّلت، وسلّحت حماس، لتفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في لحظة إقليمية دقيقة، تمامًا كما تفعل في لبنان من خلال "حزب الله"، في إطار استراتيجية أوسع لتوسيع نفوذها عبر "محور المقاومة".

إلا أنّ السؤال الأخطر اليوم: هل كانت هذه الحرب فعلًا معركة لتحرير فلسطين، أم حربًا بالوكالة دفعت غزة ثمنها نيابةً عن إيران ومصالحها الإقليمية؟

على مدى عامين، ومنذ انطلاق طوفان الأقصى حتى خريف 2025، قُتل في غزة أكثر من ستين إلى ثمانين ألف شهيد بحسب تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية وتقارير مستقلة، فيما دمّر القطاع كليًا، وهُجّر الملايين، وتحوّلت الحرب إلى أكبر مأساة إنسانية في القرن الحديث.

ومع اقتراب تشرين الثاني 2025، تتجه التطورات إلى نهاية مختلفة:
انسحاب إسرائيلي تدريجي وفقًا لاتفاقية ترامب المعدّلة.
تسلّم قوات دولية عربية – مصرية – خليجية إدارة القطاع، بدعم سعودي وفرنسي وأميركي.
نقل عناصر حماس إلى الجزائر في إطار صفقة تبادل الأسرى.
إنشاء سلطة مدنية محلية تشرف، بمساعدة الولايات المتحدة، على بناء "غزة الجديدة" - مدينة خالية من السلاح، ذكية ومستقبلية، على غرار سنغافورة أو مشروع نيوم في المملكة.

وفي جوهر الخطة غير المعلنة، تقوم الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت رعاية سعودية - أميركية مشتركة، بحيث يُعاد رسم خريطة المنطقة سياسيًا واقتصاديًا.
هكذا، يتبدّل المشهد: ما كان يُقال إنّ قطار السلام سينطلق من الخليج، لم يعد دقيقًا، لأن الانطلاقة الجديدة ستبدأ من غزة نفسها - غزة التي دُمّرت باسم "المقاومة"، لتُبنى من جديد باسم "السلام".
ويبقى السؤال الذي لن يهدأ: هل كانت كل هذه الدماء والدمار والتضحيات ثمنًا لمعادلات إيرانية باردة، أم بداية تحوّل حقيقي في تاريخ فلسطين والمنطقة؟

لبنان... الجبهة الرديفة في زمن التسويات

لا يمكن فصل ما يحدث في غزة عن المشهد اللبناني المترنح على حافة الانفجار. فمنذ اندلاع حرب "طوفان الأقصى"، تحوّل الجنوب اللبناني إلى جبهة رديفة تشعلها الاشتباكات اليومية بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، في سياق ما تسميه طهران "وحدة الساحات".
لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن التسوية المقبلة في غزة لن تبقى حبيسة القطاع، بل ستتمدّد بتأثيرها إلى الحدود اللبنانية الجنوبية .
فوفق مؤشرات دبلوماسية متقاطعة، يجري إعداد صفقة شاملة تُنهي حالة "اللاحرب واللاسلم" في الجنوب، وتشمل انسحابًا إسرائيليًا جزئيًا من بعض النقاط الحدودية، مقابل ضمانات دولية بتقييد سلاح "حزب الله" جنوب الليطاني وتوسيع مهام قوات "اليونيفيل".

في موازاة ذلك، تبرز ضغوط أميركية - فرنسية - خليجية لإدراج لبنان ضمن الخطة الإقليمية الجديدة، بحيث لا يُعاد إعمار غزة من دون "ضبط الجبهة الشمالية"، أي تحييد "حزب الله" عسكريًا مقابل انفتاح اقتصادي ومالي على لبنان.
بمعنى آخر، ما بدأ كحرب فلسطينية - إسرائيلية قد ينتهي بتسوية شرق أوسطية أوسع، يكون لبنان فيها جزءًا من معادلة "الردع مقابل الإعمار".

غير أنّ المخاوف تبقى من احتمال أن تُستخدم الساحة اللبنانية كورقة تفاوض أخيرة - إمّا لتثبيت شروط طهران، أو لترجمة مشروع "غزة الجديدة" على مقاس "لبنان الجديد" أيضًا.

ناديا غصوب -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا