بعد حرب غزة.. إدارة ترامب تجهّز "الإنذار الأخير" لإيران
قال مصدر مطلع في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من فريقه إعداد تقريرين استخباريين حول الاقتصاد الإيراني بعد العقوبات الأممية الأخيرة، وحول القدرات العسكرية الدفاعية والهجومية الحالية لطهران، في وقت يعتقد فيه خبراء أن إيران مقبلة على "شتاء ناري" قد يشهد تصعيدًا غير مسبوق في المنطقة.
وأوضح المصدر لـ"إرم نيوز"، أن ترمب يبحث، في الوقت نفسه، فرض حزمة جديدة من العقوبات على إيران، ينظر إليها كآخر إنذار قبل الدخول في مفاوضات مباشرة، مشيرًا إلى أن هذه المفاوضات ستتركز على وقف عمليات تخصيب اليورانيوم وفتح المنشآت النووية أمام رقابة مشددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمشاركة وفود أمريكية.
وأضاف المصدر أن من بين الشروط التي وضعها ترامب لأي حوار محتمل مع إيران، تسليم جميع البيانات المتعلقة بالبرنامج النووي، بما في ذلك كميات اليورانيوم المخصب، ونسب النقاء، وعدد العلماء، والمواقع المستخدمة في التخصيب، إلى جانب تفاصيل تتعلق بقدرات البرنامج الصاروخي الإيراني.
في السياق ذاته، يرى خبراء أن طهران تواجه ما وصفوه بـ"شتاء ناري" بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيرين إلى أن واشنطن قد تمنح ضوءًا أخضرَ لإسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، إذا لم تستجب لشروط الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي والصاروخي وسياستها الإقليمية.
وقال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور سعد عبد الله الحامد، إن اتفاق السلام المزمع في شرم الشيخ بين حماس وإسرائيل يسلط الضوء بقوة على حجم التوتر القائم بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل والغرب من جهة أخرى.
وأضاف الحامد في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الغرب عمل، خلال الفترة الماضية، على إعادة تفعيل آليات عقابية ضد طهران، مشيراً إلى أن إيران تواجه وضعاً حرجاً على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وحتى في بنيتها العسكرية عقب الضربات التي تعرضت لها في يونيو/ حزيران الماضي.
وأوضح أن واشنطن تسعى، حالياً، إلى بلورة موقف واضح من إيران في ظل قرب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ورغبة الحزب الجمهوري في الحفاظ على أغلبيته، لافتاً إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ترغب في أن تظهر كراعٍ لجهود إنهاء حرب غزة، ما يضع الولايات المتحدة وإيران عند مفترق طرق.
وبخصوص احتمالات تحرك عسكري إسرائيلي ضد طهران، قال الحامد إن الجيش الإسرائيلي منهك نتيجة حرب غزة، ولا يرى احتمال شن ضربات وشيكة إلا في حال حصول إسرائيل على "ضوء أخضر" ودعم مفتوح من واشنطن، موضحاً أن ذلك مرتبط أساساً بعدم استجابة إيران للشروط الأمريكية بشأن برامجها النووية والصاروخية وسلوكها الإقليمي.
وأشار الحامد إلى أن صناع القرار في طهران يحاولون المناورة بالاعتماد على استمرار البرنامج النووي وطلب أكبر قدر ممكن من المكاسب الغربية مقابل أي تخفيف للعقوبات، مؤكداً أن لدى إيران اعتبارات عدة تدفعها إلى استغلال أي اتفاق محتمل لتحقيق منافع سياسية واقتصادية.
وأكد أن أي ضربات موجهة لطهران في المستقبل قد تستهدف زعزعة الأمن وإضعاف النظام، لأن الولايات المتحدة – حسب قوله – لا تريد وجود "فزاعة" مستمرة تهدد إسرائيل بين الحين والآخر.
بدوره، قال الباحث في مركز "ستاندرد" للدراسات والأبحاث، الدكتور فرهاد دزه يي، إن اتفاق غزة قد يشكّل بوابة محتملة لانخراط إيران في مسار مفاوضات السلام، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول استعداده لرعاية اتفاق سلام بين حماس وإسرائيل، تفتح الباب أمام احتمال انضمام طهران إلى صفقة سياسية شاملة في حال امتثالها لشروط واشنطن المتعلقة ببرنامجها النووي والصاروخي.
وأضاف دزه يي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن النظام الإيراني "نظام توظيفي" بطبيعته، وقد استنفد دوره في المنطقة، محذرًا من أن استمرار تعنّت طهران في الملف النووي وتطوير الصواريخ الباليستية – خاصة بعد إعلانها امتلاك صاروخ عابر للقارات يصل مداه إلى 8 آلاف كيلومتر – سيعرضها لضربة عسكرية وشيكة.
وأوضح أن إيران تجيد المناورة السياسية، وقد تحاول الدخول في مسار السلام للحصول على مكاسب مرحلية، إلا أن استبعاد انضمامها، في الوقت الحالي، يجعل من المواجهة العسكرية خيارًا مطروحًا بقوة من جانب الولايات المتحدة بمشاركة إسرائيل.
وبيّن دزه يي أن طهران، اليوم، أمام مفترق طرق حاسم: إما الانضمام إلى اتفاقية سلام تتخلّى بموجبها عن تخصيب اليورانيوم وبرامج الصواريخ بعيدة المدى، أو مواجهة ضربة قد تؤدي إلى تفككها داخليًا.
ويرى أن إيران "مقبلة على شتاء ناري"، مشيرًا إلى أن المنطقة تقف على أعتاب تحولات كبرى بعد اتفاق حماس وإسرائيل، قد تمتد تداعياتها إلى أذرع طهران في اليمن، والعراق، ولبنان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|