الصحافة

"جبل الباشان"... خرائطُ إسرائيلَ وموقفُ الدروزِ منها

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عادت السويداء إلى الواجهة من بوابة سردية تاريخية وجغرافية وقومية. ومن خلال بيان أصدره الشيخ حكمت الهجري، تبدّلت تسمية جبل العرب إلى جبل الباشان. التسمية مذكورة بالتوراة (مثل يهودا والسامرة والتي تعني الضفة الغربية)، وإن اختلفت المراجع على الحدود الدقيقة، فإن كل خرائطها تمتد من الجولان إلى شرق الأردن وجنوب سورياً (السويداء ضمناً) وجبل الشيخ.

الخبير في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي يتحدّث لـ"المدن" عن تسمية جبل الباشان، ويقول إن هذا الجبل "مقدّس" بالنسبة لليهود، وثمّة نصوص في التوراة تنقل عن النبي سليمان قوله إنه "جبل مقدس"، وأخرى تتحدّث عن أساطير اليهود في هذه المنطقة. وبالتالي مفهوم التسمية "ديني" بالنسبة لليهود، وإطلاق الهجري هذه التسمية هو "ربط" لمشروعه السياسي بإسرائيل.

تسمية جبل العرب بجبل الباشان هو حلقة جديدة من حلقات ربط السويداء بإسرائيل، وخريطة ضمن خرائط إسرائيل التوسعية، وسبقه مطالبة الهجري بممر "إنساني" من إسرائيل إلى السويداء، ومن مناطق شمال شرق سوريا إلى السويداء أيضاً، ليتشكّل ممر داوود الذي يربط إسرائيل بعمق المشرق العربي والنقاط الحدودية السورية – العراقية – الأردنية.

أوساط درزية لبنانية رفضت خلال حديثها مع "المدن" هذه التسمية، واعتبرتها "انقلاباً" على هوية وتاريخ الموحدين الدروز وجبل العرب، فدروز سوريا سوريون وعرب، ومنطقتهم عربية تابعة لسوريا، وربط مصيرهم بمشاريع إسرائيل التوسعية واستخدامهم كأدوات سيعرضهم لمخاطر لعبة الأمم ذي الأثمان الباهظة.

مصدر متابع عن كثب في السويداء (يفضّل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية) يصف بيان الهجري بـ"المغامرة الانتحارية"، ويتحدّث عن مقاربة الناس لتعبير "جبل الباشان"، فيشير إلى قسم "يلقي باللوم" على الهجري لرفض خارطة الطريق والتغاضي عن الوضع المعيشي و"التلهّي" بتسمية الباشان، وقسم آخر "يتفاخر" بالتسمية وينشر خريطة جبل الباشان التي تشمل درعا، "فيستفز" سنّة جنوب سوريا الذين رأوا بالخرائط تهديداً وجودياً.

مصدر آخر في السويداء قرأ البيان من وجهة نظر أخرى، وهي تراجع الهجري عن اللغة التي كان يستخدمها سابقاً، فلم يذكر الانفصال واكتفى بتقرير المصير، واستعاض عن تسمية "الحكومة الداعشية" بـ"الحكومة المؤقتة"، ركّز على الأمور المطلبية ومنها صرف الرواتب للموظفين، وخاطب المجتمع الدولي بسبب ضغوطات داخلية يواجهها لعجزه عن الإيفاء بالالتزامات.

بعد قرار "قسد"

قرار "قسد" وقائدها مظلوم عبدي التوجّه نحو دمشق وفتح حوار مع السلطات السورية لبحث اندماج القوات الكردية بالجيش السوري بعد اشتباكات موضعية وقعت في حلب وتصاعد التوتر على الجبهات خلال الأسابيع الأخيرة، كان له صداه في السويداء، كون الهجري وبعض الأصوات المحيطة به كانوا يعوّلون على الإدارة الكردية لدعم اتجاهات المشاريع الانفصالية.

يقول المصدر نفسه من السويداء إن تجربة عبدي أثبتت أن الإدارة الكردية هي الجماعة "الأكثر خبرة ومعرفة" بالتعامل السياسي، وأكثر من الدروز والعلويين. فرغم الدعم والموازنات والقدرات العسكرية، فإن الأكراد "منطقيون وعارفيون" كيفية التعامل مع السلطات، فيما موقف الهجري يقوم على "التعنّت" دون حلول بديلة، وجوابه الوحيد لزوّاره "مش متروكين".

ويتخوّف المصدر مما هو مقبل في السويداء، ويشير إلى أن بعض أصحاب مراكز الإيواء يطلبون من النازحين مغادرة المواقع، والناس تعاني نقص المواد الغذائية والمحروقات بشكل كبير، فيما عناصر الهجري يركبون السيارات الفاخرة ويتجولون ويبيعون المحروقات بأسعار خيالية، وبلغ سعر ليتر البنزين الواحد 10 دولارات، والأمور مرشّحة للتفاقم ومعرضة لمشكلات اجتماعية. 

في المحصلة، فمن الواضح أن الهجري مستمر في التصعيد ضد دمشق وربط مصيره بإسرائيل، والإشارة الأخيرة كانت تغيير تسمية جبل العرب إلى جبل الباشان، إلى جانب الاستمرار في المطالبة بـ"تقرير المصير"، فيما النقمة الشعبية في الداخل الدرزي السوري تتوسّع لكن دون صوت عال بسبب التهديدات وحملات التخوين المستمرّة.

جاد فياض-المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا