محليات

تهدئة بين سلام و"حزب الله"...هدنة الضرورة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يبدو أنّ العلاقة بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام دخلت مرحلة جديدة من التهدئة الحذرة بعد أسابيع من التوتر السياسي، سواء عقب جلسة الخامس من أيلول التي كشفت عن تباينات واضحة في مقاربة الملفات الداخلية، أو إثر حادثة الروشة التي أعادت الاحتقان إلى الواجهة وأظهرت هشاشة التفاهم بين الجانبين.

ورغم أنّ أسباب هذا التحوّل في سلوك الحزب لم تتضح بعد بشكل كامل، إلا أنّ المؤشرات السياسية تفيد بوجود جهود داخلية وخارجية متقاطعة تهدف إلى منع أي انفلات في العلاقة بين السراي الحكومي وحارة حريك، والحفاظ على حد أدنى من التنسيق الحكومي، خشية انعكاس التوتر السياسي على الوضعين الاقتصادي والأمني في البلاد.

في الموازاة، تبرز اللقاءات الإيرانية – السعودية التي تتواصل سواء في طهران أو في الرياض، والتي أفضت إلى تشكيل لجنة مشتركة تعنى ببحث الملفات الحساسة في المنطقة، من بينها الملف اللبناني، مع تركيز خاص على ضرورة تحييد لبنان عن أي مواجهة جديدة. ويقرأ سلوك حزب الله الأخير في هذا الإطار، إذ يأتي ضمن رؤية إقليمية أوسع تسعى من خلالها طهران إلى ضبط الساحات المتوترة بعد انتهاء حرب غزة، وتجنب أي تصعيد غير محسوب قد يعرقل مسار التسويات.

وتشير معلومات متقاطعة إلى أنّ "الحزب" تلقّى إشارات مباشرة تدعوه إلى اعتماد سياسة التهدئة مع الحكومة وتجنّب السجالات الإعلامية، انطلاقًا من قناعة بأنّ المرحلة الراهنة تتطلّب تماسكا سياسياً وتعاوناً مؤسساتياً. وقد انعكس ذلك في الأيام الأخيرة من خلال التزام نواب الحزب ومسؤوليه الصمت حيال أداء الحكومة ورئيسها، واقتصار انتقاداتهم على بعض الوزراء، ولا سيما وزيري الخارجية يوسف رجي والعدل عادل نصّار. وبحسب معلومات "لبنان 24"، فإن قراراً حزبياً رفيع المستوى وجه إلى مسؤولي الحزب وكوادره بضرورة ضبط الخطاب العام واعتماد لغة أكثر انفتاحاً ومرونة.

في المقابل، يسعى رئيس الحكومة نواف سلام إلى استثمار هذا المناخ المهادن لترسيخ موقع حكومته وتأكيد قدرتها على إدارة التوازنات الداخلية، مستنداً إلى دعم دولي متزايد يراه ضرورياً لتمرير المرحلة بأقلّ خسائر ممكنة. إلا أنّ حادثة الروشة الأخيرة كشفت مدى هشاشة هذا الهدوء، وأثبتت أنّ التفاهم القائم لا يتجاوز حدود هدنة سياسية مؤقتة قابلة للاهتزاز عند أول احتكاك سياسي أو أمني.

ومن المتوقع أن يحصل لقاء مباشر بين سلام ووفد من حزب الله بعد عودته من باريس، لبحث الملفات العالقة وإعادة تنظيم التنسيق الحكومي. كما يُرجح أن يزور سلام عين التينة لتوضيح المسائل العالقة مع الرئيس نبيه بري، الذي أعرب عن استغرابه لغياب الجنوب عن أجندة الحكومة، وتجدر الإشارة إلى زيارات قام بها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، لكل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون في هذه المرحلة الحساسة، وكانت اللقاءات إيجابية للغاية.

انطلاقا من كل ما تقدم، يمكن القول إن الطرفين يتعاملان مع الواقع الراهن بمنطق تجنب الخسائر وتدوير الزوايا، ريثما تتضح معالم التسويات الإقليمية الكبرى، خصوصا على خط طهران – الرياض ودمشق – بيروت. فلبنان، كما يبدو، يقف اليوم في قلب مرحلة انتقالية دقيقة ترسم خلالها خرائط جديدة للنفوذ، فيما تبقى التهدئة بين حزب الله وسلام أشبه بهدنة اضطرارية أكثر منها تفاهماً مستقرا، على عكس العلاقة بين الرئيس عون ورئيس مجلس النواب وحزب الله، والتي توصف بالمستقرة والقوية، علماً أن الجميع يترقب ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة من مؤشرات حول شكل التسوية المقبلة في الإقليم بعد اتفاق غزة ولقاءات شرم الشيخ.
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا