اسرائيل قد تعود للقتال... ترامب: نبحث ملف الاعدامات الميدانية لحماس
"ابتزاز بكبسة زر"... جرائم الكترونية تهدّد اللبنانيين: كيف نكافحها؟
في ظلّ التطوّر السريع الذي يعيشه العالم، وبروز وسائل التواصل الاجتماعي والتقدّم التقني وطرق الاتصال الحديثة، بات للجرائم أيضًا مفهومًا جديدًا، وصارت تأخذ صورًا مختلفة عما كانت عليه، فالسرقة التي كانت تحصل على أرض الواقع من خلال دخول لصّ على منزل أو سيارة أو ممتلكات وسلبها، صارت اليوم تحصل "افتراضيًا"، من خلال سرقة بيانات ومعلومات أو صور وفيديوهات، والابتزاز الذي كان يحصل بطرق خفيّة، تبدّل اليوم ليكون عبر المنصّات ووسائل التواصل، من خلال التهديد بنشر كل ما هو "خاص" من أي نوع كان، أو الحصول على مبالغ مالية أو خدمات معيّنة.
يقول المحامي الدكتور داني جعجع لموقع "الكلمة أونلاين"، أن الموضوع يبدأ برسالة أو اتّصال، يقوم بها شخص يريد ربحًا ماديًا أو ابتزازًا سياسيًا، اجتماعيًا... أو غيره، وتكون هذه الرسالة بمثابة فخّ للضحيّة، يعرّفها جعجع على أنها نوع من "الاعتداء الرقمي"، تشمل عدّة أفعال، إن التحرّش الجنسي، أو التهديد أو التشهير، وقد تكون مطاردة إلكترونية أو كراهية أو انتحال شخصيّة.
كل هذه الأفعال تُعتبر من "الجرائم الإلكترونية"، التي يُحاسب عليها القانون، وتبدأ عقوباتها بغرامات مالية بسيطة لتصل إلى عدّة سنوات من السجن، هذا من ناحية الجاني، إلا أن ضررها وأثرها النفسي والاجتماعي على الضحية، هو ما يثير الخوف أكثر، إذ قد تصل الأمور أحيانًا للانتحار أو أذيّة الذات أو الآخرين، على خلفيّة التعرّض لأي من هذه المواقف.
نشطت عدّة جهات، من صفحات معروفة أحيانًا، أو حسابات وهمية، وباتت تختصّ بابتزاز الناس، وتهدّد بفضائح، قد تكون أحيانًا لأمور حصلت فعلًا أو لأشياء يفبركها صاحب الحساب، بهدف الوصول إلى مبتغاه، والأسوأ أن أغلب من يتعرّضون لهذا الابتزاز اليوم، هم من الأعمار الصغيرة، أي في سنّ المراهقة، بحيث باتت الهواتف في أيدي هؤلاء بدون رقابة أو متابعة فعلية من الأهل.
في واقع الأمر، فإن من الصعب ابتزاز شخص إذا عرف كيف يحمي بياناته وملفاته، يقول جعجع، فمشاركة صورة مع شخص غريب هي التي تمنحه المجال للابتزاز، وإرسال معلومات شخصية هو الذي يوصل إلى وضع أنفسنا في مواقف صعبة، لذلك ينصح باتّباع خطوات مهمّة، تبدأ بعدم مشاركة أي محتوى خاص أو أمور شخصية، لصون خصوصيتنا من المُبتَزّين، كما يدعو إلى التبليغ الفوري عن أي محاولة ابتزاز يمكن التعرّض لها، ويقدّم جعجع مجموعة خطوات من الضروري القيام بها لحفظ حقوقنا.
يبدأ جعجع بالتأكيد أن على الشخص التصرّف بشكل فوري، من خلال عدم الخضوع والرضوخ لما يُطلَب منه، وعدم التفاعل أو الدخول في نقاش وأخذ وردّ، بل الاحتفاظ بالمحادثة وتصويرها والامتناع عن حذفها كونها ستكون الدليل الوحيد لتصرفات المُعتدي، كما يجب الامتناع عن الدفع والتوجّه للإجراءات القانونية ورفع دعوى أمام الجهات المختصّة، فتقوم هي بواجبها ويتمّ توقيف الفاعل وحماية "لا أنفسنا فقط، بل آخرين معرّضين للوقوع ضحيّة الشخص نفسه".
بالرغم من أهميّة التصرّف بشكل صحيح، إلا أن أمرًا أهمّ يمكن فعله، وهو الوقاية، أي منع إعطاء الفرصة لأحد بابتزازنا، وذلك عبر تحصين الحسابات أولًا، كما يقول جعجع، لمنع اختراقها والوصول إلى معلوماتنا وبياناتنا، عدم الإبقاء على كل ما هو "حساس" على أجهزتنا، عدم قبول طلبات الصداقة العشوائية أو الدخول إلى روابط مشبوهة وتنزيل ملفات من مصادر غير موثوقة، وبالطبع، عدم مشاركة أي محتوى "خاص" لا نريد أن ينتشر، فعالم الانترنت اليوم بات واسعًا جدًا، بلا حدود والولوج إليه أسهل من أي وقت مضى.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|