ما يخشاه الرئيس...
عندما يُسأل رئيس الجمهورية جوزاف عون عن الأوضاع الراهنة في البلاد، لا يُخفي التأكيد انها في طور التحسن. ولعل جوابه نابع من متابعة مباشرة لهذه الأوضاع ولخطوات تنفذ ولبعض منها تحتاج الى مواكبة وجهد. لا يرسم الرئيس عون مشهداً زهرياً ولكنه في الوقت نفسه لا يدرج عبارة سلبية، مكتفياً بإرسال اشارات عن وقائع ايجابية حصلت واخرى في طور الحصول.
لقد نال رئيس الجمهورية منذ ايام دعماً أميركياً - فرنسياً رفيع المستوى عن القرارات التي وصفت بالشجاعة لتحقيق حصرية السلاح بيد القوات الشرعية اللبنانية وبناء دولة مزدهرة، وجاء هذا الدعم وفق ما عكسه الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون. ومن المقرر ان تأتي زيارة قداسة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر الى لبنان في نهاية تشرين الثاني المقبل في سياق دعم النهج الرئاسي، فزيارة البابا تتم بناءً على دعوة وجَّهها الرئيس عون اليه.
وما يستحق التوقف عنده هو مواقف رئيس البلاد الأخيرة والتي عبر فيها صراحة عن عدم بقاء لبنان خارج مسار تسويات الأزمات القائم في المنطقة، وذهب الى القول انه اذا كان الجو العام هو جو تسويات فلا بد من التفاوض،اما شكل هذا التفاوض فيُحدَّد في حينه.
في اعتقاد مصادر سياسية مطلعة، فإن رئيس الجمهورية رسم خطاً لم يخرج فيه عن المسار المتبع في المنطقة، لكنه اشار الى وقف الإعتداءات الإسرائيلية، ومن هنا جاءت مطالبته بأن يكون للولايات المتحدة وفرنسا دور في هذا المجال، وتشير لـ«اللواء» الى ان رئيس الجمهورية لم يحدد موعداً لأي تفاوض ولم يقل عن الشكل الذي سيُتَّبع لكنه اراد ادخال لبنان في ما يعرف بالتسوية قاصداً حماية لبنان وعدم استبعاده عن الحلول المطروحة، وطبعاً بعد إنهاء الإعتداءات الإسرائيلية على ان تلعب الولايات المتحدة الأميركية دور الوساطة.
وتقول المصادر إن رئيس الجمهورية يخشى من غياب لبنان عن التفاوض والحوار في المرحلة المقبلة وهو الذي كان حاضراً في موضوع ترسيم الحدود البحرية، مع العلم ان هذه المرحلة غير واضحة المعالم بعد في ظل التصعيد الإسرائيلي في الجنوب، مشددة على ان خطة الجيش في تطبيق حصرية السلاح تشق طريقها انطلاقاً من دعم رئاسي كما مجلس الوزراء الذي سينتظر تقرير الجيش الشهري دون تحديد مهلة، وهو ما ذكره رئيس الجمهورية مؤخراً لجهة انه لا يمكن تحديد وقت لتنظيف الأراضي في مساحة الجنوب لأنها واسعة، وهناك أودية وأحراج وتلال وغير ذلك، ولا بد من الأخذ في الإعتبار حالة الطقس مع اقتراب فصل الشتاء، ما يعني ان المهمة متواصلة ومتى تمت يتم الإنتقال الى الخطوات التالية، لافتة الى ان التنسيق مستمر مع قيادة الجيش في هذا المجال والخطة تبقى سرية كما هو متعارف عليه.
اما بالنسبة الى الدعم الخارجي للعهد الرئاسي فهو قائم انطلاقا من التوجهات التي يتخذها وتشكل محور إشادة القادة والرؤساء خلافاً لأي كلام آخر بأن العهد خسر من رصيده، وتفيد المصادر ان الحركة الديبلوماسية العربية والأجنبية والأوروبية لم تنقطع الى القصر الجمهوري وهناك عدة محطات يبرز فيها هذا الدعم ما يقطع أية شكوك حول تراجع الدعم.
بعد جرعة الدعم الأميركية والفرنسية والمواقف التي اطلقها رئيس الجمهورية بشأن التفاوض والحوار وعدم غياب لبنان عن التسوية في المنطقة، يبرز اكثر من سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة الأميركية ستدخل وسيطاً من جديد بين لبنان واسرائيل ومتى سيتم ذلك؟ وهل ان العائق كبير في هذا المجال أم لا؟ كلُّه سيتضح في حينه.
كارول سلوم -اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|