الصحافة

لبنان خارج مؤتمر شرم الشيخ... لكن ملائكة جوزف عون حاضرة!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أثار غياب لبنان عن مؤتمر السلام الذي انعقد في شرم الشيخ قبل يومين استغراب المراقبين، لا سيما أن لبنان دولة معنية مباشرة بالصراع مع إسرائيل، وقد يواجه تصعيدًا عسكريًا على حدوده الجنوبية في أي لحظة. هذا الغياب كان ملحوظًا بشكل أكبر مع مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيًا، في حين تمت دعوة دول بعيدة جغرافيًا وغير مشاركة فعليًا في النزاع القائم.

تعددت التفسيرات حول سبب عدم دعوة لبنان. بعض المصادر أشارت إلى أن لبنان لم يُستبعد وحده، إذ شملت القائمة أيضًا سوريا، نظرًا لاستمرار الخلافات والمشاكل بينهما وبين إسرائيل.

فيما رأت مصادر أخرى أن المؤتمر ركّز أساسًا على وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وإحلال السلام في قطاع غزة، وأن الدول المدعوة كانت مختارة لما لها من قدرة على تقديم الدعم السياسي والمالي الضروري لتنفيذ الاتفاق وتجاوز العقبات، والمشاركة في إعادة الإعمار وتطوير القطاع بعد استتباب الأمن والسلام.

رغم كثرة التساؤلات، لم يصدر أي توضيح رسمي من مصر، الدولة المنظمة للمؤتمر، مما ترك المجال واسعًا لتكهنات متعددة. إلا أن معلومات من بيروت أشارت إلى أن سبب استبعاد لبنان قد يكون لتجنب إحراج أي مسؤول لبناني أمام الوفود المشاركة، خصوصًا فيما يتعلق بتباطؤ الدولة اللبنانية في تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، وما إذا كان هذا التأخير يمثل تراجعًا عن التزامات الحكومة المنصوص عليها في بيانها الوزاري، في ظل ضغوط الحزب ودعم إيران له.

ومع ذلك، لم يغب لبنان عن اهتمام المجتمع الدولي. فقد خصص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقرة في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي في القدس للحديث عن لبنان، مشيدًا بجهود الرئيس جوزف عون في تنفيذ القرار ١٧٠١، ومؤكدًا دعمه القوي لاستكمال هذه المهمة. وان مجرد ذكر الرئيس اللبناني في خطاب ترامب يعكس بوضوح الاهتمام الأميركي المباشر بجهود لبنان على صعيد الأمن والسياسة الداخلية.

كما جاءت رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرئيس عون بعد المؤتمر لتؤكد استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان، مع الإعلان عن عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني، وآخر لتمويل وإطلاق عملية إعادة الإعمار قبل نهاية العام الحالي.

يُظهر هذا المشهد أن غياب لبنان عن المؤتمر لم يقلل من أهميته على الصعيد الدولي، لكنه يسلط الضوء على تحدياته الداخلية وضرورة معالجة القضايا المتعلقة بالأمن والسياسة قبل الانخراط الكامل في أي مبادرات إقليمية أو دولية مستقبلية. فالمسؤولية اللبنانية تظل حاسمة في تحديد دور البلاد في أي اتفاقيات سلام، وفي تعزيز موقفها السياسي والدبلوماسي على الساحة الإقليمية.

بقلم دافيد عيسى - سياسي لبناني

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا