"أمّك هي التي اختارت".. قصة الإجابة الصادمة للبيت الأبيض

أثارت إجابة مسؤولين في البيت الأبيض عمّن كان وراء اختيار مكان الاجتماع المقبل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، جدلًا واستغرابًا واسعين.

وجاء سؤال مراسل صحيفة "هاف بوست" للناطقة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت: "من اختار بودابست مكانًا لقمة ترامب وبوتين المقبلة؟"، لترد الأخيرة بإجابة صادمة: "والدتك هي من اختارت".

وأعلن ترامب يوم الخميس أنه سيلتقي قريبًا ببوتين في بودابست لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا؛ ما أثار تساؤلات، خصوصًا أن بوتين مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية. ومن المستبعد أن تتعاون المجر مع مذكرة التوقيف، وهي بصدد الانسحاب من المحكمة، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.

واللافت أن إجابة "والدتك هي من اختارت" لم تقتصر على ليفيت، بل كرّرها مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ.

ودافعت ليفيت عن إجابتها قائلة: "ما المضحك بالنسبة لي أنكِ تعتبرين نفسكِ صحفية؟ أنتِ مُخادعة من أقصى اليسار، ولا أحد يأخذكِ على محمل الجد، حتى زملاؤكِ في وسائل الإعلام، فهم ببساطة لا يُخبرونكِ بذلك وجهًا لوجه. كفّي عن إرسال أسئلتكِ المُضللة والمتحيزة والسخيفة إليّ".

ووفق صحيفة "إندبندنت"، دافع البيت الأبيض عبر المتحدث باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز، عن الإجابة الصادمة التي اعتبرها "أكثر من مناسبة" في رده على استفسار الصحيفة البريطانية.

وقال روجرز إن الشخص الذي تلقى هذه الرسائل النصية "ليس صحفيًا حقيقيًا، بل هو ناشط ديمقراطي"، معتبرًا وفقًا لذلك أن الرد الذي تلقاه "كان أكثر من مناسب".

وأضاف: "يستقبل فريق البيت الأبيض الصحفي مئات الطلبات الجادة يوميًا من صحفيين حقيقيين، وليس لدينا وقت نضيعه على عمليات اختراق حزبية".

مكان مثالي

ووفق تقرير لقناة "سكاي نيوز" الإنجليزية، فإن بودابست تعد مكانًا مثاليًا بالنسبة لزعيم الكرملين، الذي يُلاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم صدرت في العام 2023.

ورغم أن المجر عضو مؤسس في المحكمة الجنائية الدولية، فإنها في صدد الانسحاب من هذه الهيئة العالمية، بعد أن اتهمتها بأنها "محكمة سياسية".

ولا تملك المحكمة الجنائية الدولية آلية تنفيذ، وتعتمد على الدول الأعضاء في اتخاذ الإجراءات، لذا فإن المجر، التي قد تقرر وربما ستقرر تجاهل مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة، لا شك أنها أعطت الرئيس الروسي ضمانات بأنه سيكون آمنًا.

كما سبق لبودابست أن تجاهلت طلبًا مماثلًا من المحكمة الجنائية تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عندما زارها في أبريل/نيسان الماضي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.

وستكون هذه أول زيارة معروفة يقوم بها بوتين إلى دولة عضو في الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، ومع ذلك، فإن الوصول إلى بودابست قد لا يكون سهلاً بالنسبة للزعيم الروسي.

وإذا لم يسلك بوتين طريقًا ملتوياً عبر تركيا وعبور البلقان، فسيحتاج إلى المرور عبر المجال الجوي للدول الأوروبية التي قد تفكر في إجبار طائرته على الهبوط، مثل بولندا أو رومانيا أو دول البلطيق.

وهذا النوع من المخاطر، على الرغم من أنه غير مرجح، هو الذي دفع نتنياهو إلى السفر إلى إسبانيا وفرنسا في رحلته الأخيرة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.