احتمال حضور قوة عسكرية أوروبية بديلاً لـ «اليونيفيل» في الجنوب
تقرير عبري يكشف: كيف يخطط حزب الله للانتقام في الجولة المقبلة؟
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة تأبينية في ذكرى مرور ثلاثة أيام على وفاة المرحومة ياسمين احمد دياب (ام وحيد مصطفى) التي أقيمت في حسينية البرجاوي، بحضور حشد من علماء الدين والشخصيات والفاعليات السياسية والاجتماعية والتربوية ورؤساء بلديات ومواطنين.
استهل الخطيب كلمته بتقديم العزاء والمواساة بوفاة الفقيدة لأهلها وأسرتها وأبنائها، وقال: "نحن بهذه الذكرى نكرم إمرأة جليلة وأما قضت حياتها مجاهدة في سبيل تربية أسرتها وبناء بيتها، وقد أمرنا من قبل الله سبحانه وتعالى بتكريم الابوين وتكريم الاهل وبالاخص تكريم الام، حتى أعطيت اعظم وسام، وقال رسول الله: " الجنة تحت اقدام الأمهات"، وفي الواقع هذا احد المفاهيم التي اكد عليها سبحانه وتعالى وتشكل واحدة من مفردات ثقافتنا وتربيتنا وواحدة من تعليم ديننا وسمة من سمات أخلاقنا، تعظيم الأم ووضعها في الموضع اللائق بها، وهي الحمد لله هذه الثقافة مرتكزة وثابتة في مجتمعاتنا وتلقى الاهتمام من أبنائنا ومن أهلنا وإخواننا أن تكون الأم محترمة وتكون الأم لها هذه القداسة، بالعنوان العام للأم لها هذه المرتبة التي لا يجوز التخلي عنها وهي واحدة من الأسباب أو من القواعد أو من الركائز لمجتمعاتنا التي تثبت هذا المجتمع وإبتداء من الأسرة، الأم تجمع وترعى الجميع وتضحي طول حياتها على حسابها الشخصي في سبيل أسرتها و بيتها وأبنائها".
أضاف: "لذلك نحن اليوم في محل تكريم لأم من أمهاتنا اللواتي قضين حياتهن بالجهاد، وهذا نوع من أنواع الجهاد الذي يستحق الوسام والاحترام والاهتمام، أساساً كل الحياة هي حياة ثقافة، القوة ثقافة، الضعف ثقافة، حينما تكون الثقافة تبني وتجمع وتقوي البيئة والمجتمع، هذه الثقافة تكون ثقافة الحياة، وحينما تكون الثقافة على نحو معكوس ومقلوب، هذه الثقافة تكون سبباً من أسباب الضعف والتلاشي والانتهاء، ونحن نحمي الرسالة، نحن مسلمون، لم نوجد في الحياة كقبيلة وكمجموعة يجمعها الدم وتجمعها القرابة، لا، كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، هذا المجتمع وهذه الأمة هي أمة وجدت على أساس العقيدة وعلى أساس الثقافة وعلى أساس أنها تحمل رسالة إنقاذ للبشرية وللناس ورسالة الحق والدعوة إلى الحق، والدعوة إلى مواجهة الظلم والعدوان، دعوة إلى العدل والإنصاف، دعوة إلى الاحترام، دعوة إلى السلام، ولذلك في مقابل هذه الدعوة هناك متضررون منها لا يرضون هم الذين ينهجون نهج ظلم ونهج والعدوان والاستئثار والغلبة، هؤلاء الذين يرون في الحياة حياة صراع وليست حياة تعاون، نحن يقول لنا الله: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، دعوة إلى السلام وإلى عدم العدوان وإلى مواجهة الظلم، هذه هي رسالتنا إلى العالم. ومن هنا الذين يتضررون من هذه الدعوة في مواجهة الظلم الظالمون المعتدون المستأثرون وقفوا في وجه هذه الدعوة وحاولوا إنهاءها وقفوا في وجهها طوال هذا التاريخ، هو تاريخ بالواقع عمليا هو صراع ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لهدمت صوامع ومساجد وبيع يذكر فيها اسم الله كثيراً"، هي المواجهة للعدوان "ولا تعتدوا" كل الآيات والسور في كتاب الله هي دعوة إلى العدالة، دعوة إلى السلم، دعوة إلى الإنصاف وإلى عدم العدوان، ولكن إذا كان هناك عدوان فلا بد من مواجهة هذا العدوان، إذا كان هذا العدوان يتعلق بالوجود ويتعلق بالكرامة ويتعلق بالدين، بهذه العناوين التي ذكرناها لأنها تتعلق باستقرار الحياة وبدفع الشر عن حياة المجتمعات، فلا بد من مواجهتها، وفي هذه المواجهة لا يحسب حساب لا على أساس موازين القوى وإن كان أمر مهم أن يتحقق، ولكنه ليس هو الأساس، الأساس (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون فيه عدو الله وعدوكم)، بمقدار ما تستطيعون عليكم أن تحققوا من القوة والتوازن، لكن ليس هذا هو الأساس في النصر، والله ضرب لنا أمثلة كثيرة في القرآن الكريم في أحد وفي بدر وفي حنين أن القلة والكثرة ليست هي الأساس وليست السلاح، العدد والعدة ليس هو المقياس، هذا أحد الأسباب لكن السبب الرئيسي هو الإرادة والإيمان والارتباط بالحق و الارتباط بالله سبحانه وتعالى، وأنه حينما تتحقق هزيمة حتى تراجع السبب فيها وهو تقصير المؤمنين تقصير المسلمين و تقصير الناس، و حينما يقل اعتمادهم على الله سبحانه وتعالى وتعلقهم بالقوة، وأن القوة هي التي يعتمد عليها في الانتصار حينئذ يهزمون، ولكن حينما يكون الارتباط بمصدر القوة والوجود الذي هو الله الذي يقرر أن القوة لله جميعاً".
وتابع: "إذاً هي حرب في الواقع، هي حرب ثقافية، بهذا حاولوا أن ينهوا مصادر القوة لأمتنا عن طريق قلب الحقائق وقلب المعادلات وحينما سلّمنا لهم بهذه الموازين وبهذه المفاهيم وأصبحنا نفكر على نفس الطريقة حينئذ أتت معادلة موازين القوة المادية، اعتمدنا نفس المعايير التي اعتمدوها والتي عززوها في أذهاننا وفي فكرنا حينما اعتمدنا نفس الموازين، حينئذ ربما تحققت الموازين المالية ربما تنتصر في مقابل الآخر حينما تتغلب عليه بالمال، لكن أنت فقدت شيئا أهم شيء وهذا عنصر من عناصر المواجهة الذي هو عنصر الارتباط بالله الإيمان والإرادة الذي يحمل السلاح، نعم يمكن لكل إنسان و لكل جهة أن تجد السلاح لكنه مع وجود هذا السلاح يمكن أن تنهزم أيضا، لكن حينما يكون سلاحك الأساسي هو الإيمان و الإرادة، لا يمكن أن تُهزم، لأن في كل التاريخ هذه المعادلة موجودة "الإيمان بالله سبحانه وتعالى" التي ربطها الله فيه "وَمَا النَصْرُ إِلَّا مَنْ عندِ اللَّهِ"، لسنا نحن من نحقق النصر حينما ننتصر، لكن علينا نحن أن نؤدي ما علينا أن نتهيأ نفسياً ثقافياً و تسليحياً، علينا أن نهيئ ذلك لكن النصر هو من عند الله سبحانه وتعالى، أيضا حينما تكون الغاية غاية صحيحة حينما لا يكون الهدف هو العدوان و الظلم و الغلبة والاستئثار وإظهار القوة على العالم، الشيء الذي نراه اليوم في الصراع الدولي هو الصراع على ماذا؟ هو الصراع على النفوذ، هذا المفهوم غير موجود لدينا ، الصراع على النفوذ وقهر القوى الأخرى أو قهر الشعوب الأخرى والاستيلاء عليها من أجل مصادرة ثرواتها وكسر إرادتها، لا، نحن حينما نحارب نحارب من أجل الحق ومن أجل العدل ومن أجل الإنصاف، صحيح هذا لم يجرِ كثيرا في تاريخ المسلمين، المسلمون أيضا حينما رأوا أن لديهم القوة الجبارة وهاجموا القوة الأخرى والشعوب الأخرى للأسف عملوا على نفس الموازين ، استئثار من أجل الغنائم من أجل فرض إرادتهم على الآخرين، ليس من أجل الدين و ليس من أجل الله، بل إنما من أجل انتصار السلطة وتوسيع نفوذها، وبالتالي سار الحكام المسلمون والسلطة على نفس الطريقة"،
وأردف الخطيب: "إذاً الموضوع الأساسي هو ثقافي، حينما نقول أن صراعنا مع العدو الإسرائيلي هو ليس صراعاً على الأرض و الماء ليس صراعاً على المصالح، وهذا أحد الجوانب نعم، لكن الجانب الأهم أن الصراع صراع حضاري وأن الغرب الذي غزا بلادنا وتسلط على شعوبنا وعلى أرضنا وأكثر من هذا ماذا فعل؟ استثمر هذه الغلبة في تغيير العقيدة والثقافة، الآن الذين يواجهون المقاومة في لبنان ومنطق المقاومة وثقافة المقاومة ماذا يقولون؟ يقولون أننا لسنا قادرين على مواجهة العدو الإسرائيلي والغرب، لأن الغرب الذي هو اليوم يمتلك التكنولوجيا ويمتلك الطائرات ويمتلك الصواريخ ويملك الاقتصاد نحن ليس بيدنا شيء كيف نواجه هذه الغرب؟ هذه الثقافة هي ثقافة مستوردة، ليست هي ثقافة شعوبنا وتاريخنا وديننا وثقافتنا، هؤلاء يبنون مواقفهم السياسية اليوم، وأنا لا أقول أنهم هؤلاء يكذبون أو كل الناس من هؤلاء، يعني نياتهم ليست طيبة وليست صحيحة، لكن هناك ثقافة يعتمدون عليها هي ثقافة مزورة هي ليست ثقافتنا هي ثقافة الغرب من نتاج استعمار الغرب وتفوقه على بلادنا، أن زرع فينا هذا، والآن نحن لسنا في لبنان فقط في الشرق كله وفي العالم العربي والإسلامي هذا المنطق سائد، موجود هناك منطقان، منطق مع المقاومة، ومنطق ضد المقاومة ويتهمها بأنها هي سبب المشاكل في هذه المنطقة ويبرر للعدو الإسرائيلي عدوانه وهمجيته وقتله ومجازره، و هذا ناتج عن هذه الثقافة، فهذه من آثار هذه الحرب الثقافية التي بيننا وبين الغرب؟".
وقال: "اليوم التالي وماذا بعد ما حدث في لبنان؟ أو ما يحدث الآن في غزة؟ في هذه المواجهات التي دفعنا فيها ثمناً كبيراً، لكن بهذه النظرة التي يراها الآخرون أننا هزمنا، نحن نرى بأننا لم نهزم، يرون عدد القتلى وكثرة الشهداء هزيمة، ويرون في تدمير البيوت هزيمة، التأثير الثقافي والمنطق من أين يلد؟ وكيف تنظر للأمور؟ نحن نرى بأن التضحية والشهادة والمواجهة وبأن الانتصار ليس بناء على عدد الشهداء، الناس كلها سوف تموت، والموت مكتوب على جميع الناس ولن يبقى أحد لكن نقول كما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه: ألف ضربة بالسيف خير من ميتة على فراش، هذه الثقافة هي التي أبقتنا على مدى هذا التاريخ رغم الظلم ورغم العدوان الذي تعرضنا له ومحاولات الإبادةفي تاريخنا، نحن كطائفة تعرضنا في تاريخنا ليس مرة واحدة بل طوال هذا التاريخ لمرات عديدة إلى محاولة الإبادة، ولكن بقينا لأننا نحمل ثقافة الإمام الحسين وأهل البيت والإسلام، بقينا لأننا نحمل هذه الثقافة، من هنا الهجمة اليوم علينا من هذا الباب هي فهم خاطئ، ثقافة ليست ثقافتنا هي ثقافة تؤدي إلى التسليم بالهزيمة، يعني أن نقبل منطق ترامب الذي يقول من بداية هذه الحرب وإلى الآن هي هذا لغته، يقول لليمنيين استسلموا للفلسطينيين استسلموا، لللبنانيين استسلموا للإيرانيين استسلموا، ليس لكم خيار الا الاستسلام أو سيأتيكم الجحيم، فهذا الجحيم سيرتد عليه وعلى الذين يقف إلى جانبهم ويشجعهم ويسلحهم ويغطيهم في الأمم المتحدة وفي المجال القانوني وفي المجال الدولي، يغطيهم بالقوة كما فعل مع محكمة العدل الدولية الجنائية والأمم المتحدة وكل هذا رأيتموه وسمعتموه وتابعتموه جميعاً، لأن المجزرة التي حصلت بهذه الفظاعة استجلبت كل الناس حتى الذين لا يهتمون بالسياسة ولا يهتمون بالحروب".
وتابع: "نحن اليوم أيضا بالنسبة لجملة القضايا الثقافية المهمة التي حاولوا قلبها في مجتمعنا وان يقضوا على هذا الارتباط بيننا وبين ديننا وبين ثقافتنا بالنسبة للمرأة وحقوق المرأة واتهام الإسلام بأنه متخلف وأنه لا يعطيها حقها، وهذا من جملة التشويهات التي أرادوا من خلالها أن نتخلى عن هذه الثقافة وبالتالي هذا السلاح الأساسي، حينئذ ندعه جانباً وسيكون المصير هو ما يدعو إليه هؤلاء يعني إلى الاستسلام، نحن تكلمنا عن الأم وعن مقامها في الدين وفي الإسلام ونبي الإسلام الذي يرفعها إلى هذا المقام أن يقول الجنة تحت أقدام الأمهات، وأن أهمية البر بالوالدين والإحسان إليهما هذا من أهم وأعلى القيم لدى الإسلام التي أوصى بها القرآن الكريم وأن عدم البر بالأبوين وإهمالهم وعدم القيام بواجبهم حينما يكبرون ويحتاجون إلى أولادهم وأن يبقى هذا الاحترام وأن تبقى هذه العلاقة لهم، ولقد حاول اعداء الإسلام تشويه قيمنا بالادعاء ان الإسلام يهين المرأة، لا، الإسلام لم يهن المرأة، الإسلام أراد أن يعطي لها وظيفة، الله خلق الذكر والأنثى ليتكاملان، لأن لكل منهما دور يتناسب مع الوضع الفيزيولوجي مع الوضع الجسدي ومع القدرة لكل منهما، العدالة هنا ليست بالتساوي أن يكون كل الناس أطباء أو يكون كل الناس مهندسين أو يكون كل الناس متخصصين، لا، المرأة لها وظيفة في المجتمع والرجل له وظيفة في المجتمع، العدالة هنا أن يأخذ كل بحسب قدراته وبحسب ما يستطيع أن يقوم به".
وختم الخطيب: "ومن هنا اليوم نحن نكرم هذه الحاجة المجاهدة التي أسست لهذه العائلة ولم تسر وفق هذه الثقافة الجديدة التي هي ليس التضحية والتي هي بحب الذات وحب النفس، واليوم يعلمون البنات أن المرأة لها حقوق وأن المرأة يجب أن لا يكون لها أي قيد، يريدون ضرب وتشويه هذه الارتباطات الموجودة وهذه القيود الموجودة في المجتمع التي هي لحفظ المجتمع ولحفظ قيمه يريدون التفلت، وأساساً هم يعملون على تفكيك الأسرة وعلى تفكيك مجتمعاتنا لكي ينتصروا علينا وأن يأخذوا ما يريدون منا، لا، نساؤنا السابقات وأمهاتنا كانوا مضحيين، للأسف الآن نرى ان الأمور بدأت تفتك بمجتمعنا وما أكثر حالات الطلاق والمشاكل بين الأهل وبين الأسر، المرأة كانت تضحي لأجل بيتها وأولادها وتتحمل شظف العيش وتكون مشاركة لزوجها في عمله، امهاتنا عملوا في الزراعة وفي كل ما يمكن الى جانب أزواجهم، لهذا السبب كانت المشاكل وقتها قلبلة والآن كثرت المشاكل لأنهم أرادوا من أهلنا وبناتنا ونسائنا أن يتخلوا عن هذه التضحية ويريدون أن تحب المرأة ذاتها لتتحرر وتترك بيتها وأولادها، ونترحم على أمهاتنا جميعاً وعلى الحاجة الفقيدة، ونسأل الله أن يحفظكم جميعاً وأن يرحم شهداءنا".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|