إقتصاد

الفجوة المالية والذهب: تعاميم... وعجز

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

احتمالان ينبغي أن نستعدّ لهما في الأيام المقبلة:

أولًا- تأجيل معالجة الفجوة المالية إلى ما بعد الانتخابات النيابية.

ثانيًا- انتهاء مرحلة ارتفاع الذهب، وبدء حقبة التصحيح والانخفاض.

في موضوع الفجوة، بات واضحًا أن شروط صندوق النقد، وظروف الانتخابات النيابية، تشكّل جدارًا يصعب خرقه، رغم الجهود التي بذلها فريق العمل اللبناني، سواء في بيروت أو في واشنطن. وما قاله حاكم مصرف لبنان كريم سعيد في توصيف المحادثات مع الصندوق، عندما استخدم عبارة أنها "تتقدم باعتدال"، يؤكد صعوبة الوصول إلى اتفاق، وليس العكس.

انطلاقًا من هذا الواقع، أصبح في الإمكان توقع أن يلجأ مصرف لبنان إلى رفع سقف التعاميم التي يسحب بموجبها المودعون أموالهم. صحيح أن سعيد رفض ويرفض دائمًا، أن يتمّ تسريب مداولات اجتماعات المجلس المركزي، لكن ذلك لا يخفي أن هذه المسألة طُرحت ونوقشت، من دون أن يتمّ اتخاذ قرار في شأنها. وما يقوله سعيد دائمًا، إن مصرف لبنان ليس بعيدًا من الناس، وإنه يراقب نسبة التضخم التي تمّ تسجيلها حتى اليوم، وبالتالي، سيتفاعل حتمًا مع هذا الوضع، في حال تبيّن له أن المعالجة الشاملة ستتأخر. فهل إن العودة من واشنطن بانطباع مفاده أن الاتفاق مع الصندوق لن يحصل قبل الانتخابات النيابية، سيؤدّي إلى تسريع قرار رفع سحوبات التعاميم قبل نهاية العام الحالي؟

في الموضوع الثاني المتعلق بمسار أسعار الذهب، تبدو احتمالات اتخاذ إجراءات لضمان الاستفادة من الأرباح التي تحققت، أو التي قد تتحقق لاحقًا، ضئيلة، لئلا نقول مستحيلة. ومع موجة الارتفاع الأخيرة في أسعار المعدن الأصفر، اقتربت قيمة احتياط الذهب في مصرف لبنان من 40 مليار دولار. وهي على سعر اليوم حوالى 39 مليارًا، بما يعني أن "أرباح" المعدن الأصفر منذ الانهيار في العام 2020 حتى اليوم، وصلت إلى حوالى 24 مليار دولار. وقد حان الوقت للتفكير في كيفية حماية هذه الأرباح، واتخاذ الإجراءات الكافية لتحاشي خسارة هذه الأرباح، أو قسم منها في المستقبل.

هذا التحذير لا يعني التكهّن بأن الذهب استنفد مرحلة الارتفاع، وأنه على وشك الهبوط في رحلة تصحيحية لا أحد يعرف قعرها. لكن هذا الخطر بدأ يقترب، من دون أن يكون في قدرة أحد تحديد وقت الهبوط بدقة. وهذا الوضع يستدعي بإلحاح، التفكير في إنشاء صندوق استثماري لذهب لبنان، في أسرع وقت ممكن، لمواكبة المرحلة الحسّاسة، بالتماهي مع ما قد يشهده السوق المالي.

ما يمكن الجزم به، في موضوع حركة الأسواق المالية، أن الذهب تحوّل من ملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في مرحلة القلق وعدم اليقين، إلى أداة استثمار تجذب المحترفين والهواة في آن بهدف تحقيق الربح السريع والوفير. هذه النقلة التي ترسّخت في الأشهر القليلة الماضية، هي التي قد تجعل في المستقبل عملية تصحيح سعر الذهب، قاسية وأعمق من المعتاد. وعندما سيحين موعد الهبوط، سيكون سريعًا لأن عمليات البيع التي سيبدأها المحترفون الكبار قبيل الهبوط، ستكون خاطفة، لتتبعها لاحقًا عمليات البيع المتدرّج من قبل المستثمرين الصغار والهواة. وبالتالي، كلما زاد حجم الاقبال غير الاعتيادي على الذهب، كلما زاد عمق القعر الذي سيبلغه المعدن الأصفر في رحلة الهبوط.

ومع ذلك، ليس متوقعًا أن يستوعب هذا الوضع أصحاب القرار في البلد، لأن التعقيدات والمعتقدات المحيطة بهذا الموضوع أصعب من أن تُعالج، خصوصًا في زمن الانتخابات.

أنطوان فرح -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا