ميليشيات مسلحة وانشقاقات.. مشهد معقّد في غزة يُنذر بانهيار التهدئة
ترسم الميليشيات المسلحة الرئيسية المناوئة لحركة حماس ملامح الواقع الحالي في قطاع غزة، منذ إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس التي كانت تسيطر على القطاع وإسرائيل.
وأثار تلميح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تنفيذ منشقين عن حماس هجوم رفح، الذي وقع الأحد، بعدًا جديدًا للواقع المعقد الذي يعصف بغزة خلال التهدئة، رغم إعلانه براءة قيادة حماس من الهجوم.
وكانت قوة من الجيش الإسرائيلي قد تعرضت لهجومٍ مسلحٍ واسعٍ في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين، وكاد يُنهي اتفاق وقف إطلاق النار، بعد الرد الإسرائيلي العنيف.
قناة "كان" العبرية من جهتها، قالت إن الوسطاء بين حماس وإسرائيل غير راضين عن الحادث الخطير الذي وقع في رفح، ويعملون مع الحركة الفلسطينية من أجل منع تكراره.
معارك السيطرة
وتخوض حماس حالياً حرباً لاستعادة السيطرة وفرض النفوذ بالقوة مع الميليشيات المسلحة، المتهمة بالتعاون مع إسرائيل، وبين تصفية الحسابات مع العشائر التي تورط أبناؤها بقتل عناصر من الحركة.
ودخلت "حماس"، قبل يومين من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، معركة حامية مع عشيرة "المجايدة" في خان يونس، وبعد سريان الاتفاق خاضت حرباً أخرى مع عشيرة "دغمش" لم تخمد نارها بعد.
وراح في المعركتين الرئيسيتين مع العشائر عشرات القتلى من عناصر الحركة ومن الطرف الآخر، وهو ما يعمق خسائر "حماس" على كافة المستويات، ويشغلها عن التفكير في المستقبل الغامض للحرب.
وترى أوساط فلسطينية أنه في حال بدأ تمرد داخلي في الحركة وأحدث انشقاقات بين رافضي التهدئة مع إسرائيل، ستجد "حماس" نفسها بين نارين؛ السيطرة على الوضع الداخلي والالتزام باتفاق ترامب.
خريطة الميليشيات
وتبرز على الساحة الفلسطينية حالياً أربع تشكيلات ميليشياوية مسلحة هي: "القوات الشعبية"، و"القوة الضاربة لمكافحة الإرهاب" جنوب القطاع، و"مجموعة رامي حلس"، و"الجيش الشعبي" شمال القطاع.
ويقود "القوات الشعبية" الشخصية الأبرز في هذا الملف، وهو ياسر أبو شباب، الذي أعلن عن تأسيس مجموعته المسلحة، وتضم أقاربه ومؤيدين له، في مايو/ أيار، وتتخذ من رفح جنوبي قطاع غزة مركزاً لها.
ويقود حسام الأسطل، ضابط المخابرات السابق في السلطة الفلسطينية، "القوة الضاربة لمكافحة الإرهاب"، التي أُعلن عن تأسيسها في أغسطس/ آب، ويتمركز في منطقة محظورة بمدينة خان يونس.
تُسيطر مجموعة رامي حلس بدورها على أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة، ومع انسحاب القوات الإسرائيلية من تلك المناطق تراجعت بدورها "مجموعة حلس" ليقتصر وجودها على شرق "الشجاعية".
وفي شمال قطاع غزة، يقود أشرف المنسي، الذي يحظى بدعم من أبو شباب، ميليشيا "الجيش الشعبي"، وأعلن سيطرته على بيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع، منذ إعلان تأسيس مجموعته في سبتمبر/ أيلول.
وأفشلت حماس على الفور محاولةً فاشلةً لتشكيل اثنتين من الميليشيات المسلحة وسط قطاع غزة، من أفرادٍ محسوبين على عشيرتين شرق دير البلح، هما "أبو خماش" و"أبو مغصيب".
صداع الانشقاقات
يشكّل ملف التمرد الداخلي، في حال صدقت توقعات الرئيس الأمريكي كما تشير مصادر فلسطينية، شوكةً في خاصرة "حماس" العسكرية، حيث يدفع "جناح الصقور" باتجاه العمل العسكري ضد رغبة "حمائم السياسة".
وتخشى "حماس"، في الوقت الذي تخوض فيه حربها الخاصة مع الميليشيات والعشائر، أن تضطرّ لمواجهةٍ موجعة مع أفرادها في حال شكّلوا مجموعاتٍ أخرى، رغم أنها ستقاتل إسرائيل هذه المرة، لكنها ستحرج الحركة.
وتداول الإعلام العبري خلال الساعات الماضية، أبرزها صحيفة "جيروزاليم بوست" التي نقلت عن مسؤولٍ إسرائيلي قوله إن "الضغط الأمريكي جعل رد إسرائيل على هجوم رفح أكثر اعتدالاً من بعض الخيارات التي نوقشت".
وبالتزامن مع ذلك، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤولين أمنيين قولهم إنه "لم يعد هناك شك بشأن تدخل الأمريكيين، وأنه لن نتحرك أبداً في غزة دون موافقتهم، وأن أي قرارٍ يتعارض مع رغبات واشنطن سيتم إلغاؤه فوراً كما ثبت بالدليل القاطع".
وتشدد القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل على أن "حماس تستغل إطلاق سراح الرهائن القتلى لمنع الرد الإسرائيلي على الحادث الخطير في رفح"، لكنها تؤكد في الوقت ذاته أنها عازمة على الرد على انتهاك الاتفاق.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|