التغييريون... من ثوار إلى شركاء مع الطبقة السياسية في اللعبة!

على وقع الاستعدادات لبدء مرحلة الانتخابات، تشهد الساحة السياسية تغيرا بارزا في مواقف قوى التغيير داخل المجلس النيابي، حيث بدأت هذه القوى إجراء مشاورات متقدمة بهدف إقامة تحالفات انتخابية مع الأحزاب التقليدية، استعدادا للاستحقاق النيابي المقبل.
وأكدت مصادر موثوقة لوكالة "أخبار اليوم" أن هذا التوجه يعكس تحولا استراتيجيا جوهريا في خطاب وممارسة النواب التغييريين بعد تجربتهم البرلمانية الأخيرة.
وفي هذا السياق، تقول المصادر أن هناك إمكانية تشكيل لوائح مشتركة بين التغييريين و "الحزب التقدمي الاشتراكي" في دائرة الشوف، على سبيل المثال، بينما تُطرح في دائرة بيروت الثانية تشكيل لوائح مشتركة بين التغييريين وأحزاب مسيحية، بالتالي هذه التحالفات المرتقبة تعكس مرونة سياسية متزايدة تراعي التوازنات المحلية والاختلافات الإقليمية، وتؤكد سعي التغييريين إلى تعزيز حضورهم عبر آليات أكثر فاعلية.
وترى المصادر عينها، أن هذه التحركات تمثل مؤشرا واضحا على إدراك قوى التغيير بأن الاستراتيجية السابقة القائمة على "مواجهة المنظومة"، لم تعد تحقق النتائج المرجوة، فالتحالفات مع من كانوا في السابق خصوما سياسيين تمثل انتقالا نحو سياسة أكثر براغماتية، ترتكز على التعاون الواقعي لتحقيق أهداف سياسية ملموسة ضمن إطار النظام البرلماني اللبناني.

وتخلص المصادر: يمكن القول إن هذا التحول يعكس مرحلة جديدة في السياسة اللبنانية، حيث تبدأ قوى التغيير بإعادة رسم خطوطها وفق حسابات واقعية تؤهلها للمساهمة بشكل فعّال في إعادة تشكيل السلطة.

شادي هيلانة - "أخبار اليوم"