محليات

الفقراء الجدد... قدامى الطبقة الوسطى

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع الإعلان عن تسجيل نسبة مرتفعة في تحويلات اللبنانيين في الخارج إلى عائلاتهم في لبنان شارفت ال38 بالمئة في العام الجاري لتصل إلى ما يزيد عن 6 مليارات دولار، أول ما يتبادر إلى الأذهان، بأن طريق الخروج من الأزمة بات سالكاً. لكن الواقع يختلف عن هذا الإنطباع، لأن هذه المليارات تكاد لا تكفي لتحقيق التعويض عن الخسائر المالية التي تكبّدتها الطبقة الوسطى من المجتمع بعد انهيار الليرة واحتجاز الودائع في المصارف، والتخبّط والتأخير المقصود في المعالجات الرسمية.

ولا تُنذر هذه الأزمة فقط باتساع دائرة الفقر في لبنان، بل بتغيير هيكلي في المجتمع، وهو ما يحذّر منه عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب رازي الحاج، الذي يلفت إلى أن الفقر يلامس أكثر من نصف اللبنانيين، وسوف تزداد هذه النسبة مع الإرتفاع اليومي في سعر صرف الدولار الذي تجاوز عتبة ال42 ألف ليرة، وليزداد بالتالي عدد "الفقراء الجدد" الذين كانوا قبل العام 2019، يمثلون الطبقة المتوسطة في المجتمع اللبناني.

ويقول النائب الحاج ل"ليبانون ديبايت"، إن الفقراء الجدد هم قدامى الطبقة الوسطى التي كانت الضحية المباشرة للأزمة المالية وانهيار العملة الوطنية، موضحاً أنه بات من الصعب معالجة التشوّه الذي أصاب الطبقات الإجتماعية، والذي يتجاوز خطر من الخسائر المباشرة المالية والإقتصادية.

ومع تطوّر الأزمة وتراكم الإنهيارات، يشير النائب الحاج، إلى أن قسماً كبيراً من اللبنانيين، قد انزلق من الطبقة الوسطى العليا إلى الطبقة الفقيرة، خصوصاً بالنسبة للمواطنين الذين خسروا ودائعهم، وبالتالي، من بات منهم بعمرٍ لا يسمح له بأن يكون في سوق العمل، وأصبح اليوم يحتاج للدعم المالي والطبي.

ومن شأن هذه التشوّهات، يضيف النائب الحاج، أن تؤدي إلى تراجع تصنيف لبنان الخارجي من دولة نامية إلى دولة فقيرة، وهذا يؤشر إلى أن لبنان بدأ يخسر ميزاته التفاضلية في الإقتصاد، موضحاً أن حجم الإقتصاد كان كبيراً ونسبة الإستهلاك فيه مرتفعة، وكان يحتضن طبقةً وسطى نجحت في الصمود، رغم أنها كانت تعاني بسبب السياسات الإقتصادية الخاطئة وعدم وجود خدمات عامة، إضافةً إلى الكثير من المشاكل وتراجع مستمر بنسب النمو".

ويشير النائب الحاج، إلى أنه، وبالحد الأدنى، كانت الطبقة الوسطى لا تزال تبادر وتستثمر وتخلق فرص عمل، ولكنها بعد انهيار الليرة، بدأت تتراجع، وبالتالي، كلما تأخرت المعالجات وطالت الأزمة المالية، ستتبخر هذه الطبقة الوسطى، وتنشأ مكانها طبقة عليا جديدة تستفيد من الأزمات وتكديس الثروات والإحتكار، كما ستنشأ طبقة فقيرة جديدة غير متأقلمة مع واقع الفقر، أي أنها تضمّ العائلات التي وقعت حديثاً في الفقر، وكان لديها نمطاً إستهلاكياً معيناً، ولكنه تغيّر اليوم بفعل الأزمة، وهو ما بات يؤدي إلى أزمات إجتماعية خطيرة، كالتخلّي عن الدراسة والإدمان على المخدرات، أو الإنتحار وغيرها.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا