واشنطن تصعّد في وجه ايران: عقوبات وضغوط عسكرية!
أعلن الأسطول الخامس الأميركي، السبت الماضي، اعتراض سفينة صيد في خليج عمان "كانت تهرب ذخائر ووقوداً للصواريخ على طريق بحري من إيران إلى اليمن". وقال الأسطول في بيان إن سفينة الصيد كانت تحمل شحنة يزيد وزنها على 50 طناً، مشيراً إلى أن هذه هي ثاني عملياته لمصادرة شحنة كبيرة من الأسلحة المهربة في غضون شهر. ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس الأدميرال براد كوبر قوله إن اعتراض السفينة "يظهر بوضوح استمرار نقل إيران غير القانوني للمساعدات الفتاكة وسلوكها المزعزع للاستقرار". وشدد الأسطول الأميركي على أن التوريد المباشر وغير المباشر للأسلحة أو بيعها أو نقلها إلى الحوثيين في اليمن ينتهك القانون الدولي وقرار مجلس الأمن ذا الصلة.
في الموازاة، نُفذت في الايام الماضية، مناورات تدريبية أميركية إسرائيلية مشتركة، بين سلاح الجو الأميركي ونظيره الاسرائيلي، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الجيش العبري. وتضمنت المناورات، وهي واحدة من أكبر المناورات الجوية العسكرية بين الجانبين، محاكاة استهداف مواقع نووية إيرانية. وتضمنت ايضا رحلات جوية طويلة المدى قد يحتاجها الطيارون الإسرائيليون للوصول إلى إيران. واوضح أفيخاي أدرعي، في تغريدة ان "شاركت في التمارين الجوية طائرات حربية وطائرات للتزود بالوقود جوًّا إسرائيلية وأميركية حيث تحاكي سيناريوهات مختلفة في التعامل مع تهديدات آخذة بالتطور في المنطقة"... وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في ختام زيارته إلى الولايات المتحدة منذ ايام "من أجل تحسين التعامل مع التحديات الإقليمية، ستشهد الفترة القريبة المقبلة توسعا ملموسا لرقعة الأنشطة المشتركة مع القيادة المركزية التابعة للجيش الأميركي". وأضاف "تزامنًا مع ذلك، سيواصل الجيش العمل بشكل مكثف ضد التموضع الإيراني في المنطقة".
هذه المعطيات تدل وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، على ان الموقف الاميركي – الاسرائيلي بمواجهة التمدد الايراني في المنطقة وتهديدات الجمهورية الاسلامية لامن الاقليم ودوله، مُبرم ولا تراجع عنه. فالولايات المتحدة، بعد ان جرّبت الحوار والدبلوماسية مع طهران، في مفاوضات فيينا، اقتنعت ان هذه السياسية لا تنفع مع النظام الايراني كثيرا، اذ هو فهمها على انها "ضعف" واستفاد منها لتطوير قدراته النووية والعسكرية ولقمع شعبه بطريقة وحشية كما يفعل اليوم، حيث يصدر احكام اعدام في حق معارضيه. انطلاقا من هنا، عادت واشنطن الى خيار التشدد والحزم، بدليل مطاردتها السلاح الايراني في البحر، المُرسل الى أذرع طهران العسكرية، وانخراطها في مناورات ضخمة مع تل ابيب استعدادا لمواجهة اي تصعيد محتمل من قبل ايران، وخنقه سريعا، فيما هي تواصل اصدار العقوبات الاقتصادية ضد النظام وضد قامعي الشعب الايراني ايضا..
وعلى الارجح تتابع المصادر، سيساهم هذا التشدد في اعادة ايران الى رشدها والى طاولة المفاوضات، ولو بعد حين، تمهيدا لانتظامها ضمن المجتمع الدولي، وقد بدأت، تحت وطأة هذا الطوق الخانق، بتقديم بعض التنازلات لاسترضاء الغرب، ومنها حلّ جهاز "شرطة الاخلاق"!
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|