زحمة ديبلوماسية نحو لبنان... إنذار أخير قبل الحسم؟
قد تكون محض مصادفة أن تزدحم بيروت بحركة دبلوماسية لافتة، أميركية وعربية، منها ما يتصل بانعقاد المؤتمر الإقليمي حول التعاون القضائي الدولي في مكافحة الإرهاب والذي يشارك فيه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومنها ما له علاقة باستئناف الحراك الأميركي في اتجاه العاصمة، حيث تصب زيارة الموفدة مورغان أورتاغوس ولقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين، فيما يصل مساء اليوم الموفد توم براك لتأكيد الموقف الأميركي من السلاح والتفاوض مع إسرائيل.
وما بين الحراكين، برزت زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، في خطوة علنية هي الأولى من نوعها. وقد نقل دعم بلاده للاستقرار في الجنوب والاستعداد للمساعدة.
وبدا من هذه الحركة التي ترافقت مع استمرار النبرة الأميركية والإسرائيلية على وتيرتها العالية جداً من التهديدات والتحذيرات المقرونة بتصعيد عسكري إسرائيلي متدرج، كأن ساعة صفر قد اقترب أوانها وأن هذه الحركة الدبلوماسية تصب في إطار توجيه النصائح أو التحذيرات النهائية ما قبل العاصفة.
لا يختلف اثنان على أن أجواء التشنج المسيطرة على المشهد السياسي والأمني تعكس مخاوف تتصاعد وتيرتها من احتمالات عودة الحرب وتوسع نطاقها، بسبب وتيرة التهديدات السياسية والاعتداءات العسكرية. وفي حين لم يصدر أي موقف رسمي يطمئن حيال عدم صحة هذه المخاوف أو على الأقل عدم دقتها في نقل الصورة الحقيقية لحركة الاتصالات الجارية، وحجم الضغوط التي يتعرض لها لبنان، إلا أن الواقع ليس بعيداً عن هذه المخاوف وإن كانت المقاربات في إبلاغ الرسالة تختلف بين دولة أو جهة خارجية وأخرى. فإذا كان الكلام الأميركي ذا طابع شديد اللهجة ولا يخلو من التهديد المباشر، وقد توسعت الشروط من المطالبة بنزع سلاح "حزب الله" إلى دعوة الدولة إلى التفاوض المباشر مع إسرائيل، وهو ما كررته الموفدة أورتاغوس في لقاءاتها أمس، كخيار إلى جانب خيار التفاوض من خلال لجنة الميكانيزم وضم مدنيين إليها، فإن اللهجة المصرية التي تحدث بها المسؤول الأمني كانت أكثر ديبلوماسية وأخوية ربما إذ جاء بمهمة وتكليف محددين يرميان إلى إبراز الدعم المصري للرئيس اللبناني ولموقفه المتروي والواعي لدقة وخطورة التعامل مع ملف سلاح الحزب وآلية نزعه التي يجب أن تتم مقاربتها من باب الحوار الداخلي وليس من خلال استعمال القوة. ونقل المسؤول المصري مخاوفه والانطباعات التي لمسها حيال جدية التهديدات الإسرائيلية والتي تتطلب تعاملاً جدياً. ولكن مصادر سياسية مواكبة للحركة الديبلوماسية أكدت أن أجواء اللقاءات الرسمية لم تكن بالحدة التي عكسها الإعلام أخيراً ولم تتسم بلغة تهديد أو نقل رسائل من إسرائيل كما تردد، واصفة الأجواء بأنها أفضل بكثير من أجواء التهويل السائدة. وكشفت أن المناقشات تناولت تفعيل عمل لجنة الميكانيزم وضرورة أن يبادر لبنان إلى خطوات تخفض منسوب الخوف من التصعيد، بما يتلاءم مع الالتزامات التي تعهد بها سابقاً في شأن السلاح.
سابين عويس - "النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|