محليات

"سهام المرحلة المقبلة لم تعد أمامنا"... سيناريو جديد يُكتب لـ بيروت!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليبانون ديبايت"

بين تصاعد الأحداث في المنطقة وإعادة ترتيب خطوط النفوذ الإقليمية، يسلط الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية الضوء على قراءة دقيقة لما يجري في لبنان، وكيف تتحوّل أدوات الإعلام والدبلوماسية إلى مفاتيح لفهم هذا الواقع المعقد.

الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، د. خالد الحاج يقدم تحليلًا يربط بين التجارب السابقة لحزب الله والخطاب الإعلامي الإسرائيلي، ويكشف عن ديناميكيات جديدة تغيّر قواعد اللعبة السياسية.

ويرى الحاج في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "في تجارب المراحل السابقة، اكتشف حزب الله متأخرًا أن جزءًا كبيرًا من الخطاب الإعلامي الإسرائيلي لم يكن موجَّهًا إلى الجمهور الإسرائيلي بقدر ما كان مصمّمًا بعناية ليصل إلى قيادته وبيئته، ليخلق له عالمًا موازيًا يعيش داخله ويصدّقه، عالم يقوم على صورة مضخّمة، على أوهام مريحة أكثر مما هي واقعية، وعلى سرديات تُرسم في تل أبيب وتُستقبل في الضاحية على أنها إقرار بانتصار دائم".

 

ويشير إلى أنه "في ذلك الوقت، امتلأت الصحف الإسرائيلية، ومعها المنصّات التحليلية الغربية، بتقارير عن تراجع الثقة داخل المؤسسة الإسرائيلية، وعن قلق وجودي من قوة الحزب، وعن توازن رعب يقيّد إسرائيل، لكن الزمن كفيل بكشف المقاصد، تلك الرواية لم تكن سوى عملية نفسية مركّبة، هدفها أن يُقنع الحزب نفسه بأنه بلغ الذروة، وأن إسرائيل ضعيفة ومترددة أمامه، فيسترخي ضمن حدود الوهم ويفقد حِدّة إدراكه الاستراتيجي."

 

ويلفت إلى أن "اليوم، تتكرّر التجربة ذاتها بأسلوب أكثر براعة، الصحافة الإسرائيلية نفسها تبث يوميًا أخبارًا تتحدث عن عودة الحزب إلى قوّته، وعن إعادة تنظيم صفوفه، وعن تدفّق المال والسلاح، وكأننا أمام نسخة محدّثة من الدعاية القديمة، ولكن بذكاء أشد، إذ تُزرع هذه المرة في وعي القاعدة الشعبية للحزب، لا في خطابه الرسمي فقط".

 

ويوضح أنه "هكذا يتحوّل الإعلام الإسرائيلي إلى مرآة تعكس ما يريد الحزب أن يراه، لا ما هو قائم فعلًا، في المقابل، يستمر البعض في الحديث عن استخلاص العِبر والتعلّم من أخطاء الماضي، وكأن التحدي بات في الخطاب لا في المضمون، وفي الشكل لا في الاتجاه، لكن ما يغيب عن كثيرين هو أن التحوّل الأهم هو في العواصم التي ترسم خرائط النفوذ الجديدة، فالموفدون الدوليون يتوافدون إلى بيروت، واحدًا تلو الآخر، في حركة نشطة ومدروسة، لكن اللافت أن هذه الحركة أصبحت تستثني القنوات من طهران بشكل تام".

 

ويشدّد على أن "هذا التفصيل، وإن بدا ثانويًا للبعض، هو المؤشّر الأوضح على أن القرار الدولي بفصل لبنان عن إيران لم يعد مجرّد ورقة ضغط، بل تحوّل إلى مسار سياسي فعلي يُنفَّذ بهدوء وبالتدريج، ومن يتأمّل ديناميكية هذا المشهد، يدرك أن لبنان لم يعد يُقرأ في سياق الملف الإيراني، بل في سياق جديد يُراد له أن يكون مستقلاً عنه، أو على الأقل غير تابع له بالكامل، لكن المفارقة أن الذين يرفضون رؤية هذا التحوّل، يبدون اليوم كما بدا الحزب في التجربة السابقة، يعيشون في عالم موازٍ صُنع لهم خصيصًا كي يطمئنوا إلى صورة لم تعد موجودة".

 

ويعتبر أن "الاستمرار في تجاهل هذا الواقع ليس فقط خطأ في التقدير، بل هو تسليم غير معلن بأن اللحظة الدولية تتقدّم من دوننا، فبينما تتشكّل معادلات جديدة في الإقليم وتُعاد صياغة خطوط النفوذ، يصرّ البعض على التمسك بمفاهيم انتهت صلاحيتها، وبحلف لم يعد يُعامل لبنان كما كان".

 

ويخلص الحاج إلى القول بأن "سهام المرحلة المقبلة لم تعد أمامنا لنشارك في توجيهها، بل أصبحت خلفنا، تلاحق من لا يريد أن يعترف بأن اللعبة تغيّرت، وأن بيروت اليوم تُقرأ بعين مختلفة، وبميزان لم تعد طهران تمسك بأحد كفّيه".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا