الصحافة

علاقة عون - القوات: هل انتهى شهر العسل؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 

لم يكن العماد جوزيف عون يومًا المرشّح المفضّل لدى حزب القوات اللبنانية، إذ إنّ مرشّحها الأول كان ولا يزال رئيسها سمير جعجع.

فرغم أنّ تطوّر الأحداث قبيل انتخاب العماد عون رئيسًا أدّى إلى نشوة قواتية غير مسبوقة، الا أن القيادة في معراب بقيت واقعية. أدركت في حينه أنّ الظروف، على الرغم من انقلابها رأسًا على عقب، لم تكن تسمح بوصول سمير جعجع إلى سدة الرئاسة الأولى ولعل أبرزها التوازنات البرلمانية التي كانت ولا تزال قائمة نتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة.

وعَلِمَ سمير جعجع في حينه أنّ الإرادة الخارجية، ولا سيّما الأميركية، كانت تميل إلى دعم انتخاب جوزيف عون، وتفضّله رئيسًا للجمهورية. لذلك امتنع عن أيّ مواجهة كان يدرك أنّها لن تؤدّي إلى نتيجة، خصوصًا أنّه لم يكن يملك مرشّحًا آخر قادرًا على ايصاله إلى بعبدا. فال"عون" الجديد، في نهاية المطاف، يخرج من جناح “التيار الوطني الحر” الذي أسّسه العماد ميشال عون وسمّاه قائدًا للجيش. ومع أنّ جوزيف عون نفّذ لاحقًا "انقلابًا" على التيار، وتحوّلت علاقته برئيسه جبران باسيل إلى عداءٍ واضح، إلّا أنّ معراب كانت تدرك أنّ توجّهاته، في النهاية، لن تتطابق تمامًا مع توجّهاتها.

ولعل ما يثبت ذلك ما كان قد أعلنه جعجع نفسه عن أنه لم يجلس مع عون قبل انتخابه للاطلاع على رؤيته للحل في لبنان إلا قبل أيام منذ جلسة الانتخاب. ورغم ذلك سلكت العلاقة بينهما منذ وصول عون إلى بعبدا مساراً إيجابيا سلساً وان كانت معراب ظلت لفترة غير مقتنعة بخيار محاورة ومفاوضة حزب الله الذي كان قد اتخذه عون تحت عنوان الوصول ل"استراتيجية أمن وطني". الا أن الرضى القواتي على الحكومة والعهد بلغ مداه مع القرار الكبير الذي اتُخذ في آب الماضي الا وهو قرار حصرية السلاح.

لكن ومنذ ذلك الحين تعتقد “القوات" أن الخطوات الرسمية اللبنانية وبخاصة من قبل الرئاسة الأولى تشهد مماطلة قد تؤدي للانقلاب على كل ما تحقق في الأشهر الماضية. غير أن جعجع يتجنّب راهنًا التصويب مباشرةً على بعبدا، وقد بدا ذلك جليًّا في إطلالته الأخيرة من دون يعني عدم توجيهه رسائل بالمباشر وغير المباشر عن استياء من آداء اعتبر أنه لم يكن أفضل الممكن.

‏وتشير مصادر مواكبة لهذا الملف إلى أن "معراب تتجنب راهنا كسر الجرة مع بعبدا وترى نفسها أقرب لمواقف وآداء رئيس الحكومة نواف سلام "الجريئة"، لكنها تعتبر أن تنفيذ أي انقلاب راهنا على الرئيس عون لن يؤدي أي غرض ايجابي وأن الأفضل ممارسة الضغوط اللازمة لاستعادة الزخم السابق".
وتضيف المصادر:"لا شك أن هناك خيبة لدى الجمهور القواتي من آداء عون يُعبّر عنه علنا باشراف القيادة التي ستحرص على ابقائه تحت سقف معين بما يخدم أهدافها الاستراتيجية وأبرزها انجاز حصرية السلاح".

وبالمحصلة، قد يكون شهر العسل بين عون وجعجع انتهى الا أن نسف العلاقة لا يخدم أيا منهما راهنا، ما يعني أننا سنكون وحتى أجل غير مسمى على موعد مع عملية شد ورخي وفق ما تقتضيه المرحلة و"المعركة" وظروفها.

بولا أسطيح-الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا