قوّة لبنان بضعفه لا بسلاحه
كتب عوني الكعكي:
قديماً كانوا يقولون: «إنّ قوّة لبنان بضعفه»، لأنه بلد صغير يجمع بين جميع الطوائف التي تعيش بسلام ومحبّة... همّ هذه الطوائف الوحيد، العِلم والسياحة والتطوّر، وأن يكون لبنان بنك العرب، ومستشفى العرب ومدرسة العرب وجامعة العرب.
وكما كان يقول حاكم مدينة دبي في كتاب له إنّه «يتمنّى أن يكون في دبي شارع كشارع الحمراء الموجود في بيروت».
لبنان لم يكن في يوم من الأيام دولة حرب أو مواجهة أو مساندة... بل كان شعبه يرفض أن يُحْكم من أي بلد آخر، وهذا ما حصل مع العثمانيين وبعده مع الفلسطينيين ومع السوريين.
اللبناني لا يقبل أن يحكمه إلاّ اللبناني، لذلك عندما ارتكبت الدول العربية الجريمة الكبرى بالسماح للفلسطينيين بحمل السلاح لمحاربة إسرائيل من لبنان، أدّى ذلك الى احتلال لبنان من قِبَل إسرائيل، وطردت أبا عمّار ومعه منظمة التحرير.. ولكن الاحتلال الإسرائيلي ولّد مقاومة لبنانية ترفض أي احتلال. وبالفعل استطاع اللبنانيون أن يجبروا إسرائيل على الانسحاب.. وكانت المرّة الأولى في تاريخ إسرائيل أن تُـجبر على الانسحاب من أراضٍ احتلتها.
المشكلة أنّ الأبطال الذين أجبروا إسرائيل على الانسحاب أغراهم الحكم، فدخلوا المجلس النيابي والحكومة، وأصبحوا هم الحكام... وهنا وقعت المقاومة التي حرّرت لبنان في فخ كبير أدّى الى حرب 2006، يومذاك قال السيّد شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله «لو كنت أعلم».
والخطيئة الثانية، عندما دخل لبنان في 8 أكتوبر 2023 لمساندة غزة كانت الضربة القاضية للحزب، من عملية «البيجر» الى عملية اغتيال شهيد فلسطين ومعه ابن خالته السيّد هاشم صفي الدين الى جميع قادة الحزب وإلى عدد كبير من عناصر فرقة «الرضوان».
ولا ننسى أبداً أنّ الوضع في لبنان له ميزة خاصة بوجود عدد كبير من الطوائف. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أنّ الوجود المسيحي في لبنان له دلالة كبرى وفوائد جمّة.. إذ إن هذا التواجد تسبّب برعاية واهتمام وتأييد الدول الأوروبية للبنان وتعاطفهم معه...من هنا كانت وحدة الطوائف في لبنان من العوامل الإيجابية التي يجب التركيز عليها والعمل بجد من أجلها.
أعود الى القول: إنّ وضع الحزب بعد حرب المساندة لم يعد كما كان، فقد ضعف الحزب وأضعفته الحرب وقتلت قادته... وهنا أقول، ونحن لا نريد التشفي أو الشماتة بل يجب علينا أن نعترف بالواقع المرير.
اليوم إسرائيل تعيش أفضل أيامها منذ عام 1948، فالقوة الموجودة عندها الآن لم تكن يوماً موجودة.
إنطلاقاً من ذلك هناك عدّة أسئلة لا بدّ من طرحها:
أولاً: ما هي الأسلحة التي تمتلكها إسرائيل، وما هي الأسلحة التي يمتلكها الحزب؟.. الجواب لا وجه للمقارنة.
ثانياً: هل يملك الحزب طائرات مثل الـF-14 أو F-15 أو «الشبح» وغيرها وغيرها؟ الجواب كلا.
ثالثاً: هل يملك الحزب الصواريخ المتطوّرة كالتي تمتلكها إسرائيل؟ ولماذا لا يستعملها؟.. أظن لأنّ ليست موجودة عنده.
رابعاً: هل يملك الحزب مسيّرات كالمسيّرات التي تملكها إسرائيل بالنوعية والكمية؟.. الجواب أيضاً بالنفي.
أمام هذا الواقع... ماذا يستطيع الحزب أن يفعل؟
أتمنّى على الحزب، أن يعود الى لبنان وإلى لبنانيته، وأن يعرف أنّ خلاص لبنان يكون بالعودة الى الشرعية.. ويترك الشرعية تفاوض.. لأنّ العالم كلّه يقف مع لبنان. 
     
    
                       
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|