عربي ودولي

من التصعيد الهادئ إلى الضربة المركزة..ما سيناريوهات المواجهة بين واشنطن وكراكاس؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على وقع تصعيد متدرج، يشهد الحضور الأمريكي في محيط فنزويلا تحوّلًا لافتًا لا يمكن اعتباره مجرد رسائل ضغط تقليدية.

فخلف المشهد الحالي، تتكثف التحركات العسكرية البرمائية والجوية قرب المياه الفنزويلية، في ما وصفه مصدر عسكري أمريكي لـ"إرم نيوز" بأنه تهيئة موضعية لخيار أصبح موضوعًا على الطاولة، لكن دون تحديد موعد التنفيذ أو طبيعته النهائية.

التصريحات جاءت في ظل تعقيدات متداخلة في واشنطن، وتضع البيت الأبيض أمام توازن حرج بين رسائل الردع الموجّهة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو  وحكومته الحالية، وبين تجنّب احتمالية أي انزلاق غير محسوب في أمريكا اللاتينية.

وتبدو الترتيبات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية أكثر اتساقًا مما تبدو عليه في العلن.

ففي خلفية التصعيد الحذر، تبرز خريطة ضغط مركبة تجمع بين أدوات الردع الاستراتيجي، والتحشيد البحري والجوي، والدفع الدبلوماسي الموازي، وسط تزايد التسريبات حول قرارات وشيكة قد تعيد واشنطن إلى مربع التدخل المباشر؛ ولو بصيغة هجينة.

تهيئة مسرح العمليات

وقال مصدر عسكري أمريكي مطّلع على الملف الفنزويلي، من واشنطن، لـ"إرم نيوز" إن الانتشار البحري في الكاريبي هو بداية رسالة الإدارة الأمريكية إلى كراكاس.

وأضاف أن واشنطن أعادت تفعيل مسارات التنسيق اللوجستي مع القيادة الجنوبية للقوات المسلحة، لتهيئة مسرح عمليات قد يمتد في الزمان والمكان، بحسب تطور الوضع السياسي الميداني في كراكاس.

وأشار المصدر إلى أن التحركات البحرية تتكامل مع وحدات استخبارات بحرية، ووحدات إلكترونية تتبع الاستخبارات المركزية، وتعمل على رصد الاتصالات العسكرية والسياسية داخل فنزويلا.

ووفقًا له، "هناك عمل تشويش ممنهج على الاتصالات العسكرية الفنزويلية، وعمليات رصد مكثف لمسارات الإمداد والسلاح داخل البلاد".

وردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك تصور نهائي لأي تدخل عسكري، قال المصدر إن "الخطة لا تعتمد في الوقت الحالي على خيار الصدمة المباشرة، بل على سياسة الخنق التدريجي وإعادة تشكيل الضغط النفسي والسياسي على دوائر القرار في كراكاس".

لكنه أضاف أنه في حال وقعت حادثة كبرى أو تصعيد ميداني مقصود من قبل فنزويلا، فإن "الرد سيكون جاهزًا ضمن ما يُعرف بـ تشكيلة أو مجموعة الضربة، وهي مجموعة من الطائرات أو الوحدات العسكرية التي تُنظم وتُجهز معًا لتنفيذ مهمة هجومية محددة. بحيث يشمل ذلك بنك أهداف محدد مسبقًا لمراكز القيادة والسيطرة والرادارات والطيران العسكري".

وأكد أن البنتاغون عمل مؤخرًا على مراجعة دقيقة لـ"قابلية الضرب المحدود" لحكومة مادورو، وجرى تحديث خرائط الأهداف لأحد السيناريوهات العملياتية التي يمكن أن تستغرق 72 ساعة فقط.

ثلاثة سيناريوهات على الطاولة

كما أوضح المصدر العسكري أن القيادة الجنوبية للولايات المتحدة (SOUTHCOM) أجرت أيضًا سلسلة من المحاكاة العملياتية شملت ثلاثة سيناريوهات رئيسة تم تصميمها بناءً على أنماط التهديد والاستجابة المحتملة من قِبل السلطات الفنزويلية، وبناءً على تقييم استخباراتي لتماسك وحدات الجيش البوليفاري واستعداداته في حال التصعيد.

السيناريو الأول، والذي وُصف داخل غرف التقدير العسكري الأمريكي بـ"التدخل الناعم" أو "الإنزال الصامت"، يقوم بحسب مصدر "إرم نيوز" على تنفيذ عمليات محدودة النطاق، دون التورط في احتلال جغرافي طويل الأمد أو إطلاق عملية برية شاملة.

الفكرة المحورية لهذا السيناريو بحسب المصدر تعتمد على تحييد نقاط محددة عبر عمليات إنزال جوية قصيرة وسريعة، تستهدف إما مراكز قيادة عسكرية معزولة أو منشآت لوجستية تعتبرها واشنطن ضرورية لشلّ قدرة كراكاس على المبادرة. 

أما السيناريو الثاني، بحسب المصدر العسكري والذي يتمثل بالاستنزاف طويل الأمد، ويعتمد على استراتيجية نفسية– عسكرية، بحيث يجمع بين الضغط الاقتصادي والاستخباراتي والدبلوماسي، وبين عمليات محدودة على طول الحزام الحدودي، بالتوازي مع تشويش إلكتروني وتشتيت داخلي، لإطالة أمد التوتر واستنزاف بنية القرار العسكري الفنزويلي تدريجيًا. 

بينما يُبقي السيناريو الثالث وهو الأكثر تحفظًا على الحشود كوسيلة ردع نفسي دون الدخول في اشتباك مباشر. ويضيف المصدر في هذا السياق "هنا، تلعب لغة الجاهزية دورًا مركزيًا، إذ يتم إظهار القدرة على الفعل دون اتخاذ قرار التنفيذ، ضمن نمط الردع القابل للتفعيل الفوري". 

بهذا المعنى، تتحوّل الوحدات المنتشرة وفق المصدر العسكري إلى ما يشبه "الزناد المسلح" بيد واشنطن، دون أن يُضغط فعليًا، إلا إذا توفرت ذريعة عاجلة أو تغيرت معطيات الميدان.

هذا السيناريو يُبقي واشنطن في موقع المبادرة ويجعل من الترقّب أداة ضغط مستدامة.

وأشار المصدر إلى أن القطع البحرية المنتشرة، تحمل تجهيزات إلكترونية واستخباراتية نوعية، وتمثل منصات متعددة الاستخدامات، قادرة على تنفيذ عمليات اعتراضية أو هجومية محدودة ضمن قواعد الاشتباك الجديدة التي وضعتها وزارة الحرب الأمريكية خلال المراجعة الأمنية الأخيرة بشأن الترتيبات العملياتية في البحر الكاريبي.

استراتيجية الإرباك المتوازن

من ناحيته أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي سابق خدم في بعثات أوروبية بأمريكا اللاتينية، بأن الولايات المتحدة تتحرك وفق منطق "التصعيد المتدرج" وهو مبدأ أمريكي معروف، لكن في أمريكا اللاتينية تحديدًا، هذا المنطق لم يعد ناجعًا كما في السابق، وفق تعبيره. 

وأضاف خلال حديثه لـ"إرم نيوز" أن القواعد تغيرت. "مادورو يفهم اللعبة ويعيد ترتيب أوراقه بطريقة مختلفة عن تشافيز، وهو لا يتصرّف برد فعل فقط، بل يعتمد استراتيجية الإرباك المتوازن إن صح التعبير".

وزاد بالقول "هناك معلومات تفيد بأن فنزويلا بدأت فعلًا بإعادة تنشيط شبكات قديمة كانت قائمة في زمن تشافيز، تشمل التنسيق الاستخباراتي مع عناصر في هاييتي، وبعض المجموعات في منطقة الأمازون التي ترفض الخضوع للدولة البرازيلية، إضافة إلى تفعيل العلاقات مع بؤر نفوذ إيرانية في أمريكا الجنوبية. هذا لا يعني تحالفًا مباشرًا، لكنه يخلق بيئة مقلقة للغرب".

وأكد المصدر الدبلوماسي أن "الأوروبيين لا يشاركون الأمريكيين حماستهم لمواجهة مفتوحة، لكنهم يراقبون بدقة تطور أداء كاراكاس في إدارة التوازنات. الأوروبيون يرون في فنزويلا دولة تعلّمت من الحصار والتطويق، وتستخدم الآن أدوات غير متماثلة لمحاولة رفع كلفة أي تدخل أمريكي".

ورأى المصدر أن "واشنطن لا تسعى إلى تكرار سيناريو العراق أو ليبيا، لكنها بالمقابل، ترى أن الضغط العالي والمتعدد الأبعاد قد يخلق لحظة ارتباك في بنية الحكم في كراكاس".

واعتبر أن التصعيد الحالي "لا يتحرك في فراغ"، بل يندرج ضمن "خطة اختبار استجابة"، تتيح لواشنطن "قياس درجة تماسك نظام مادورو، ومدى استعداد بعض النخب داخل النظام للبحث عن مخارج آمنة في حال تطور التصعيد لاحقًا".

ورأى أن بروكسل تخشى أن تكون واشنطن تُمهّد لخطوة متقدمة دون أن يكون لديها خطة "ما بعد المواجهة"، مضيفًا أن "الدروس المستخلصة من العراق وأفغانستان لا تزال حيّة في الذاكرة الأوروبية، والاندفاع الأمريكي يُظهر أن المنطق الاستراتيجي لا يزال يعمل بمنطق الضغط لا بمنطق التفكيك البنيوي للمشكلة".

وختم بالقول "إن الأوروبيين يتعاملون بحذر شديد مع ما يجري في الكاريبي، وهم يرون أن التحرك العسكري الأمريكي يفتح الباب على مرحلة شديدة الغموض أكثر مما يقدّم حلولًا قابلة للاستدامة".

خيارات غير تقليدية

الخبير الاستراتيجي الأمريكي، رايان بيرغ، يُحذّر خلال حديثه لـ"إرم نيوز" من مغبة التقليل من ديناميكية التفكير في واشنطن. فبحسب رؤيته، لطالما تعاملت الإدارة الأمريكية مع فنزويلا باعتبارها ساحة معقدة تجمع بين تعقيدات الجغرافيا السياسية واعتبارات الداخل الأمريكي.

وفي ظل التغيّرات الأخيرة، يرى بيرغ أن ثمة انفتاحًا تكتيكيًا على خيارات غير تقليدية، لا سيّما إذا استمر مادورو بتوسيع حضوره الإقليمي.

ويضيف بيرغ أن ما يجري لا يُقرأ فقط بمنظور فنزويلي صرف، بل كجزء من اختبارات الضغط القصوى التي تحاول إدارة ترامب أن توازن فيها بين الردع والاستنزاف طويل الأمد.

وبهذا المعنى، فإن بيرغ لا يجزم بإمكانية الضربة المركزة، لكنه يرى أن "السيناريو لم يُسحب بعد من الطاولة"، خاصة إذا اتجه مادورو إلى خطوات "تغيّر قواعد اللعبة" داخليًا أو على الحدود.

ويعتبر بيرغ أن المشهد الراهن لا يمكن فصله عن تحوّلات الرؤية الأمريكية لمنطقة أمريكا اللاتينية منذ مطلع عام 2023، خصوصًا في ضوء ما أسماه "عودة الجغرافيا العسكرية" إلى ساحات كانت تُعتبر هامشية في الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية.

فبحسب قراءته، فإن الأزمة الفنزويلية لم تعد محصورة في بعدها الداخلي، لكنها تحوّلت إلى ملف ذي صلة مباشرة بتوازنات القوة في نصف الكرة الغربي، خاصة مع دخول الصين وروسيا كلاعبين مباشرين على مستوى التكنولوجيا العسكرية والاستخبارات.

ويُحذّر بيرغ من الوقوع في فخّ اختزال التصعيد الأمريكي في مسألة تجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية، فالمعضلة كما يراها أعمق من ذلك بكثير.

ويضيف: "واشنطن تدرك أن استمرار احتفاظ مادورو بالسلطة سيؤسس لمرحلة جديدة من التمدد العدواني الهادئ، يستند فيها النظام إلى شبكة تحالفات إقليمية ودولية تهدّد النفوذ التقليدي للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية".

من هذا المنطلق، يرى بيرغ أن المقاربة الأمريكية تجاه فنزويلا قد تتبنى نموذجًا مغايرًا لما جرى تاريخيًا في كوبا ونيكاراغوا، أي "استراتيجية تآكل القوة الصلبة بوسائل غير صلبة". لكنّه لا يستبعد، في ذات الوقت، أن يتم تفعيل خيار الضربة المركزة كأداة للصدمة التكتيكية.

ويختم بيرغ بأن "الضربة لا تُعدّ خيارًا محسومًا، لكنها لم تُستبعد بعد. كان الأرجح أن تبقى حبيسة الظل، يُلوَّح بها لاستخدام واحد فقط الآن والمتمثل بإعادة تشكيل قواعد الاشتباك قبل 2026".

الضربة "الإيحائية"

من جهته، يعتبر كارلوس نيتو بيريرا، الخبير الأمني البرازيلي، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن لا تنظر إلى فنزويلا فقط كملف منفصل، بقدر ما تنظر إليها كمحور يتداخل مع استراتيجياتها في نصف الكرة الغربي.

ويقول بيريرا إن تحركات القيادة الجنوبية الأمريكية مؤخرًا تحمل دلالات تتعلق باختبار للجاهزية، ورسالة ردع أمريكية. ويعتقد أن "حزمة الضربات المحدودة، يمكن أن تبقى ضمن السيناريوهات المحتملة، شريطة أن تُوظّف كأداة ضغط تكتيكي وليس كتدخل شامل".

ويضيف أن واشنطن تدرك تكلفة الخيار العسكري، لكنها في الوقت ذاته تحرص على عدم منح مادورو هامش المناورة الكامل، خاصة في ظل التصعيد الرمزي والميداني على حدود غيانا وخطابات التحدي المتكررة تجاه واشنطن.

ويعتقد بيريرا أن الصمت الإقليمي، خصوصًا من البرازيل، والأرجنتين، وحتى المكسيك، يمنح مادورو هامشًا للمناورة لم يكن متاحًا من قبل، ويضيف: "الفراغ في المواقف لا يقل خطورة عن دعم مباشر. إنه غطاء لوجستي ناعم"، مستشهدًا بضعف الحضور الدبلوماسي البرازيلي في ملف النزاع الحدودي مع غيانا، رغم ما تحمله المسألة من تبعات إقليمية واسعة.

في السياق ذاته، يرى بيريرا أن السيناريو الأقرب هو ما يسميه "الضربة الإيحائية"؛ أي تحرّك محدود، ومحسوب، ورسالي (Signal Strike)، يُنفذ من البحر أو الجو ضد منشأة رمزية أو قاعدة عسكرية حساسة، دون الانخراط في عملية طويلة الأمد. وهدف هذا السيناريو لا يتوقف فقط عند حدود ردع مادورو، بل استعادة زمام المبادرة في السردية الإقليمية.

ويضيف بيريرا أن السياق الإقليمي يشهد تصدعًا عميقًا في مفهوم "عدم التدخل"، بعدما بات يُستخدم كدرع لحماية السلطويات بدل أن يكون مظلة للاستقرار. وبالتالي، فإن أي تحرك عسكري – حتى لو كان رمزيًا – سيعيد تعريف هذا المفهوم، ويختبر ردة فعل كل من البرازيل وكولومبيا على المدى المتوسط.

ويختم بيريرا بالقول: "ليس هناك ما يُسمّى ضربة سهلة في أمريكا اللاتينية. كل تدخل يُكلف واشنطن رأسمال سياسي، لكن التخلي قد يُكلفها ما هو أكثر، والمتمثل بفقدان السيطرة على هندسة القوة الإقليمية".

أيّ ثمن تحمله واشنطن لأيّ خيار؟

لا تبدو واشنطن أمام خيارات بلا ثمن، بل أمام مفاضلة دقيقة بين مسارات ثلاث، تتفاوت في كلفتها العسكرية والسياسية والدبلوماسية، لكنها جميعًا تتقاطع عند نقطة مفصلية تتمحور حول إدارة التهديد الفنزويلي دون الانزلاق إلى مستنقع دائم.

الخيار الأول المتمثل بتمديد الردع البحري، يحمل أقل كلفة عسكرية مباشرة، لكنه معرّض للتآكل الرمزي والزمني، خصوصًا إن نجحت كراكاس في امتصاصه أو التكيف معه. فعلى المدى الطويل، قد يتحوّل من عنصر ضغط إلى عبءٍ لوجستي، وتحدٍّ سياسي أمام الكونغرس الأمريكي الذي يراقب الإنفاق العسكري خارج ساحات الاشتباك المباشر.

أما الخيار الثاني الممثل بتوجيه ضربة موضعية مركّزة، فهو الأكثر قابلية للتنفيذ دون دخول حرب تقليدية، لكنه يتطلب دقة استخباراتية وشرعية دبلوماسية يصعب تأمينها بوجود الانقسام الدولي حول شرعية مادورو. كما أن فشل الضربة في تحقيق هدفها خلال 72 ساعة قد يدفع فنزويلا إلى تصعيد أمني، أو إلى حشد ردّات فعل تضامنية من دول خصوم، وهو ما قد يعقّد المشهد أكثر من كسره.

أما الخيار الثالث الذي يتمحور حول الإنزال المحدود أو التدخل الواسع، فهو بلا شكّ الأكثر كلفة وتعقيدًا، ولا يبدو في وارد التنفيذ إلا في حال انهيار حاد للوضع الميداني داخل فنزويلا.

بمعنى أوضح، لا يوجد مسار مضمون أو خالٍ من التبعات. فكل خيار يرسم نتائجه بقدر ما يفتح نوافذ التورط. لكن ما بات واضحًا أن الإدارة الأمريكية بدأت تتصرّف وكأنها استنفدت أدوات الضغط البطيء، وباتت تحتاج إلى "صدمة موجّهة" تعيد هندسة المعادلة.

وهنا، تتقدم الضربة المركّزة كأرجح سيناريو، بوصفها صيغة لكسر الجمود، دون أن تُسقط خيار الفوضى من حساباتها.

من التصعيد الهادئ إلى الضربة المركزة..ما سيناريوهات المواجهة بين واشنطن وكراكاس؟

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا