السيسي وبوتين يشاركان في حدث تاريخي خاص بمحطة الضبعة النووية
قاسم يعتدي على الدولة خدمة لإيران
أسبغ "حزب الله" على أمينه العام لقبًا جديدًا هو "حجة الإسلام والمسلمين" فعرّف عنه إعلام "الحزب" بهذه الصفة المستجدة وهي لقب يُطلق على العالم المسلم الذي بلغ مرحلة الاجتهاد والفقاهة، ويُستخدم هذا اللقب أيضًا في الحوزات العلمية الشيعية لدرجة علمية رفيعة، ولا ندري هل نال قاسم هذه الدرجة خلال فترة تواريه خلال وبعد "حرب الإسناد" وما هي هذه الدرجة التي حققها ليُصبح "حجة الإسلام والمسلمين"، والأرجح أنه لقبٌ خلعه عليه من حوله لتعويض النقص الفاضح في الحضور والتأثير بعد فشله في إثبات قدراته في قيادة "الحزب".
وهنا يبرز سؤال بسيط: ما هي اجتهادات قاسم العلمية التي لا يعلمها أحد... الواضح أن هذا اللقب أو الرتبة أشبه بالشهادات المزوّرة التي أتقن "الثنائي الشيعي" إنتاجها في الجامعة اللبنانية، ويبدو أن قاسم أصبح يحتاجها لتأمين بعض الوزن له في المعادلة الحزبية والسياسية.
ومع هذا الاستعلاء الجديد، كشر قاسم عن أنيابه وفتح النار على الحكومة وعلى حاكم مصرف لبنان كريم سعيد تحت عنوان أن التضييق على "الحزب" يساوي التضييق على اللبنانيين، زاعمًا بأن "القرض الحسن" هو مؤسسة اجتماعية لكل الناس وهي رئة التنفس الاجتماعي في هذا الوضع الصعب لتيسير حياة عموم الناس والفقراء والمحتاجين، ولا يملك أحد سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل. لا أحد يدخل بعدوان مجدّد، لا أحد يكون أداة.
قال قاسم في كلمته بذكرى استهداف مسؤول العلاقات الإعلامية في "الحزب" محمد عفيف: أنصح الحكومة، أنصح حاكم مصرف لبنان، أنصح كل المعنيين: أوقفوا الإجراءات التي لا تضيّق على "حزب الله" فقط، ولا على جمهوره فقط، بل تضيّق على كل اللبنانيين... وهي تبرعات للفقراء من كل الطوائف.
يواظب قاسم على فرض تعريفه الخاص بالاقتصاد على الدولة، وهو التعريف الذي سمح لـ "الحزب" بالهيمنة على المطار والمرفأ وتشريع كلّ أنواع التهريب، على خطوط "المقاومة" مما خلق طفرة الأسعار الهابطة في مناطق سيطرة "الثنائي"، وأثقل بقية اللبنانيين باستحالة المنافسة وبالضرائب وبكل الواجبات التي يفرضها القانون، حيث بلغ الطغيان ذروته بتحويل "القرض الحسن" إلى مصرف مركزي موازٍ غير مرخص، يعمل بواجهة تكافلية ويغطي كلّ أشكال العدوان الاقتصادي والمالي على الدولة.
يريد قاسم إقناع اللبنانيين بأن المصرف الموازي والاقتصاد الموازي هو مجرّد تكافل اجتماعي، بينما كان مسؤولًا عن الخراب الاقتصادي الشامل الذي ضرب لبنان بتبييض الأموال وتجارة المخدِّرات وانتهاك المعابر الشرعية... ويهدِّد الدولة للتراجع عن قرار حصرية السلاح وإنهاء مفاعيل القرارات الحكومية بهذا الشأن، مستفيدًا من حالة الميوعة التي أنتجها سلوك رئيس الجمهورية جوزاف عون تجاه معضلة السلاح، وما تلا ذلك من تراجعات عسكرية وسياسية، إلى درجة التماهي بين نعيم قاسم وعون حول نظرية طابخي السّم في أميركا، والحقيقة أن الإدارة الأميركية وسائر عواصم القرار لا تحتاج إلى من يبث لها "السموم" لأن الواقع السياسي والاستراتيجي بات مسمَّمًا بالفعل نتيجة فشل السلطة في تقديم مقاربة تثبت وجود الدولة في القضايا الاستراتيجية.
يريد نعيم قاسم تصوير الدولة على أنها هي الحالة الشاذة، بينما مؤسساته الموازية هي الكيان السليم، وهذه وقاحة لا يملكها إلّا قادة "حزب الله" الذين يبتغون فرض تطبيع حالتهم الشاذة على بقية اللبنانيين.
لماذا يمارس نعيم قاسم كلّ هذه الشعوذات السياسية؟
الرابط الأساس هو الدافع الإيراني، حيث تخشى طهران حربًا أخرى مع إسرائيل بسبب وضعها الاقتصادي والأمني، ولذلك تُحوّل الضغط نحو لبنان عبر وكيلها، كما تُشجّع إيران "حزب الله" على التسلح، وتحث نعيم قاسم ونبيه بري على تشديد مواقفهما بما يُحوّل الصراع إلى لبنان، مُدركةً تمامًا أن ذلك سيجرّ لبنان إلى حرب، وهذا التعاون يؤكد أن بري أصبح مندرِجًا في إطار (دولة "حزب الله") وأنه غير مُخلص للدولة التي يُمثل فيها شخصيةً رئيسية، وبذلك، يكون سلوكه أقرب إلى خيانة لبنان وعاملًا يُقرّبه من الحرب والدمار، وهذه ستكون مسؤولية حصرية على "الثنائي الشيعي"، ولن يجد من يتضامن معه هذه المرة، مهما كانت الكارثة هائلة ومدمِّرة.
أحمد الأيوبي-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|