السيسي وبوتين يشاركان في حدث تاريخي خاص بمحطة الضبعة النووية
"نحو الإنقاذ" تخرق "حزب الله" في عقر مشروعيته
اعتاد "حزب الله" خلال السنوات الماضية التضييق على أي صوت شيعي يعارض سطوته من خلال وضعه تحت ضغط نقدي هائل، يبدو كما لو أنه "شعبي" من خلال آلاف الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ضغطٌ مصطنع لا يمثل حيثية شعبية جديّة.
الجديد الهجوم غير المسبوق على مبادرة "نحو الإنقاذ" التي تختلف عن سابقاتها، وتبدو أكثر قسوة واتساعًا. إذ من الواضح أن أركان هذه المبادرة الواعدة استطاعوا لمس وتر حسّاس في عقل "الحزب" يتصل بعرشه الطوطمي، وصورة الجماهير المتراصّة خلف قراراته وسياساته.
المقارنة الظالمة: 50 مليار دولار
المسألة هنا لا تقاس بالأصوات والحجم التمثيلي، حيث تغدو المقارنة "ركيكة" بين مبادرة حديثة العهد في العمل السياسي، وبين حزب أنفق أكثر من 50 مليار دولار خلال 4 عقود، ولديه أكثر من 100 ألف راتب على الـ "Payroll"، ما يوازي نصف مليون صوت، إذا كان كلّ راتب ينفق على عائلة من 3 أشخاص إلى جانبه. حزبٌ أدخل آلاف الموظفين إلى مؤسسات الدولة، ولديه نفوذ لا يُردّ ولا يُصدّ في القضاء، وفي الأجهزة الأمنية. ما يسمح له بأن يكون "فيه الخصامُ وهو الخصمُ والحَكَمُ".
حزب يسوّق يوميًا بأن معارضيه "أقليّة". وهم لم يدّعوا عكس ذلك. لكن منطقهم بات أقوى، و"انتصر" حين تبيّن أنّ "السلاح لا يحمي"، وأن "الحزب" و"حركة أمل" عجزا عن "حماية الودائع" الشيعية وغير الشيعية في المصارف. وعجز "الثنائي" عن حماية الجنوب، وعن تأمين النازحين، ويعجز عن الإعمار والترميم.
أهميّة "نحو الإنقاذ" في بحر المعارضات
الأكثر مدعاة لقلق "الحزب" أن "نحو الإنقاذ" تتبنى خطابًا ينطق بلسان المعاناة، باتت بمثابة "جسر" يربط بين الشيعة والدولة. يحاولون به التحرّر من رُهاب الأيديولوجيا، والاندماج مع مشروع الدولة. بدءًا من عنوان منصتهم الإعلامية الحديثة: "الدولة"، ومدلولاته، مرورًا بالحرص على إبراز رموز الهوية الوطنية ومشروعيتها، وفي طليعتها العَلَم والجيش. كما فعل الزميل محمد بركات في زيارته إلى بلدته "رب ثلاثين"، التي تبعد عن الحدود بضع مئات من الأمتار. وصولًا إلى زيارة وفد "نحو الإنقاذ" إلى "قصر بعبدا" لإيصال معاناة أهل الجنوب إلى رئيس الجمهورية "رمز وحدة البلاد"، بعيدًا من السرديات "الكربلائية" التي تتخذ منهم دروعًا بشرية.
ملاحقة أعضاء "نحو الإنقاذ"
"نحو الإنقاذ" أتاحت لهذا الرأي العام إمكانية التعبير عن نفسه، وتسجيل موقفه المعترض أقلّه. ما أسهم بارتفاع وتيرة التواصل اليومي بين أركان المبادرة وأفراد وشرائح تنتمي إلى حاضنته اللصيقة. لذلك، أتت ردة فعل "الحزب" غاضبة انفعالية للغاية، ومشوبة بالكثير من الافتعال والتضليل، لبث الترهيب ومحاولة قطع صلات ناشئة مع حاضنة مناطق المواجهة.
فخلال الساعات الأخيرة فقط، هاجم عناصر من "الحزب" القيادي في "نحو الإنقاذ" محمود شعيب. واعتدوا على منزله في النبطية. وقبلها ضايقوا الناشطة ميرنا بشارة في النبطية نفسها. وأجبروها على ترك المدينة. ومثل ميرنا فعلوا مع الناشط فراس حمية، الذي انسحب من الخطوط الأمامية بسبب تهديدات في قريته طاريا في دائرة "بعلبك – الهرمل". وكذلك لاحق عناصر من "الحزب" أفرادًا من عائلة محمد بركات في ضاحية بيروت الجنوبية. وضايقوا الناشطة رائعة الدايخ ابنة جويّا في صور. وأطلقوا قذائف على منزل الدكتور هادي مراد. ولم يتركوا أحدًا من الناشطين علنًا إلّا ولاحقوه وهدّدوه كي ينسحب من "الصورة".
زد عليها محاولة الزجّ بالرئيس نبيه بري، لتوريط جمهور "حركة أمل" في الحملة، من خلال الترويج بأن هذه المبادرة الجماعية تشكل كعب أخيل المؤامرة العظمى لسلب عرش رئاسة البرلمان، في الوقت الذي لم يقرّر بري بعد ترشحه من أصله. ولم يعلن أحد من أعضاء المبادرة ترشحه إلى انتخابات قد تتأجّل لعام أو اثنين أو أكثر.
احتمالات الخرق الانتخابي... والدعم
يبقى أن "نحو الإنقاذ" جنين سياسي يحتاج إلى العناية والرعاية. إلى دعم من القوى السيادية والوطنية. وإلى دعم عربي ودولي. إلى مساندة من "الدولة" التي تحاول استعادة سيادتها في المناطق الشيعية. إلى حماية من الأجهزة الأمنية، ومن القضاء. حيث أن معظم ناشطيها إمّا مدّعون أو مُدّعى عليهم في أروقة المحاكم، لأسباب كثيرة لا تبدأ بالتهديد بالقتل، ولا تنتهي بالقدح والذمّ. واحتمالات الخرق الانتخابي الشيعي مرهونة بهذا الدعم وحجمه ونوعه ومصدره. حيث أن لا أحد يلتفت إلى هؤلاء الصبايا والشباب حتى اليوم.
والخرق الأهمّ هو الذي يمكن أن يحصل في دوائر "شيعية"، مثل "بعلبك الهرمل" أو "الجنوب الثالثة". وليس حيث الصوت المسيحي هو الراجح، كما في بعبدا أو جبيل. و"المشروعية" الشيعية، ومشروعية الدم، ومشروعية الحدود، ومشروعية الجنوب، ومشروعية 500 ألف ناخب شيعي، تتمحور في دائرة "الجنوب الثالثة"، حيث يمكن أن يترشح محمد بركات. ولهذا فإن الحملة عليه هي الأكثر شراسة، والأكثر خطورةً.
سامر زريق -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|