أول تعليق لحماس بعد غارة عين الحلوة: الاستهداف يخلط الأوراق على الساحة اللبنانية
القرار الأممي 2803: هل هو خيبة أمل أم محاولة للفهم؟
كتب "حلمي تيم" :
نعم، محاولة لفهم خلفيات الخيارات الرئيسية حين يصدر قرار من الأمم المتحدة، أهم منظمة دولية في العالم، صاحبة القرار فيه الولايات المتحدة الأمريكية. أؤكد هنا أن هذا القرار يحتاج إلى فهم تفاصيله، فالأمريكية هي أمريكا، والشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض المحتلة.
هذا القرار الرسمي رقم 2803 صدر في سياق حرب استمرت عامين، كما هو معروف للعالم، سقط خلالها شهداء وجرحى وأسرى تجاوز عددهم 15% من أهل غزة، بالإضافة إلى هدم العديد من المباني والمخيمات التي لم يبقَ لها أثر، وتلفت البنى التحتية للأرض بشكل كامل.
إن المتفحص بدقة للقرار الرسمي لمجلس الأمن الدولي رقم 2803، يتضح أن صاحبة القرار هي الولايات المتحدة الأمريكية. من أبرز بنوده أن يتم موافقة الكيان الصهيوني على تمديد وقف إطلاق النار الحالي، مما سيسمح للكيان الإسرائيلي بإنشاء "مناطق آمنة" في الضفة الغربية، كما هو الحال في قطاع غزة الآن. من هنا يبدأ الكشف عن خبايا القرار الأممي.
كلمة "ثبيت وقف إطلاق النار" في غزة، من يقرر أمره؟ صاحبة القرار هي أمريكا، فهي من تبنت القرار لصالح الكيان الصهيوني المستعمر للأرض الفلسطينية.
أما المطالبة بـ "جميع الأطراف" بالامتناع عن الأعمال العدائية، فهذا يعني، حسب العقلية الإسرائيلية، وقف المقاومة المسلحة في غزة فورًا، ومنح إسرائيل الحق في الرد على أي عمل مقاوم باعتباره "دفاعًا عن النفس". ويطالب القرار بضمان وصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين.
وهنا لا بد من التركيز على مغزى القرار 2803، وهو الخطورة الكامنة فيه: أن المتابع في هذه الأيام لكل وسائل الإعلام يرى أن الصيغة المخاطبة للكيان الإسرائيلي قد تغيرت، إذ لن تُذكر مصطلحات الاحتلال أو الأراضي المحتلة أو الاستعمار فيما يخص القضية الفلسطينية، وقد يتضمن ذلك تعهد أعضاء مجلس الأمن بالامتناع عن استخدام هذه الكلمات ضمن الوثائق والبيانات الرسمية ذات الصلة بالأرض الفلسطينية. وهذا الشرط كان منذ 7 أكتوبر 2023، وكما هو معلوم، هو الشرط الإسرائيلي الرئيسي للموافقة على تمديد وقف إطلاق النار الحالي.
إذن، فإن جملة "ثبيت وقف إطلاق النار في غزة" قراره بيد صاحبة القرار، أمريكا، فهي من تبنت القرار لصالح الكيان الصهيوني المستعمر لأرض فلسطين.
أما المطالبة من جميع الأطراف في غزة المسلحة بالامتناع عن الأعمال العدائية، فهذه تعني، في الواقع، وقف المقاومة، وتظهر النوايا الحقيقية وراء صياغة القرارات.
بالنسبة لعبارة "جميع الأطراف" والامتناع عن الأعمال العدائية، فهي تعني:
- وقف المقاومة المسلحة، أي هجوم على إسرائيل؛
- إعطاء إسرائيل الحق في الرد على أي عمل مقاوم باعتباره "دفاعًا عن النفس".
أما فيما يخص وصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين، فهذا يعني أن المساعدات لن تصل إلا إلى من ترى صاحبة الصياغة أنهم بحاجة إليها، وهنا يكشف السر وراء هذه العبارة.
وبهذه الصياغة، يصبح القرار قد:
- حرر إسرائيل من أي مسؤولية عن التصعيد؛
- جعلها الضحية، وليس المحتل.
وهنا يظهر السؤال : هل هذا يعني أن القرار 2803 هو في الحقيقة "تفويض لإسرائيل لمواصلة الاحتلال"؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|