محليات

كيف تحوّل دهم أمني في بعلبك إلى انفجار دامٍ؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في ليلة خانقة من ليالي بعلبك، عادت الشراونة لتتصدر العناوين كإحدى أكثر البقاع اللبنانية احتقانًا، بعد عملية أمنية بالغة التعقيد نفذتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، مدعومة بوحدات قتالية مختصة، العملية التي جرى التخطيط لها على نحو دقيق تحولت خلال لحظات إلى مواجهة ضارية، اتخذت طابع حرب شوارع قصيرة لكنها شديدة الخطورة، وأسفرت عن استشهاد عنصرين من الجيش وإصابة ثلاثة آخرين، في مشهد وصفته مصادر أمنية بأنه من أعنف الاشتباكات في المنطقة منذ أشهر.

وبحسب الرواية العسكرية الرسمية، دخلت القوة المنفذة إلى حي يشكل مركز نشاط لإحدى أخطر الشبكات الإجرامية في البقاع الشمالي، حيث واجهت مقاومة مباشرة من مجموعة مسلّحة يقودها المطلوب (ح.ع.ج.)، وهو اسم يرتبط بسجل طويل من الجرائم، من استهداف دوريات عسكرية وإصابة ضباط وجنود، إلى الخطف والسطو المسلح وإدارة شبكات اتجار بالمخدرات. وخلال تبادل النيران، أُصيب المطلوب إصابة قاتلة أنهت حضوره الأمني الذي طالما أثار الذعر في المنطقة.

وكشفت العملية، إلى جانب مواجهتها المسلحة، الحجم الحقيقي لهيكل الشبكة المستهدفة، إذ ضبطت القوى العسكرية مخزونًا كبيرًا من الأسلحة الرشاشة والذخائر والمخدرات، ما يعكس أن المجموعة كانت في حالة استعداد لعمليات أوسع، وربما لمواجهة طويلة مع الدولة في حال داهمتها.

لكن التطور الأخطر لم يكن في الاشتباك الأول، بل في الساعات التي تلته،  فعند انتقال قوة من مخابرات الجيش إلى منزل شقيق المطلوب، المدعو حسين عباس جعفر، المعروف بخطابه التصعيدي وبتسجيلات صوتية هدد فيها الجيش صراحة، وقع انفجار هائل عند البوابة الخارجية للمنزل، 

تشير التقارير الأولية إلى أن العبوة كانت مزروعة بإحكام ومجهزة للتفجير لحظة دخول القوة، ما أدى إلى استشهاد عنصرين فورًا، هذا المشهد أعاد إلى الواجهة أساليب العصابات المنظمة التي تلجأ إلى التفخيخ كوسيلة دفاع أخير لإعاقة التقدم العسكري ورفع كلفة المواجهة.

مصادر خاصة أفادت لـkataeb.org أن حسين جعفر حاول في الأيام الأخيرة حشد مناصريه للرد على توقيف شقيقه، لكن العملية الأمنية باغتت المجموعة قبل أن تتمكن من ترجمة تهديداتها إلى أفعال، لتنتهي المواجهة بمقتل المطلوب الأول وانهيار الحلقة المركزية للشبكة.

وفي موازاة الحدث الأمني، تشهد المنطقة بحسب معلومات kataeb.org اجتماعات مكثفة لفعاليات عشائرية بهدف احتواء أي تداعيات محتملة، ومنع انزلاق البقاع نحو توترات أوسع، ويشير أحد الوسطاء المحليين عبر إلى أن المزاج العام في بعلبك- الهرمل يميل هذه المرة بوضوح إلى دعم الجيش، بعدما أنهكت الأهالي أنشطة إجرامية متزايدة تهدد حياتهم اليومية وتقوّض الاستقرار الاجتماعي.

ويؤكد الوسيط عبر موقعنا أن المداهمات ليست فقط حقاً للدولة بل ضرورة وجودية لحماية الناس، وأن المطلوبين الذين استهدفتهم العملية يشكلون تهديدًا يتجاوز حدود البقاع نحو كامل الأراضي اللبنانية. تركهم خارج المساءلة، بحسب قوله، كان يعني ترسيخ سلطة موازية قادرة على تقويض هيبة الدولة.

في المحصلة، فتحت عملية الشراونة ملفًا أكبر بكثير من حدود البلدة نفسها، فهي تعيد طرح سؤال جوهري حول مستقبل الأمن في البقاع الشمالي، ودور الدولة في مواجهة مجموعات مسلحة راكمت نفوذًا على مدى سنوات مستفيدة من الفراغ التنموي وانتشار السلاح، غير أن المشهد الأخير مشهد تقدّم الجنود رغم العبوات والتحصينات والتهديدات يحمل إشارة واضحة مفادها أن المؤسسة العسكرية مصممة على استعادة الاستقرار ولو كلف الأمر أثمانًا عالية، في معركة تعتبر اليوم أحد أهم اختبارات الدولة اللبنانية في وجه الفوضى المنظمة

شادي هيلانة -  Kataeb.org

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا