الصحافة

انتخابات نقابة الصيادلة: معركة بلوكات حزبية... بأبعاد طائفية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ينتخب الصيادلة الأحد المقبل نقيباً جديداً، من بين 12 عضواً سيتم انتخابهم لمجلس النقابة، إضافةً إلى عضوين للمجلس التأديبي وستة أعضاء لصندوق التقاعد.

ولأن العُرف يقضي بأن يكون النقيب في هذه الدورة مسلماً، طغى الفتور على بعض الأحزاب المسيحية، خلافاً للأحزاب المسلمة، التي عملت في الأيام الفائتة على نسج تحالفات، بهدف رفع حظوظ مرشحيها. بذلك، تحوّل الاستحقاق من نقابي إلى سياسي، وحتى طائفي، إذ وصل الأمر مع البعض إلى حدّ وصفه بأنه «معركة بين السنة والشيعة».

قبل أن يُصبغ الاستحقاق بهذه الصبغة، حاول أكثر من طرف، الدفع باتجاه صيغة توافقية تُعفي الصيادلة من المواجهة، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل، لينقسم الصيادلة - كما العادة - بين لائحتين: «النقابة للجميع» برئاسة نجيب محفوض و«نقابة 2028» برئاسة عبد الرحمن مرقباوي. رغم الدعم السياسي للطرفين، يستند محفوض ومرقباوي، على ما يبدو من جولاتهما الانتخابية، إلى رصيدهما الشخصي. أمّا التحالفات، فقد باتت معالمها واضحة، واللافت فيها، حضور المستقلين، ولا سيما ائتلاف «الصيادلة ينتفضون»، الذي فرض نفسه على القوى السياسية.

مرقباوي ضدّ محفوض

في التفاصيل، تجمع لائحة «النقابة للجميع» حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب وجزءاً من تجمّع «سندي» (وُلد في الانتخابات الفائتة، ويبرز فيه النقيب الحالي جو سلوم ونائبه عبد الرحمن مرقباوي، المُرشح اليوم إلى موقع النقيب).

أما لائحة «النقابة 2028»، فهي مدعومة من «سندي» أيضاً، إضافةً إلى تيار المستقبل وحزب القوات والجماعة الإسلامية والمستقلين، ومنهم «الصيادلة المنتفضون»، الذين حسموا التحاقهم بها. ويعود ذلك إلى برنامجها الانتخابي «انطلاقاً من أن معركتنا نقابية لا إقصائية»، إضافةً إلى وجود مرقباوي على رأسها، وهو الرجل «اللي قادرة تسوقيه من دون ما تعملي شي»، على حدّ قول الدكتور فرج سعادة.

إذ يُحسب لمرقباوي، وفقاً لمصادر مطلعة، أن سيرته أقل صخباً من محفوض، في ما يتعلّق بالملفات الخلافية، ومنها التأمين وتحويل الأموال ونظام تتبع الأدوية «مديتراك».

ويستند مرقباوي في تسويق نفسه إلى المشاريع التي بدأ بالعمل عليها خلال ولايته السابقة «ومنها زيادة مداخيل صندوق التقاعد، إذ كنت جزءاً أساسياً من اللجنة التي عملت على هذا المشروع، وهو أحد عناوين البرنامج الانتخابي الذي سأكمله في حال وصولي»، يقول مرقباوي.

ورغم أنه يؤخذ على الرجل إعطاء لائحته صبغة مذهبية، عبر زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وهو ما بدا فجّاً بالنسبة إلى البعض ومنهم أعضاء على لائحته، غير أنه بالنسبة إلى كثير من المستقلين «سلس نقابياً». أما عامل القوة الآخر لمرقباوي، بالنسبة إلى المصادر نفسها، هو أن «نجيب (محفوض) في وجهه».

في المقابل، يستند محفوض في التسويق لنفسه إلى أدائه في المجلس النقابي السابق، الذي كان عضواً فيه، وأميناً للسر في صندوق التقاعد. ويرفض التصويب عليه من باب ملفّات، يقول إنه لم يكن يملك سلطة القرار فيها، ومنها قرار نقل الأمول إلى أحد المصارف المتعثرة، معتبراً هذا التصويب جزءاً من عدَّة «يستخدمها البعض للتجريح والتشويه، بدلاً من مناقشتي في البرنامج الانتخابي». ويقول إن معارضيه «جهلة بالقانون»، داعياً إياهم إلى «التنافس على تحسين المهنة، لا الانشغال بأمور تافهة لا تسمن ولا تغني عن جوع».

البلوكات الانتخابية

رغم أن التحالفات باتت واضحة، إلّا أن التنبؤ بالنتيجة لا يزال صعباً، في معركة يرجح كفة الفائز فيها من يملك قاعدة صلبة، ويكون قادراً على «تجيير البلوكات». على الصعيد الطائفي، يبلغ عدد الناخبين الشيعة ممّن سددوا اشتراكاتهم قرابة 3200، فيما يبلغ عدد السنة والمسيحيين 2700 ناخب لكلٍّ منهما. يضاف إليهم قرابة 340 درزياً و30 علوياً. وبما أن العرف يحتّم أن يكون النقيب في هذه الدورة مسلماً، فإن من يلعب الدور الأبرز في حسم المعركة هو الصوت المسيحي، تماماً كما يكون الصوت المسلم هو الحاسم في الدورات التي يكون فيها النقيب مسيحياً.

بالنسبة إلى الناخبين المسيحيين، تشير مصادر مطلعة إلى التزام مؤيدي حزب القوات «الذي يظهر في معظم استحقاقاته»، بينما تلفت إلى احتمال تشتت أصوات حزب الكتائب والتيار الوطني الحر، انطلاقاً من التجارب في نقابات أخرى.

أما الناخبين المسلمين، تتوقع المصادر نفسها أن يحصل مرقباوي على الجزء الوافر من الصوت السني، في ظلّ التوافق عليه. في المقابل، سيصبّ الشيعة المؤيدون لحزب الله وحركة أمل «حُكماً لمحفوض». وهؤلاء، كلما ارتفعت كثافة الاقتراع، كلّما كان تأثيرهم أكبر، وكان تأثير الصوت المسيحي أقل. أمّا الشيعة الآخرون، فلن يلتزموا بلائحة واحدة، «إذ سنعتمد على التشكيل وفقاً لما نراه مناسباً لمصلحة المهنة».

ومن بين هؤلاء مؤيدون للحزب والحركة، ولكنهم ناقمون على آلية الترشيح وفرض بعض الأسماء عليهم، غامزين من قناة سير الحزب بمحفوض، خلافاً لـ«العرف الذي يقوم على تسمية حزب الله لمرشحه».

الخلاصة، من غير الممكن ترجيح فوز أي من اللائحتين مسبقاً، مع الإشارة إلى أن انتخابات النقيب عادةً ما تحمل مفاجآت، نظراً إلى تبدل التحالفات في اللحظات الأخيرة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا