ذكرى استشهاد بيار.. سامي الجميل: كنت بتمنى تكون معنا وتشوف كيف بلدنا بلّش يستعيد قراره وسيادته
إسرائيل ستُصعّد... لكن السؤال كيف ومتى وأين؟!
لا يزال اللبنانيون يترقبون، بشكل أو بآخر، التصعيد الذي يُمكن أن تقوم به إسرائيل بين لحظة وأخرى، وهي لا تزال مستمرّة بإعتداءاتها على الجنوب اللبناني، غير آبهة لا بإتفاقيات دولية أو مجتمع دولي أو يونيفيل أو أي شيء من هذا القبيل...
فوسط كل الضغط الدولي لنزع سلاح "حزب الله"، ونقول نزع لأن كل ما يتعرّض له الجيش اللبناني، وآخره الغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن يأتي في إطار"الضغط"، فالعمل يجري اليوم دولياً على قاعدة "يحقّ لاسرائيل ما لا يحقّ لسواها". وممنوع على الجيش حتى تصنيفها "بالعدوّ"، اليس هذا أحد الاسباب أو "الحجج" التي خرجت إلى العلن، والتي اعتبرت سبباً لالغاء زيارة هيكل الاخيرة؟!.
حسناً وقبل الغوص في تفاصيل الاعتداءات الاسرائيلية المتمادية، والتي وصلت الى حدّ بناء جدار في الجنوب، يجب التوقّف عند ما ذكره القاضي جان طنّوس، والذي شرح فيه بشكل واضح موضوع اعتبار اسرائيل "عدوّ" من قبل الجيش. وقال: "إنّ اتفاقية الهدنة لعام 1949 بين لبنان وإسرائيل جمّدت العمليات العسكرية من دون أن تُنهِي حالة الحرب، وهي نافذة إلى حين توقيع اتفاق سلام نهائي. وعليه فإن استخدام قيادة الجيش لمصطلح "العدو الإسرائيلي" واقع في محله القانوني ويستند إلى اتفاقية دولية معترف بها، ولا يجوز الاعتراض عليه". وبالتالي قانوناً العماد هيكل محقّ تماماً في التوصيف أو التعبير الذي استعمله.
في ظلّ هذا الجو التصعيدي، تساؤلات عدّة تطرح حول شنّ حرب اسرائيلية جديدة على لبنان بالرغم من أنّها لم تتوقّف. هنا يلفت قائد معركة فجر الجرود العميد المتقاعد فادي داوود إلى أننا "تبلغنا من الجمعة الماضية أن الجيش الاسرائيلي سوف يقوم بعمليات في الجنوب وبيروت والبقاع، ومجلس الحرب الاسرائيلي المصغّر أبلغ الاميركيين أنه سيصعّد بإتجاه لبنان، وبعد هذا كلّه السؤال هو كيف ستصعّد اسرائيل ومتى وأين"؟. أما العميد المتقاعد منير شحادة فيرى أن "اسرائيل ليست بحاجة إلى حرب جديدة، ولكن قد تصعد بالقصف الجوي، ويمكن أن نراه يطال مناطق لم تطالها سابقاً، ولكن كون اسرائيل تفرض أمر واقع وتقصف اينما تشاء ومتى تشاء دون رادع فهي ليست بحاجة لحرب جديدة".
بالعودة إلى الجدار الذي تبنيه اسرائيل في الجنوب. يشرح العميد داوود أن "هناك الخطّ الأزرق وقد رسمته الامم المتحدة وهو يستند إلى الخطّ الأخضر الذي وضع بعد اتفاقية "بوليه نيو كام" التي وقعت عام 1923"، لافتاً إلى أن "الأمم المتحدة رسّمت الخطّ الأزرق وهي تعتبر كلّ شيء جنوب الخطّ الأزرق لا دخل للبنان فيه أما كلّ ما هو شماله فبلا". ويشدد على أن "تقرير اليونيفيل يؤكد وجود أجزاء من هذا الجدار في الأرض اللبنانية، ولماذا أجزاء منه؟ لأنه بالنسبة للاسرائيلي هو يصحّح إحداثيات الحائط القديم". هذا ما يؤكده شحادة، لافتاً إلى أن "استهداف اسرائيل لدورية اليونيفيل أتى في هذا السياق، وتضمن رسالة لها أنها لا يجب أن تكون محايدة وأن تغطي هذا الاعتداء"، لافتاً إلى أن "الجيش لم يُسمح له بالبداية من ارسال فرق تقنية للتأكّد ولكن بعد فترة تأكد الجيش من وجود خرق اسرائيلي"، وموضحًا أن "الهدف التوسع في كل الاتجاهات، المناطق المحتلة الخمس التي أصبحت سبعة وان اسرائيل لن تنسحب منها، وهذا ما صرحت به لرئيس المخابرات المصري الذي اتى إلى لبنان، وأبلغته أنه حتى ولو سلمت المقاومة سلاحها لن تنسحب من النقاط المحتلة ولن توقف الاعتداءات".
"بالنتيجة الجدار شيّد ببعض الأماكن بعمق حوالي 3 كلم بالأرض وبطول 300 متر لا أكثر". هذا ما يشير اليه داوود، لافتاً إلى أن "هذا كله بحسب التقديرات ولكن لا أحد يملك المعلومات الدقيقة"، مضيفاً: "عملية البناء لم تنته"، وتابع: "لبنان متحفظ على 13 نقطة بالخطّ الأزرق، وبالتالي لا يعتبر أن هذا الخطّ هو الحدود الدولية بل خطّ إنسحابي، ما يعني ان هذا الحائط يصنّف إعتداء على لبنان. وأن لا أحد يمكنه الجزم عن سبب تشييده، فاسرائيل تقول إنه حماية فيزيائية لعناصرها هناك خصوصاً وأنه يقع قبالة مستوطنة أفيفيم". بدوره شحادة يشير إلى أن "عقيدة اسرائيل لناحية المناطق العازلة تبثها بالاعلام لحماية المستعمرات الشمالية وتريدها منطقة عازلة، وهي تلعب على عامل الزمن والوقت وعلى عامل الذاكرة، حتى بعد مرور سنوات قليلة لتصبح هذه المناطق العازلة كجزء لا يتجزأ من الكيان وبالتالي التوسّع".
هل هو ورقة تفاوضية ستستخدمها اسرائيل لتحسّن وضعها لاحقا؟ هل هو خطّة طويلة الأمد ضمن استراتيجية استيطانيّة أو إحتلال؟ كلها اسئلة ستكون الاجابة عليها رهن الأيام المقبلة...
باسكال أبو نادر - النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|