زحلة ترفع أكبر علم لبناني… مدينة لا تتعب من حماية هويتها
بقلم: سعد شعنين
شهدت زحلة اليوم حدثاً يتجاوز الاحتفال البروتوكولي ليدخل في صميم الهوية الوطنية. فرفعُ أكبر علم لبناني على مدخل المدينة لم يكن مجرّد مناسبة بلدية، بل محطة تعبّر عن مدينة تعرف تماماً معنى الانتماء، وتدرك قيمة الرموز الوطنية حين تُترجم إلى عمل وإنجاز.
الاحتفال الذي أقيم بحضور ممثّل رئيس الجمهورية الوزير الدُّكْتُور كَمَال شحادة،
ورَئِيس المَجْلِس الوَطَنِيّ لِلعَلَمِ اللُّبْنَانِيّ السَّيِّد فِيلِيب حنَيْن أعاد التذكير بمكانة زحلة في وجدان اللبنانيين: مدينة واقفة منذ عقود في خط الدفاع الأول عن الدولة والمعنى اللبناني. حضور الدولة في شخص ممثّل الرئيس أعطى المبادرة بعدها الوطني، ورسّخ أنّ ما جرى ليس زينة عمرانية بل فعل سياسي – رمزي في لحظة يحتاج فيها لبنان إلى ما يوحّده، لا إلى ما يفرّقه.
رئيس بلدية زحلة سليم غزالة قدّم مقاربة واضحة لهذا الحدث، مؤكداً أنّ رفع العلم “ليس عملاً احتفالياً عابراً، بل إعلان إرادة”. إرادة مدينة تريد أن تبقى جزءاً متقدّماً من مشروع الدولة، وأن تظهر للعالم أنّ الانتماء ليس شعاراً يُرفع في المناسبات بل ممارسة تُترجم على الأرض. كلام غزالة عكس رؤية بلدية تعمل بصمت، وتتقدّم بخطوات ثابتة في مشاريعها الإنمائية، من دون أن تغفل عن القيم الوطنية التي شكّلت هوية زحلة عبر تاريخها.
أهمية رفع العلم بهذا الحجم وبهذه الرمزية تتخطّى الشكليات. فمدخل زحلة يتحوّل اليوم إلى مساحة تُعلن بألوان العلم الثلاثة أنّ هذه المدينة — بكل مكوّناتها — ما تزال تتمسّك بالدولة، وترفض كل ما يهدّد وحدتها أو يشوّه صورتها. العلم الضخم الذي يرتفع على مدخلها ليس مجرد قطعة قماش، بل رسالة يومية للداخل والخارج: زحلة هنا، ثابتة، ومتمسّكة بدورها الوطني.
ما قامت به بلدية زحلة برئاسة المهندس سليم غزالة ليس حدثاً معزولاً، بل نهج بلدي لا يكلّ ولا يهدأ. مدينة تُطوّر محيطها، تُحسّن بناها، تعتني بوجهها الحضاري، وتضيف إليه اليوم معلماً جديداً يليق بتاريخها. مشهد العلم المرفرف عند المدخل الشرقي سيصبح جزءاً من هوية المدينة البصرية، وصوتاً صامتاً يروي من هوية زحلة أكثر مما ترويه الكلمات.
في زمن يعاني فيه لبنان من اهتزاز صورته وتراجع ثقته بنفسه، تأتي خطوة كهذه لتقول شيئاً بديهياً لكنه مهم: ما زال في هذا البلد مدن تعرف قيم الرموز، وتحمي ما تبقّى من مفهوم الدولة. وزحلة كانت — وما زالت — واحدة من هذه المدن.
رفع العلم لم يكن حدثاً محلياً عابراً. كان تذكيراً بأنّ الهوية تُصان بالفعل، وأنّ المدن التي تحترم نفسها ترفع علمها عالياً… وتعمل لتكون على مستوى هذا العلم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|