الصحافة

من يربح في لبنان وسوريا: واشنطن والرياض أم نتنياهو؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تستشعر دول الاتحاد الاوروبي بمحاولات لاستبعادها من أي دور وحضور في الشرق الأوسط الذي ترمي واشنطن في سياساتها إلى الاستئثار به. وتأخذ الديبلوماسية الأوروبية على أهل السلطة السياسية في لبنان بأنهم أقرب إلى المنحى الأميركي وتعتبر رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام مميزًا في موقفه وفي سلوكه وموضوعيته كما أنها تنتقد بعض «الحواشي» في السلطة. هذا ما أسرّ به ديبلوماسي وأمني أوروبي لأحد أصدقائي الذي جاء يستوضحني حول ذلك.

والمقاربة الأوروبية هذه تعتبر أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يلقى ضغوطا من حلفائه في اليمين الديني اليهودي ومن المعارضة الاسرائيلية ومن داخل حزب الليكود ومن القضاء الاسرائيلي وأن لا مخرج له إلا في الهروب إلى الحرب على لبنان التي تلجمه حتى الآن من الذهاب إليها واشنطن. ولكنه أي نتنياهو ينتظر «ثغرة في الموقف الأميركي» بحيث لا تستطيع الإدارة الأميركية «لجم خياره العسكري». وهذا هو السبب في رفضه لخيار التفاوض الذي التزم به لبنان الرسمي.

ويفسر الديبلوماسي الغربي أن القرار الأميركي بعدم استقبال قائد الجيش العماد رودولف هيكل هو لإغلاق «الثغرة الأميركية» بالاعتراض على كون قائد الجيش حمّل اسرائيل وحدها الاعتداءات على لبنان ولم يشر إلى مسؤولية حزب الله الذي تعتبره واشنطن «حزبا إرهابيا»! ويضيف هذا الديبلوماسي الأمني « بأن واشنطن تعترف أن الاستقرار في لبنان الذي تنشده غير ممكن من دون المؤسسة العسكرية. ولذلك لا تريد دفع الأمور إلى مواجهة عسكرية معه من جانب اسرائيل وخصوصا أن نتنياهو يعمل على إلغاء دور اليونيفيل ويطالب باستبعاد اسبانيا من المشاركة فيها سيما أن القوات الإسبانية المشاركة في اليونيفيل تعرضت لاعتداءات اسرائيلية مباشرة على الحدود». واستطرادا أشارت المسؤولة الإعلامية في اليونيفيل إلى ما يزيد على عشرة آلاف مخالفة اسرائيلية.

لا شك أن «المقاربة الأوروبية» جديرة بالاهتمام والأخذ في الاعتبار. لكن «المنحى العام» للسياسة الأميركية يلتقي معها ويفترق عنها في الآن نفسه. فواشنطن تريد الاستئثار بالنفط والغاز والاستثمارات و «الشراكات» الاقتصادية وبثروات المنطقة في الذهاب سلما إلى إنجاز «العالم الابراهيمي» وتحقيق المطالب الفرعية للمملكة العربية السعودية وولي العهد فيها سمو الأمير محمد بن سلمان والتي يمكن اختصارها بأولوية السلام في غزة وفي تبني فكرة الدولة الفلسطينية والعبور بعد ذلك إلى تطبيع العلاقات.

وفي حواراته التي أجراها الأمير محمد بن سلمان في واشنطن ومع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفي العقود المالية والاقتصادية والاستثمارية التي أنجزها دفع باتجاه تغليب السلام على الحرب التي تقوض الاستقرار في المنطقة وتنتج الفوضى. فليس من قبيل الصدفة أن تستفيد الإدارة الأميركية من ألف مليار دولار من الصفقات والاستثمارات والتوظيفات السعودية مع الولايات المتحدة الأميركية. وليس من قبيل الصدفة أيضا أن يبرئ الرئيس ترامب المملكة شخصيا من تهمة الخاشقجي. فهذا يعني عمليا تفويض الأمير محمد بن سلمان بـ «العالم العربي» وبشرْكة وحماية أميركية. وهي شرْكة تفتح النافذة على مفاوضات أميركية – ايرانية بشأن الملف النووي ودائرة النفوذ الايراني في المنطقة. وفي هذا السياق تجزم مصادر ديبلوماسية أميركية أن لبنان هو المستفيد الأول في السياسة السعودية الجديدة استثماريا وماليا ومعونات اقتصادية وقروضا على اعتبار أن لبنان سيكون في حسابات الشرْكة الأميركية – السعودية منصة أميركية لإدارة شؤون المنطقة.

ومع ذلك، يبقى السؤال لماذا تقوم اسرائيل بتدريب ما يزيد على ٣٠٠٠ سوري من «القبعات البيض» في محيط بحيرة طبريا بهدف تشكيل حرس حدود مستقبلا. فتفسير ذلك أنه لا تطابق بين السياسات الأميركية والاسرائيلية رغم تقاطعاتها. وغياب مثل هذا التطابق يفتح الاحتمالات على مصراعيها في سوريا ولبنان. ويبقى السؤال «من يربح الرئيس دونالد ترامب وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان أم بنيامين نتنياهو»؟

ومثل هذا التساؤل كان طرحه سفير دولة أوروبية قريبة من واشنطن مع فريق عمله، متسائلا عن معنى الحشود الاسرائيلية على الحدود اللبنانية المصحوبة بعمليات عسكرية تستهدف العمق الجنوبي وما هو أبعد منه.

عبد الهادي محفوظ-الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا