ماذا في رسالة القصف"الاسرائيلي" على مخيم عين الحلوة؟
قليلة هي المرّات التي يستهدف فيها الجيش "الاسرائيلي" مخيم عين الحلوة، لكن ما جرى ليل الثلاثاء الماضي من عدوان "إسرائيلي" على منشأة رياضية ادى الى سقوط 13 ضحية وعدد من الجرحى غير الأمور، فيما اعلنت "إسرائيل" أنها قصقت مجمّع تدريبات لحركة حماس كان جزءاً من مخطط لتنفيذ هجمات ضدها، لكن "حماس" نفت وجود منشآت عسكرية تابعة لها في المخيمات الفلسطينية، ما أطلق العنان لرسائل أرادت "إسرائيل" إطلاقها الى لبنان الرسمي، للإسراع في متابعة سحب سلاح المخيمات وحسم الملف في المخيم الاكبر، حيث توقف تسليم السلاح منذ فترة ولم يكن على القدر المطلوب، وفق ما اشار مصدر أمني لبناني لـ "الديار"، ورأى أنّ "الاسرائيليين" ارادوا قي الوقت عينه توجيه رسالة الى المخيمات الفلسطينية، مفادها أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يشمل حركة حماس في لبنان، مع ضرورة التشديد على إنهاء ملف السلاح الفلسطيني بأسرع وقت. ورأى المصدر الامني ضرورة سحب سلاح المخيمات قبل البحث في حصر سلاح حزب الله، لانه سلاح غريب وليس لبنانياً تمّ تجميده منذ فترة، لانّ "حماس والجهاد الاسلامي" رفضا تسليم سلاحهما، وأشار الى انّ المهمة ستستكمل عاجلاً او آجلاً لكنها تحتاج إلى بعض الوقت، مذكّراً بما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري ومحادثات الرئيسين اللبناني والفلسطيني، بضرورة تسليم السلاح وبسط سلطة الدولة اللبنانية والتي أيدها الرئيس محمود عباس بالمطلق.
الى ذلك، برزت المخاوف والهواجس من توسيع دائرة القصف لتشمل اماكن جديدة في لبنان، في ظل التهديدات الاسرائيلية اليومية واقتراب نهاية العام وشهر كانون الاول، الذي سيشكل منعطفاً امنياً خطراً وفق ما يتردّد عن توسيع الحرب لتشمل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، في حال لم يتم تسليم السلاح وتنفيذ القرارات الدولية، مما يعني انّ المخاطر تقترب والمفاجآت "الاسرائيلية" التي اعتادها اللبنانيون ستزداد من قصف اماكن غير عسكرية، وأخرها ما شهدته مناطق جنوبية قبل ايام قليلة، حيث قُصفت منازل مدنية تحت عنوان انها مستودعات للسلاح، اي انّ عنوان المرحلة بات سلسلة عمليات متتالية لقتل المدنيين، وهذا العنوان تكرّر خصوصاً في الاسابيع القليلة الماضية، الامر الذي زاد من المخاوف بالتزامن مع استهداف فتيان كانوا يتدرّبون في ملعب رياضي في مخيم عين الحلوة.
في السياق كيف علقّت "حماس" على ما جرى في المخيم المذكور؟ ينفي المسؤول الاعلامي في حركة حماس في لبنان وليد الكيلاني لـ" الديار" ما ذُكر عن استهداف "إسرائيل" للقيادي في حركة فتح العميد منير المقدح في مخيم عين الحلوة لانه لا يوجد هناك، وقال: "لقد استهدفوا منشأة رياضية يتردّد اليها أبناء المخيم، فيما اعلن العدو انهم قصفوا مجمّعاً للتدريب يعود الى "حماس"، لكن الحقيقة ظهرت و "الاسرائيلي" لا يحتاج الى ذرائع للقيام بجريمته، والدلائل كثيرة فهو يواصل عدوانه على غزة وجنوب لبنان بشكل يومي، وليس هنالك من مبرّر لما يقوم به"، معتبراً انّ هدف "إسرائيل" واحد هو خلط الاوراق على الساحة اللبنانية، من خلال بوابة مخيم عين الحلوة الذي يضم حوالى 80 الف نسمة في بقعة جغرافية ضيقة جداً.
واستغرب الكيلاني عدم وجود اي إدانة لهذا العمل الاجرامي في منشأة رياضية خارج الليطاني، بهدف إيصال رسالة بأنّ العدو قادر على تحقيق المكاسب.
ورداً على سؤال حول إطلاق "إسرائيل" رسالة الى لبنان بضرورة الاسراع في لمّ سلاح المخيمات ومواصلة المهمة التي بدأها، قال: "لا اعتقد ذلك لانّ سلاح المخيمات ليس نوعياً يتم استخدامه ضد العدو، ولو كان كذلك لقصفوا مخيمات الجنوب القريبة من فلسطين، فيما مخيم عين الحلوة يبعد حوالى 75 كيلومتراً عنها، هو الاستهداف السادس للمخيم المذكور منذ عملية "طوفان الاقصى"، وبالتالي فقتل المدنيين هو مجموعة رسائل "إسرائيلية" الى كل الاطراف لقلب الطاولة على الجميع.
صونيا رزق-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|