الصحافة

موقع لبنان في "العقل الأميركي": على الخط في انتظار الشرق الأوسط الجديد!؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 بانتظار الخطوة التي تترجم النية لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكان توجيه الدعوة الى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لزيارة البيت الأبيض، لم يكن كافيا ان تنهال البرقيات الأميركية من كل حدب وصوب لتوجيه التهنئة الى اللبنانيين بعيد الاستقلال، لترميم العلاقات التي أصيبت بهزة غير متوقعة نتيجة الخطوة الأميركية الأخيرة التي انتهت الى إلغاء مواعيد قائد الجيش مع كبار المسؤولين ولا سيما منهم قائد الجيوش الأميركية وهو اللقاء الأرفع على مستوى زيارة أي قائد جيش الى الولايات المتحدة الأميركية الى جانب اللقاءات الأخرى مع كل من وزير الدفاع ورئيس واعضاء لجنة الدفاع والامن في الكونغرس ومسؤولين في الأمن القومي والاستخبارات الاميركية المختلفة الاختصاصات.

وتوقف المراقبون امام مسلسل البرقيات التي انهالت بمناسبة عيد الاستقلال من قبل المسؤولين الاميركيين بدءا بوزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، وصولا الى قائد المنطقة الوسطى الأميركية الأدميرال براد كوبر، وهل يمكن ان تشكل دعوة لاستكشاف ان كان هناك أي تغيير محتمل في الاستراتيجية الأميركية تجاه لبنان بعدما بني الكثير على ما تعرضت له زيارة قائد الجيش الأولى له الى واشنطن منذ تعيينه قائدا للجيش وقبل اقل من 72 ساعة على أولى المواعيد المقررة له في واشنطن البنتاغون والكونغرس الاميركي والبيت الأبيض على أهميتها قبل ان يلتقي بالجالية اللبنانية وما يمكن ان يرافق هذه المحطات من مناقشات تعنى بالشؤون اللبنانية الداخلية كما الإقليمية والدولية.

وانطلاقا مما تقدم، يجمع زوار العاصمة الأميركية، القدماء والجدد على بعض الثوابت في الاستراتيجية الأميركية التي لم تتبدل بعد، وان اختلفت المواقف في شكلها وتوقيتها ومضمونها قياسا على حجم التطورات المتدحرجة في المنطقة والتي فاجأت العديد من المسؤولين الاميركيين بطريقة لم تكن محتسبة ، على الرغم من وجود كل السيناريوهات التي تحاكي المفاجئ منها او تلك الطبيعية المتوقعة بحسب القراءات الأميركية المعمقة .

وقال هؤلاء الزوار في حديثهم الى "المركزية" أن الاستراتيجية الاميركية ما زالت ضمن سياق واحد في اتجاه لبنان، وهي تصر على الحفاظ على أمن واستقرار البلد حتى استعادة قدراته الاقتصادية والمالية نتيجة مجموعة الأزمات المالية والنقدية بعد جائحة الكورونا وتفجير مرفأ بيروت توصلا الى الحؤول دون أي حدث يمكن ان يقود إلى فتنة داخلية لا يحتملها البلد بمختلف مكوناته. وهي استراتيجية ثابتة لا تزيح عنها مهما اختلفت الآراء في لحظة اطلاقها ارتباطا بحدث ما، ما لم يشكل خطرا على مستقبل البلاد ووحدة أراضيها واستقرارها بالحد الأدنى المطلوب.

ويضيف هؤلاء ان هذه الثوابت التزمت بها الإدارات الأميركية المتعاقبة ولم تحجب عن لبنان أي مساعدة عسكرية او إنمائية او في أي مجال آخر، بدليل الاستثناء الدائم الذي حظي به لبنان لأي قرار من هذا النوع انعكس تراجعا في حجم المساعدات الأميركية الخارجية. وهي التي حافظت على نسبة كبيرة من المساعدات للبنان سواء تلك التي توفرت عن طريق مؤسساتها الإنسانية والاجتماعية، ولما تقرر اقفال بعض المؤسسات الشبيهة ولا سيما منها الـ "USAID" نقلت على اثرها المساعدات الخاصة بلبنان الى موازنة وزارة الخارجية، وصولا الى مساعدات وفرها الرئيس ترامب بطريقة مباشرة وشخصية عن طريق المراسيم التنفيذية الصادرة عنه، كما فعل في شأن المساعدة الأخيرة للجيش اللبناني بـ 14 مليون دولار ليتجاوز المعوقات التي تحول دون إتمام مهمته في نزع سلاح "حزب الله" من جنوبي الليطاني وحصره به على مستوى لبنان كاملا وهي معطوفة على مساعدة استثنائية بـ 285 مليون دولار للجيش والمؤسسات الأمنية الاخرى.

على هذه الخلفيات، يضيف زوار واشنطن، ان التوجهات الأخيرة ولا سيما منها ما تعرضت له زيارة قائد الجيش الى واشنطن لا تستأهل ردات الفعل المؤدية الى احتمال ان يكون هناك تبدل اميركي سريع ودراماتيكي تجاه لبنان، فيما هي في توقيتها وشكلها ومضمونها لا تتجاوز كونها تحفيزا لتنفيذ مجموعة من القرارات التي اتخذتها الحكومة وعجزت عن استكمال تنفيذها. وهي في النتيجة لا تمس رئيس الجمهورية او الحكومة فحسب، انما تطال منظومة الحكم في لبنان ولا سيما ما ألقي على المجلس النيابي من مسؤولية للبت بالقوانين الخاصة بالإصلاحات المالية والإدارية والاقتصادية المطلوبة لإخراج لبنان من مجموعة المآزق التي غرق فيها مخافة ما قد يؤدي مرة أخرى الى الارتطام الكبير.

وفي هذه الأجواء، يجزم زوار العاصمة الأميركية ان ما عبر عنه الرئيس ترامب لجهة التفكير بتوجيه دعوة الى رئيس الجمهورية لزيارة واشنطن قد تكون نهاية للخطوات المتلاحقة للعقل الاميركي الجاري تنفيذها في المنطقة. ذلك ان ما انتهت اليه الاتفاقيات الخاصة بقطاع غزة قد تهتز من جديد، ان لم تتجاوزها الجهات الراعية لها في مروحة أوسع تتمدد في أولى محطاتها التالية في اتجاه دول المنطقة وفي مقدمها سوريا ولبنان.

والاهم ينتهي زوار واشنطن الى القول ان خريطة الطريق الى الشرق الأوسط الجديد قد انطلقت وإن أولى تجلياتها تبدو في سوريا الجديدة، التي شهدت على تطبيق مجموعة من برامج فك العقوبات الاميركية، التي وضعتها الدول الأوروبية والمؤسسات المانحة، وهي قد تكون أسهل مما يجري تحضيره للبنان. ففي لبنان العديد من العقد المتمثلة بما يعيق مساعي بناء الدولة القوية والقادرة انطلاقا من توحيد مرجعية السلاح وتسهيل الطريق امام الجيش ليستكمل ما هو مطلوب منه لجهة حصر السلاح بطريقة سلمية من دون استخدام ولو خرطوشة واحدة. وهي خطوة تليها عملية تفكيك ما تبقى من المنظومة الإيرانية التي ما زالت تلعب دورا سلبيا على الساحة اللبنانية دون غيرها. وهو ما يحول دون ما تريده أكثرية اللبنانيين الذين يصرون على آلية قابلة للتطبيق من أجل الخروج من المآزق العميقة ولا يعوقها سوى تمسك "حزب الله" ومن خلفه حليفه في "الثنائي الشيعي" بالسلاح الذي بات لا يهدد سوى الداخل اللبناني. بدليل أن هذا الثنائي يقود المواجهات وحيدا بقبضة قاسية على طائفة بأكملها على أكثر من جبهة من دون أي حليف من نظيراتها.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا