حرب إسرائيلية بعد زيارة البابا؟
في قراءة شاملة لمشهدية المنطقة بما فيها لبنان، قال السفير السابق في واشنطن الخبير في السياسة الأميركية د. رياض طباره في حديث إلى «الأنباء»: «الكلام عن حرب إسرائيلية جديدة بعد زيارة بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر إلى لبنان، مبالغ به ومبني على معطيات قوامها التكهنات والتحليلات غير الموثقة ليس الا، خصوصا ان الأجواء العامة في البيت الابيض تتحدث عن تسريع عملية السلام في الشرق الاوسط، لا عن سحب المنطقة إلى حروب جديدة تعوق مسار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تعبيد الطريق أمام الاتفاقيات الابراهيمية».
وأضاف: «ليس في تفاصيل المشهدية الراهنة من أسباب يعتبرها الإسرائيلي موجبة لشن حرب جديدة ضد لبنان، خصوصا انه حقق من وجهة نظره والى حد كبير أهدافه وغاياته من الحرب السابقة ضد لبنان وتحديدا ضد حزب الله، وهي تأمين منطقة عازلة منزوعة السلاح على الحدود الشمالية لكيانه. وبالتالي فإن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ليست بوارد شن حرب جديدة ضد لبنان، ولا هي مستعدة لإدخال الجيش الإسرائيلي في حروب برية تعلم سلفا انها ستمنى فيها بخسائر جسيمة على المستوى البشري، ناهيك عن البطاقة الحمراء التي يرفعها الحكم الأميركي في وجه حكومة نتنياهو لمنعها من أخذ المنطقة باتجاه معاكس للإرادة الأميركية. وهنا التأكيد على ان سقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لن يتجاوز حدود الضربات الجوية، بحجة ان حزب الله يعيد بناء صفوفه وقدراته القتالية».
وتابع: «دعوة فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الكيان الإسرائيلي إلى التفاوض مع لبنان لإنهاء الاحتلال، ضربة معلم خبير في قراءة الوقائع والمعطيات والنتائج، خصوصا ان التزام الحكومة الإسرائيلية الصمت وعدم ردها لا سلبا ولا إيجابا على الدعوة، يظهرها بصورة المتمرد على عملية السلام في الشرق الأوسط، مع الاشارة إلى ان عدم الرد الإسرائيلي على دعوة الرئاسة اللبنانية للتفاوض، ناجم عن شعور حكومة نتنياهو بالارتياح لنتائج الحرب، وعن اعتقادها بأن الاستمرار في توجيه الضربات الجوية ضد الجنوب والبقاع قد يدفع بالسلطة السياسية في لبنان إلى تسريع عمليات الجيش اللبناني لسحب السلاح وإنهاء حزب الله. الا ان الرئيس عون وقائد الجيش العماد رودولف هيكل حسما الأمر من خلال تأكيدهما على ان الجيش رغم التزامه بتنفيذ قرار الحكومة بسحب السلاح، ورغم الانجازات التي حققها في جنوب الليطاني لن يتواجه مع أهله وناسه ويدخل البلاد في نفق من الظلام القاتم».
وردا على سؤال قال طباره: «رغم الاستياء الأميركي وبغض النظر عن مضمون وخلفيات الرسائل الأميركية إلى السلطة السياسية في لبنان، والتي قضت بإلغاء عدد من مواعيد قائد الجيش في الولايات المتحدة، الا ان الأخيرة لن تتخلى لا عن دعم الجيش اللبناني ولا عن الوقوف إلى جانب لبنان كدولة ساعية إلى السلام والحياد. وبالتالي ما تعرض له العماد هيكل تكتيكي أكثر منه استراتيجي، في سبيل الدفع باتجاه المزيد من الإنجازات في جنوب وشمال الليطاني وعلى كامل الأراضي اللبنانية».
زينة طبارة - الانباء الكويتية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|