الصحافة

حزب الله المحشور لن يرتكب خطأ استراتيجياً جديداً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لن يتمكّن حزب الله من الصمت على اغتيال إسرائيل قائده العسكري هيثم الطبطبائي خليفة الشهيد فؤاد شكر، لأنه بذلك سيثبت أنه بات من الضعف بمكان لا يسمح له بفتح معركة جديدة أو مواجهة واسعة مع الجيش الإسرائيلي، الذي أثبت تفوّقه التقني والاستخباري.

اغتيال الطبطبائي وأربعة من معاونيه، حصل بسرعة قياسية ما بين الإشارة الصادرة من الضاحية عندما تحرّك باتجاه الطابق الرابع في المبنى المستهدف، وتنفيذ العملية بأمر مباشر من بنيامين نتنياهو، وقد أُبلغت الإدارة الأميركية لحظة حصول الإستهداف وليس قبله مبديةً تفّهماً وعدم ممانعة لعمليات مماثلة، ما يعني أن إسرائيل قد أعدّت بنك أهداف جديداً ستتولى قصفه في الآتي من الأيام.

من المؤكد أن العملية فاجأت وأربكت حزب الله، لأنه لم يتوقّع تصفية قائده العسكري، كما أنها ضيّقت الخيارات المتاحة أمامه في التعامل معها، بين ردّ محدود يعيد فتح أبواب جهنّم عليه وعلى بيئته الحاضنة، التي ما زالت تعاني من تداعيات حرب الإسناد كما أنها تدفع ضريبة الدم عبر الإغتيالات اليومية، منذ وقف إطلاق الأعمال العدائية قبل عام. وبين التجاهل كما حصل بعد إغتيال رئيس الأركان السابق فؤاد شكر وأركان قيادته، لأن إيران لم تسمح بردّ قوي على الداخل الإسرائيلي، كانت النتيجة إغتيال القائد السياسي للحزب السيد حسن نصرالله ومن بعده خليفته السيد هاشم صفي الدين.

في قراءة داخلية للتطورات يبدو أن الحزب قد يواصل إعتماد الصبر الإستراتيجي المعتمد منذ عام، بالرغم من كل الخسائر التي يتكبّدها، لأنها تبقى أقلّ بكثير من خسائر أية مواجهة مفتوحة مع الجيش الإسرائيلي، أما في القراءة الإقليمية فإن إغتيال أبو علي الطبطبائي جاء في لحظة تسعى فيها إيران إلى التواصل مع الولايات المتحدة، وقد حمّلت القيادة الإيرانية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رسالة خاصة سلّمها إلى الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي، وغداً يصل إلى بيروت وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي بعد جولة تشاور مع الجانبين الأميركي والإيراني لإستشراف المرحلة ونقل الموقف إلى القيادة اللبنانية، وعندها يتبيّن خيط التصعيد الأسود من خيط التهدئة الأبيض.

ولأن إسرائيل تعي تماماً حجم العملية التي قامت بها في قلب الضاحية الجنوبية، فقد تحسّبت لسيناريوهات عدّة من جانب حزب الله، وبعد تقييم الوضع داخل المؤسسة العسكرية، توقعت مصادرها أن تكون هناك ردود عدّة محتملة من جانب الحزب منها:

-إطلاق وابل من الصواريخ باتجاه الجبهة الداخلية.

-محاولة تسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية أو محاولة اختراق مواقع يحتلها الجيش الإسرائيلي في الجنوب.

-إنخراط الحوثيين بعملية الردّ عبر إطلاق صواريخ بالستية باتجاه إسرائيل.

-عدم الرد، وهذا احتمال وارد لدى القيادة الإسرائيلية.

ولأن إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة مصممة على مواصلة إضعاف حزب الله، يمتلك جيشها خططاً غير متناسبة للردّ في حال حصول إطلاق نار من لبنان، ولم تسقط من حسابها أن يتولّى فصيلٌ ما إطلاق صواريخ على إسرائيل عوضاً عن حزب الله كي لا يتحمّل وزر ذلك.

خبير في العلاقات الدولية يرى عبر "ليبانون فايلز" أن "حزب الله سيواصل سياسة ضبط النفس كي لا يعطي نتنياهو ذريعة للتصعيد، لافتاً إلى نوايا إسرائيلية مبيّتة ضدّ الحزب ولبنان تَرِدُ في الإعلام العبري، بالإضافة إلى عدم ردّ إسرائيل على مبادرات رئيس الجمهورية حول التفاوض وإيجاد حل، وهي كلها مؤشرات تدلّ على أن الإسرائيلي ينحو باتجاه التصعيد، من دون أن نغفل الأجواء الإيجابية من لقاء ترامب-بن سلمان، وما نقله السعوديون إلى بيروت، إلى جانب تقدّم المبادرة الفرنسية-المصرية. وفي ظل هذه الأجواء التي قد تدفع الأميركيين للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، فإنّ أيّ ردّ من حزب الله سيكون خطأ إستراتيجياً، يقضي على كل الإيجابيات ويعيدنا إلى الوراء".

وفي السياق عينه يقول خبير عسكري "إن إسرائيل كانت بحاجة إلى اغتيال بهذا الحجم، أولاً: لأنّ التصريحات التي صدرت تقول للداخل: "نحن نحقق انتصارات"، ثانياً: لحشر للدولة اللبنانية والقول لها لقد فشلتِ في القيام بالمطلوب منك، ثالثاً: تل أبيب تعرف أن حزب الله الذي غادر ثلاثين كيلومتراً عن الحدود وترك كل مواقعه سيكون أي ردّ من جانبه ضعيفاً، بالإضافة إلى أن قماطي قد قال: نحن نقف خلف الدولة اللبنانية وسنرى ما ستقوم به، وأخيراً فإن إيران تحمي جلدها وتقاتل بجلد غيرها، لذا نترقّب كيفية تصرّف الدولة اللبنانية".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا