أبو الحسن ينوّه بإعلان ربط المرفأ بالمشرق العربي: يعيدنا إلى خارطة الاقتصاد العالمي
ثلاثة خيارات أمام حزب الله.. أحلاها مر!
يتكتم حزب الله ومسؤولوه حين يُسألون عن احتمال الرد على اغتيال اسرائيل رئيس أركان الحزب هيثم الطبطبائي في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. سببان وراء اعتماد استراتيجية التكتم، أولا لاعتبارهم أنهم بذلك يربكون اسرائيل ويبقونها في موقع المترقب والمستنفر وثانيا والأهم أنهم بذلك يحاولون الحفاظ على ما تبقى من معنويات جمهورهم المتهاوية خاصة وأن المرجح أن من لم يرد على اغتيال مئات القياديين والعناصر منذ وقف النار في تشرين الثاني الماضي حتى اليوم لن يرد على اغتيال الطبطبائي أو سواه، لعلم قيادة الحزب أن أي رد وأيا كان حجمه سيكون مبررا لاسرائيل لاستكمال ما بدأته قبل عام لجهة انهاء وجود حزب الله العسكري بالكامل.
ولم يعد خافيا أن الحزب يتنازعه تياران، الأول يدعو لوضع حد لسياسة ضبط النفس والقتال بما توفر أيا كانت النتائج، والثاني يصر على استمرار احتمال الضربات باعتبارها تبقى أهون من أي سيناريو مقبل، فيما تؤيد طهران التيار الثاني بمحاولة للحفاظ على ورقة الحزب ووضعها على طاولة أي تفاوض مقبل مع الولايات المتحدة الاميركية خاصة وأن سيناريو الحرب الماضية سيتكرر في أي حرب مقبلة، أي أن ايران لن تُقحم نفسها بالقتال وستبقى متفرجة على انهيار ما تبقى من ذراعها على الحدود الشمالية لاسرائيل.
وباختصار، يمكن الحديث عن ٣ خيارات أمام حزب الله في مقاربة المرحلة التي لا شك دخلت منعطفا خطيرا جدا مع اغتيال الطبطبائي. الخيار الأول يقول بمواصلة اعتماد سياسة "الصبر الاستراتيجي" خاضعا لرغبة وارادة طهران معولا على متغيرات اقليمية ما تقلب المشهد والمعادلات الراهنة في المنطقة.. اعتماد هذا الخيار سيؤدي عمليا لمواصلة اسرائيل عملياتها واغتيالاتها وتصعيدها جنوب وشمال الليطاني دون خشيتها من أي رد واحتمال اشتعال جبهتها الشمالية من جديد.
الخيار الثاني، يقول باتخاذ قيادة الحزب قرار "الرد" مع ترجيحات اسرائيلية تفيد باحتمال شن عمليات على النقاط ال٥ المحتلة جنوب لبنان ومحاولة اختطاف جنود اسرائيليين ما يؤدي لقلب المشهد ويساعد الحزب باعادة فرض بعض شروطه وصياغة اتفاق جديد يلحظ أقله الانسحاب الاسرائيلي الكامل من لبنان ووقف الاعتداءات، علما أن هذا الخيار قد يؤدي على الأرجح لحرب تدميرية كبيرة كما حصل عام ٢٠٠٦ وبالتالي فان نتائجه غير محسومة على الاطلاق.
أما الخيار الثالث والذي تفضله على الأرجح قيادة الحزب، فيقول باستكمال ترميم بنيتها العسكرية بما توفر استعدادا لحرب كبرى تُدرك أن تل أبيب ستشنها عاجلا أو آجلا، يطمح حزب الله أن يتم خلالها العودة لاستراتيجية وحدة الساحات فيتم اشغال اسرائيل عبر اكثر من جبهة وتشارك فيها طهران بقوة وفعالية كبيرة، ما يعيد "اعتبار المحور" ويقلب المعادلات القائمة.
وليس الاستسلام والموافقة على تسليم سلاحه شمال الليطاني جزءا من الخيارات التي يدرسها الحزب اذ يبدو محسوما أنه لن يلقي السلاح قبل استخدامه مرة بعد، غير آبه بالأثمان التي ستدفعها بيئته كما اللبنانيين ككل في طريقه للانتحار.
بولا إسطيح -الشرق الاوسط
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|