الصحافة

اقتحم رئيس اميركا يا رئيس لبنان!!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب الصحافي والكاتب السياسي حكمة. س. أبو زيد: 

  "وما نيلُ المطالبِ بالتمني / ولكنْ تؤخذُ الدنيا غلابا". وتصديقاً لهذا القول جاء القول الثاني: "ما كلُ ما يتمنى المرءُ يُدركهُ / تجري الرياح بما لا تشتهي السفُنُ". وعلى من يتعاطى الشأن العام، أو يتحمل مسؤولية عامة، ان يدرس جيداً معاني هذين البيتين من الشعر وان يلتزم هذه المعاني في عمله العام أو المسؤولية الرسمية العامة.

  فالمسؤول الذي يكتفي من مسؤوليته بان يتمنى ان يحقق، أو يُحَقَقَ له، كذا وكذا من المشاريع والامنيات وهو مكتفٍ بتمنياته قاعدٌ عن العمل لتحقيقها سيصاب بالخيبة بعد الفشل وسيضع يده على خده ويتأوه متحسراً. لماذا؟ لأنه اعطي مُلكاً فلم يُحسن سياسته ومن لا يسوس الملك يخلعه، كما قال الشاعر الاندلسي.

  ليس الحكمُ راحة ورفاهية ووجاهة، الحكمُ هو مسؤولية وعمل ودرس وسهر وتشاور للإحاطة بكل ما يجري في الداخل والخارج والبقاء في حالة استنفار واستعداد لمواجهة ما هو سلبي ومسيئ واحتضان ما هو إيجابي ونافع. والمسؤول الناجح هو الذي يعرف كيف يختار مستشاريه ويوزع عليهم المهمات وفق الاختصاص والخبرة والعلاقات. لا تنسوا أهمية العلاقات ودورها في إقامة الجسور أو نسف القائم منها. وقد قيل: "ختار رسولك وما توصّيه".

  هنا، دعوني افتح هلالين لأعلّق على كلام غير نظيف قاله مواطن أميركي من أصل لبناني يدعي طوم حرب، تبدو لكنته اللبنانية لكنة شمالية. لقد دان قائد الجيش العماد هيكل وطالب باستقالته شرطاً لعودة المساعدات الأميركية للجيش اللبناني!! وقد تمسك بموقفه هذا رغم استغراب الزميل ماريو عبود له وقوله: هذا كلام مرفوض.. مرفوض..

  خذنا بحلمك شوي يا مستر طوم وتذكّر انك تحكي من خلف سبعة بحور بينما قائد الجيش يقيم في لهيب النار وهو ملتزم تنفيذ مقررات مجلس الوزراء وليس سلطة مستقلة قائمة بذاتها. والمهم اننا نحن في لبنان معه ونثق به، مع كامل معرفتنا بالمتغيرات التي شهدتها المنطقة من حولنا والتي على لبنان أن يهيئ نفسه لتحديد موقع له فيها كي لا يبقى واقفاً على ناصية الطريق وحيداً.

  وبعد هذه "الجملة المعترضة" عودة الى "ما كل ما يتمنى المرء يدركه" والقول كم من سفينة حكم جاءت رياح التطورات والأحداث بما لا تشتهي وترغب؟ وكم من سفينة حكم حطمتها الرياح المعاكسة على صخور الخوف والتردد والإهمال والإتكال على: "الله على كل شيء قدير". صحيح، ولكن قيل أيضاً: "اسعى يا عبيدي تا اسعى معك".

  وبوحي هذا القول يسعى رئيس الجمهورية، العماد جوزف عون، ويطرق الأبواب، ويقترح المبادرات، ويستقبل الموفدين ويستمع إليهم ويناقش معهم طروحاتهم، ويؤكد انفتاحه على البحث في أي طرح، يمكن ان يفيد لبنان ويساعد على الخروج من واقعه الخطر، والمنذر بالانفجار. ومع ذلك، يستمر التصويب عليه من الذين يصوّبون على بعضهم غير مبالين بالضرر الذي ينزلونه بالوطن المنكوب بخلافاتهم والمطعون بحرابهم المشبعة سم: "من ليس معنا ليس منّا".

  يا فخامة الرئيس، كوني جنوبياً ومن قضاء جزين، الذي أنت منه، أتمنى عليك، بعد خطابك الاستقلالي غير المسبوق، من جنوبنا الجريح، أن تتلقى بإيجابية سريعة رغبة الرئيس الأميركي ترامب لزيارته في البيت الأبيض والبحث في الأزمة اللبنانية اصلاً وفروعاً واحتمالات. ويكون أفضل ان يصحبك رئيس الحكومة نواف سلام ورائع ان تعرض على رئيس مجلس النواب، نبيه بري، مرافقتكما. الحقيقة واضحة: الحل يخرج من مكتب رئيس أميركا فهو وحده قادر، اذا أراد، ان يلجم نتنياهو ويلزمه بوقف للنار دائم ومحترم بين لبنان وإسرائيل. 
عند الحقيقة ومصلحة الوطن العليا تسقط الاعتبارات الأخرى. اقدم يا فخامة الرئيس جوزف عون وادخل التاريخ من بابه الأوسع، واترك ضفادع السياسة تنقنقُ في مستنقعاتها. 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا