بين زيارة وزيارة... فرصة لبنانية ضائِعَة اعتباراً من 3 كانون الأول
مؤسف جداً أن يشهد لبنان زيارة بابوية على مشارف عام 2026، فيما أوضاعه الفعلية تبدو أسوأ مما كانت عليه في الماضي، أي خلال زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني (أيار 1997) والبابا بنيدكتوس السادس عشر (أيلول 2012).
قلق أكبر
ففي العادة، تتقدّم البلدان وتتحسن مع مرور السنوات والعقود، إلا لبنان الذي تراجع ويتراجع بأضعاف الأضعاف على مرّ السنوات، وهذا مؤسف بالفعل. وبالتالي، بدلاً من أن تشكل زيارة البابا اليوم جائزة لنا بعد جهود مُضنِيَة في مجال بناء الدولة، وتطويرها، وإصلاحها... بعد سنوات الحرب الأهلية، وحقبات الاقتتال الداخلي الكثيرة، ها هو يزورنا بقلق أكبر على المصير والمستقبل.
وأمام هذا الواقع، ماذا لو كان البابا القديس يوحنا بولس الثاني هو الذي سيزور لبنان مجدداً بين 30 الجاري و2 كانون الأول 2025؟ ماذا كان ليقول بعد مرور 28 عاماً على زيارته الأولى؟ وماذا لو كان البابا بنيدكتوس السادس عشر هو الذي سيزور لبنان مجدداً بعد نحو أسبوع؟ ماذا كان ليقول بعد مرور 13 عاماً على زيارته الأولى؟ كم كنّا سنخجل لو قُدِّر لنا أن نستقبل البابا يوحنا بولس أو البابا بنيدكتوس اليوم مجدداً؟ وكيف كان المسؤول اللبناني سيبرّر نفسه وأفعاله أمام الأول والثاني، في ما لو قالا له لماذا لم يشهد بلدكم أي نوع من التقدّم بعد هذا الكمّ الكبير من السنوات؟
يستعيد قواه
في عام 1997، كانت بيروت تحت القبضة السورية. وكان القرار الحرّ مرهوناً بما ترغب به دمشق حصراً، التي لطالما نظرت الى لبنان كإقليم سوري "مسلوخ" عنها بالتدخلات الغربية. وفي عام 2012، كان لبنان نقطة في بحر منطقة تغلي بـ "ربيع عربي" قارس البرودة بدمويته.
وأما اليوم، على مشارف 2026، فقد كان من المُفتَرَض أن نكون على مسافة عام كامل من وقف إطلاق نار، ومن نهاية حرب، ومن بدء مشوار استعادة لبنان، وتوحيد مكوّناته الشعبية والوطنية كافّة. كان من المُفتَرَض أن نكون اليوم البلد الذي ينهض من جديد، والذي يستعيد قواه المؤسساتية والسيادية... وفي ظلّ هذا البلد، كان يجب أن نستقبل البابا لاوون الرابع عشر.
فرص ضائِعَة
ولكن "يا خسارة". فموعد الزيارة يقترب، ومعه عشرات الاستحقاقات والمواعيد والفرص الضائِعَة. والى هذا البلد يأتي البابا لاوون، الى بلد لم ينجح في استعادة قراره الحرّ، الى بلد يبرّر كل أشكال وأنواع فقدان السيادة، وضياع المستقبل، والبقاء في دائرة الانهيارات، والى بلد يستقبل الباباوات وكبار الشخصيات الخارجية بتزفيت الطُّرُق وتنظيفها، لا أكثر.
مؤسف جداً أن يزورنا بابا روما، البابا لاوون الرابع عشر، بينما نحن بتلك الأحوال اليوم أيضاً، على مشارف 2026. فالزيارة البابوية وسط الأجواء الحالية تبدو فرصة جديدة للبنان. ولكن بين زيارة وزيارة، تبقى فرص لبنان ضائِعَة.
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|