"اللبنانيون بحاجة إلى الغطاء العربي"... مرقص: الاعتداءت الإسرائيلية على لبنان مستمرة

استعاد وزير الإعلام المحامي بول مرقص كلمة لبنان في اجتماع الدورة العادية الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، حيث أكد في مستهل مداخلته أنّ الاجتماع يكتسب أهمية مضاعفة في ظل المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة، معتبرًا أن الإعلام العربي مدعو ليكون صوت العالم العربي في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتعاظم التحديات.

وقال إن الإعلام العربي أمام واقع صعب، إذ يجد نفسه أمام أحداث متسارعة يفوق حجمها قدرة الرصد التقليدي، وأمام مشاهد دموية تتكرر في أكثر من بلد عربي.

وأشار مرقص إلى أنّ جدول أعمال الدورة يتضمن ملفات أساسية، في مقدّمها القضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل التطورات السياسية والميدانية وتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، وما يفترضه ذلك من دور للإعلام العربي في مواكبة الزخم الدولي الداعم للشعب الفلسطيني. كما لفت إلى أهمية الملف اللبناني، مؤكدًا أن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان مستمرة رغم الترتيبات الموضوعة لوقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني 2024.

وأضاف أنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أطلق مبادرة لمعالجة الملفات العالقة بكل تشعّباتها، ساعيًا لإعادة وضع لبنان على طاولة الاهتمام العربي، ومشدّدًا على حاجة اللبنانيين للغطاء العربي في هذه المرحلة الحساسة. وأعرب عن الرهان على قدرة الإعلام العربي على نقل نبض لبنان ودعم كل مسعى يعزّز الاستقرار.

وتوجه مرقص إلى الأمين العام للجامعة العربية والوزراء قائلاً إن حجم الأزمات في العالم العربي يفرض متابعة جدية لخطة التحرك الإعلامي، والانتقال من الخطاب النظري إلى العمل المنهجي، خصوصًا في قضايا مكافحة الجماعات المسلحة، والتنمية المستدامة 2030، والتربية الإعلامية والمعلوماتية، والإعلام البيئي، والتعامل مع الشركات الإعلامية العالمية، إلى جانب ملفات يومية تمسّ المجتمعات العربية.

واستشهد بقول حافظ إبراهيم: "لم أرَ كالشرقيين رجالاً، تكمن القوة في أفرادهم، ويظهر الضعف في مجموعهم"، معتبرًا أن الوقت قد حان لتغيير هذا الواقع عبر توحيد الجهود.

وأكد مرقص أنّ الإعلام قوة قادرة على قيادة التغيير، مشيرًا إلى أنّ لبنان، رغم سنوات الأزمات والحروب، يستعيد عافيته تدريجيًا بقيادة الرئيس جوزاف عون والحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام، بفضل تضافر جهود المخلصين. وقال إن لبنان، رغم صغر حجمه وتعدد طوائفه، يملك قلبًا واحدًا وإيمانًا كبيرًا بدوره العربي.

وأوضح أنه في عصر الذكاء الاصطناعي، يصبح الإعلام الأداة الأكثر قدرة على تظهير المشكلات ودفع الحلول، وأنه يبقى المرآة العاكسة للسياسة والأمن والاقتصاد، ما يجعله قادرًا على ردم الفجوات وإصلاح الخلل.

وأشار إلى أنّ بيروت كانت عاصمة الإعلام العربي لعام 2023، وبالرغم من الحرب الأخيرة، استطاعت أن تستعيد دورها مع انطلاق العهد الجديد، واستضافت الشهر الماضي الملتقى الإعلامي العربي استثنائيًا، في دليل على أن الإعلام يبقى المحرك الأقوى مهما تراجعت القطاعات الأخرى.

وتابع مرقص قائلاً إن لبنان نموذج لما يمكن أن يحققه الإعلام العربي متى اتحدت الجهود، مقترحًا مبادرات تشمل رصد مكافآت للإعلاميين المتميزين والتعويض على ذوي الشهداء منهم، إضافة إلى خطوات سياسية داعمة.

وختم بدعوة صادقة من القاهرة لتوحيد الصفوف وتقديم نقاط الالتقاء على التباينات، وتغليب التفاهم البنّاء على الانقسامات التي تعيق التقدم.