محليات

لهذه الأسباب لن يزور البابا الجنوب...!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في أرض تشهد منذ عقود على صراع لا يهدأ، يعيش مسيحيو الجنوب تحت وطأة التحدّيات الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، لكنّهم ما زالوا ثابتين كصخور بلداتهم، يرفضون التخلّي عن منازلهم وترابهم مهما اشتدّت العواصف. في كلّ صباح ينهضون بإيمان لا يتزعزع، مدفوعين بقناعة واحدة أنّ هذه الأرض ليست مجرّد مكان، إنّما هويّة وذاكرة ورسالة.

وسط هذا الواقع، حمل أبناء الجنوب أملاً كبيراً بأن تشمل زيارة البابا لاوون الرابع عشر الأخيرة إلى لبنان محطة في ديارهم، علّ حضوره يُعيد إليهم شيئاً من الطمأنينة، وعلّ بركته تمنحهم شعاعاً من الرجاء، فبالنسبة إليهم، زيارة البابا بمثابة اعتراف بصمودهم، وبأنّ وجودهم ...

مصادر كنسيّة تُؤكّد للـ"الكلمة أونلاين" أنّها كانت تُعدّ فعلاً لاحتمال إدراج الجنوب ضمن جدول زيارة البابا، مشيرةً إلى أنّ النيّة كانت موجودة بوضوح، إلا أنّ "الوقت الضيّق" وبرنامج الزيارة المكثّف حالا دون ذلك.

وتضيف: "لو أنّ البابا أتيح له الوقت الكافي، لكان توجّه بالتأكيد إلى الجنوب وزار عدداً من بلداته، لكنّ الأمر يتطلّب ترتيبات لوجستية وأمنية كبيرة، والزمن لم يسمح هذه المرّة"، معتبرةً أنّ البابا يقدّر صمود المسيحيين هناك، وهو يحملهم في صلاته.

ولا تُخفي المصادر أنّ الهاجس الأمني لعب دوراً جوهرياً في تحديد مسار الزيارة، خصوصاً بعد التهديدات التي ظهرت على بعض المنصّات، سواء باسم تنظيم داعش أو جهات متطرّفة أخرى، موضحةً أنّ المخاوف من أي محاولة اغتيال قائمة، سيما في منطقة مشتعلة تُعتبر من أكثر النقاط حساسية في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، تصرّ المصادر على أنّ الزيارة لم تُختصر أو تُخفّف، بل تمّ تثبيت برنامجها بحذافيره لما للحدث من رمزية استثنائية.

إن لم يأت البابا إلينا…فنحن إليه آتون!

ورغم الألم الذي شعر به أبناء الجنوب لعدم تخصيصهم بزيارة، تؤكّد المصادر أنّ حضورهم في القداس سيكون طاغياً، حيثُ سيشارك الجنوبيون بقلوبهم وبوجودهم، وسيُرسل ممثّلوهم رسائل مكتوبة تعبّر عن محبتهم وإيمانهم وتعلّقهم بأرضهم. وهذه الرسائل ستصل إلى البابا شخصياً.

زيارة البابا إلى لبنان، وإن لم تصل إلى الجنوب، ستحمل معها الكثير من الأمل، وستفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تشهد حضوراً بابوياً مباشراً إلى تلك الأرض التي تكتب بدموعها وصمودها واحداً من أصعب فصول البقاء في الشرق.

أما الجنوبيون، فهم مستمرون على عادتهم، يستيقظون كل يوم، يزرعون حقولهم، ويرمّمون بيوتهم، ويرفعون الصلوات، على رجاء أن يأتي الغد بسلام وطمأنينة، وأن تحمل الزيارة المرتقبة ذلك الضوء الذي طال انتظاره.

كارين القسيس- الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا