دعوة عون لواشنطن ليست مفتوحة... خطة اميركية من ست نقاط لضمان الاستقرار
كتب ماريو نوفل، الرئيس التنفيذي لشركة اي بي سي وثاني اكبر مساهم في AI وX والمقرب من شخصيات اميركية لصيقة بالرئيس الاميركي دونالد ترامب على صفحته على اكس ما يلي:
يشهد الصالون السياسي في لبنان ضجّة كبيرة بعد أن قدّم ترامب علنًا ما وصفه بأنه “دعوة مفتوحة إلى البيت الأبيض” للرئيس اللبناني جوزيف عون. للوهلة الأولى بدا الأمر كأنه غصن زيتون دبلوماسي، لكن ما يقوله المسؤولون مختلف تمامًا: فهذه ليست دعوة مفتوحة – بل خارطة طريق. وهي تعكس تمامًا المسار الذي سلكته سوريا مؤخرًا.
العرض ليس مجرد مبادرة دبلوماسية؛ فهو مرتبط بموافقة لبنان على خطة من ست نقاط تعتبرها الولايات المتحدة وشركاؤها ضرورية لضمان الاستقرار في المنطقة.
وبحسب مسؤول أميركي رفيع، فالرسالة واضحة وصريحة: “إذا أراد لبنان عقد صفقة مع إسرائيل، فنحن مستعدون لتسريعها. لكن على حزب الله أن يرحل. هذا ليس تهديدًا – بل شرطًا مسبقًا.”
أما الدعوة إلى اجتماع في البيت الأبيض بين ترامب وعون فليست جديدة، إذ جرى طرحها منذ عدة أشهر، لكن مع تزايد تهديدات إسرائيل بالعودة إلى الحرب، ينفد الوقت بسرعة. فإذا استمر لبنان في التردد، وتصاعدت ضربات إسرائيل ضد حزب الله، يدرك عون أن ترامب لن يضغط على نتنياهو ليتراجع بعد الآن.
في الإحاطات الداخلية، تُصنَّف هذه المبادرة تحت اسم “الاجتماع في البيت الأبيض كحافز استراتيجي” – في إشارة مدروسة إلى أن مستوى الانخراط الأميركي سيعتمد بالكامل على استعداد لبنان للانضمام إلى الهيكل الإقليمي الجديد. هذا الهيكل يرتكز على ثلاثة أعمدة: التحديث، التطبيع، وتفكيك الميليشيات الوكيلة. بمعنى آخر: اتفاقات أبراهام – بنسختها اللبنانية.
جاريد كوشنر، الذي عاد لقيادة هندسة الاتفاق، حصل – بحسب التقارير – على دعم شبه كامل من دول الخليج وتركيا لهذه الرؤية. الأرضية جاهزة. والسؤال الوحيد هو: هل سيتقدم لبنان إلى الأمام – أم يتراجع أكثر؟
الإحباط الأميركي واضح. فقد عبّر مصدر أميركي عن الأمر قائلاً:
“اللبنانيون مهووسون بالمصطلحات. سمّوها إعادة صياغة لاتفاق الهدنة لعام 1949، أو وقف إطلاق النار لعام 2024، لا يهم. ما نريده هو نية حقيقية. مسار تدريجي نحو التطبيع يكفي لدمج لبنان في إطار السلام الذي يطرحه ترامب. لكن التردد سيحوّلكم فقط إلى ملف أزمة إضافي.”
وهناك سابقة. فسوريا – التي كانت تُعامَل كدولة منبوذة – أصبحت الآن ضمن هذا الاصطفاف. يقول مسؤول أميركي: “سوريا استجابت لكل مطالبنا، ولذلك تحركنا سريعًا لإعادة الانخراط معها. أما لبنان فلا يزال متمسكًا بآليات فاشلة وأوهام الدبلوماسية غير المباشرة.”
وقد حدّدت إدارة ترامب الآن ست نقاط واضحة لتحويل مسار لبنان نحو الاستقرار:
1دفن وهم وقف الأعمال العدائية
اتفاق نوفمبر 2024 فشل منذ اليوم الأول. فقد اعتمد على مراقبة سلبية لا على تحول سياسي. المطلوب هو الاعتراف بانهياره والمطالبة بإعادة صياغته بالكامل.
2. بدء محادثات تطبيع مباشرة مع إسرائيل
المنطقة تتغير: قنوات التواصل السعودية، استقرار العلاقات الإماراتية–الإسرائيلية، تعاون سوريا–الأردن. لبنان مهدد بأن يصبح خارج هذا الاصطفاف الجديد. انتهى زمن المحادثات غير المباشرة “التقنية” – ولن يكون مؤثرًا سوى التواصل السياسي المباشر.
3. التعلّم من تجربة الناقورة – وعدم تكرارها
منح الاتفاق البحري إسرائيل وضوحًا واستفادة ملموسة، بينما خرج لبنان بـ“عوائد محتملة” دون حقوق قابلة للإنفاذ. أي جولة جديدة من التفاوض غير المباشر وغير المتوازن ستنتهي بالنتيجة ذاتها.
4. تقديم مخرج استراتيجي لحزب الله
مع انهيار الرعاية الاقتصادية الإيرانية، يجب إفساح المجال أمام دور خليجي بديل – يمنح حزب الله مسارًا نحو التطور السياسي بدل الإذلال. السعودية وقطر والإمارات مستعدة لتمويل إعادة الإعمار – إذا وافق حزب الله على إعادة التموضع إقليميًا.
5. ربط الإنقاذ الاقتصادي بإصلاح الحوكمة
قانون GAP عصري (الحوكمة، المساءلة، المشتريات) لمحاربة الفساد. إعادة الانخراط مع صندوق النقد. إصلاح مصرف لبنان. الامتثال لمعايير FATF. ليست هذه مطالب غربية – بل شروط أساسية لأي استثمار خليجي وشرعية دولية.
6. قبول الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها: لا وجود لطريق ثالث
لا يمكن للبنان أن يبقى دولة مليشيات، حفرة مالية، ورهينة جيوسياسية. المفاوضات المباشرة، واستبدال الدور الاقتصادي لإيران، والحكم السيادي عبر المؤسسات – لا الوكلاء – هي الطريق الوحيد للخروج.
ما يُطرح ليس منّة. إنه حبل نجاة. رفضه يعني انزلاق لبنان أعمق نحو الانهيار، وتآكل الأراضي، والتهميش الاقتصادي. أما قبوله فيمنح البلاد فرصة – ليست مضمونة، لكنها حقيقية – نحو السيادة والاستقرار والبقاء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|