زحمة موفدين والمبادرة المصرية إلى الواجهة... والكلمة الفصل لواشنطن
تشهد الساحة اللبنانية زحمة مبادرات تذكّر بتجارب لبنان منذ بداية الحرب، يوم توالى الموفدون الغربيون والعرب، وكان الأبرز بينهم الموفد الأميركي دين براون ثم الفرنسي كوف ديمورفيل، لتكرّ سبحة زيارات الموفدين المتعددي الجنسية لبيروت، وصولا إلى المبادرة العربية الشهيرة عشية الطائف، والتي قادها وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل ومعه أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الجابر الصباح ووزير الخارجية المغربي عبداللطيف الفيلالي. ولاحقاً، برز الموفد العربي الشهير الأخضر الإبراهيمي الذي كان له صولات وجولات بين العواصم العربية والعالمية ولبنان حتى توقفت الحرب، فكان الطائف، ثم تسوية الدوحة عام 2008، فحركة موفدين قطريين وسعوديين وسواهم.
وحديثا، انشغل المسرح اللبناني بالموفدين الأميركيين توم براك ومورغان أورتاغوس في مهمة مكوكية بين لبنان وإسرائيل، والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان. وعلى الأجندة خلال الأيام المقبلة الموفد القطري، إضافة إلى زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وقبله رئيس الاستخبارات العامة اللواء حسن رشاد.
فهل هذه المبادرات منسقة بين الأطراف، أو أنها تأتي منفردة، ولاسيما المبادرة المصرية في هذه المرحلة؟ وليس خافيا أن الدورين الأميركي والسعودي هما "بيضة القبان" على الساحة اللبنانية لما يمثلان من ثقل، وخصوصا بعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأميركية، إذ إن الملف اللبناني في عهدة المملكة وبرعاية مشتركة بين واشنطن والرياض، من دون الإغفال أن فرنسا مربط خيل لبنان تاريخيا لجملة اعتبارات فرنكوفونية وثقافية واجتماعية، ولا تزال تقوم بدورها، وإن طغى الحضور الأميركي. فماذا عن التنسيق بين الموفدين الدوليين والعرب؟
يقول السفير اللبناني السابق في واشنطن أنطوان شديد لـ"النهار" ردا على المبادرة المصرية وما إذا كانت منسقة مع الولايات المتحدة الأميركية أو تحرك الفرنسيين وسواهم من الموفدين، إن "التنسيق يأتي في إطار أخذ العلم بين أصحاب هذه المبادرات والولايات المتحدة الأميركية. والجهود التي تبذلها مصر وفرنسا وأي دولة غربية أو عربية، تندرج في إطار الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه وخلاصه من أزماته، لكن الكلمة الفصل للولايات المتحدة الأميركية التي لا ترفض هذه المبادرات، وخصوصا إذا كانت تتناغم مع سياستها ودورها ومبادراتها وكل ما تقوم به تجاه لبنان".
ولمن الكلمة الفصل؟ يجيب شديد بأن "الولايات المتحدة الأميركية وحدها دون سواها قادرة على أن تردع إسرائيل".
وجدي العريضي-" النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|