بعد سلسلة الاغتيالات.. غضب الشارع الشيعي يعقّد حسابات "حزب الله"

قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني الإصلاحي، أحمد زيد آبادي، إن ضغط الشارع الشيعي الغاضب من مسلسل الاغتيالات التي طالت قيادات "حزب الله" في لبنان، وآخرها هيثم علي الطبطبائي، يعقّد حسابات قيادة الحزب، ويجعل أي قرار بالتهدئة أكثر تكلفة من السابق.

وأضاف زيد آبادي في مقال بصحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، الأربعاء، أن "حزب الله" يواجه اليوم أصعب لحظاته في اتخاذ القرار، مع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية التي تضعه أمام مفترق طرق حاسم بين خيار الحرب أو الانخراط في مسار نزع السلاح.

جدل داخلي وضغط خارجي
وأوضح أن الهدوء النسبي الذي أعقب اغتيال القيادي البارز لا يعكس حالة ارتياح داخل الحزب، بل يُخفي جدلاً داخلياً بين جناحين: الأول يميل إلى الرد العسكري على إسرائيل بدافع الضغط الشعبي واستعادة الردع، والثاني يفضّل المسار الدبلوماسي خشية انجرار لبنان إلى حرب مدمرة لا تمتلك البلاد القدرة على تحمل تبعاتها.

وأشار زيد آبادي إلى أنّ "حزب الله" يتعرض في الوقت نفسه لضغط خارجي متزايد، من الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية، إضافة إلى الرئاسة والحكومة اللبنانية، للإسراع في مسار نزع السلاح وإعادة حصر القوة العسكرية بيد الدولة.

ويرى أن استمرار الوضع الحالي لم يعد قابلاً للاستدامة، خصوصاً مع تصاعد الاستهداف الإسرائيلي داخل العمق اللبناني وتراجع قدرة الحزب على الردّ دون تفجير مواجهة شاملة.

"الصبر الاستراتيجي"
ولفت زيد آبادي إلى أنّ خيار “الصبر الاستراتيجي” الذي اعتمده "حزب الله" طوال العام الماضي بات يواجه تحديات جدية؛ إذ تعتبره القاعدة الاجتماعية للحزب تنازلاً قد يشجّع إسرائيل على تكثيف ضرباتها، فيما ترى القوى الدولية أنه غير كافٍ ما لم يترافق مع خطوات عملية باتجاه تسليم السلاح.

وخلص زيد آبادي إلى أنّ "حزب الله" اليوم محاصر بين ضغط الشارع الذي يطالب بالرد، وضغط الدولة والمجتمع الدولي الذي يدفع نحو نزع السلاح، وبينهما حسابات إقليمية معقدة تجعل من أي قرار خطوة قد تغيّر موقع الحزب ومستقبله داخل لبنان والمنطقة.