الصحافة

لبنان أمام حرب مدمرة أو اغتيالات وضربات موجعة...هل تضبطها زيارة البابا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نعم التهديد بحرب إسرائيلية ثانية لم يعد مجرّد تلميحات أو احتمال بعيد، وبات يُنظر إليه كأحد الاحتمالات الأكثر واقعية في السيناريوهات المقبلة، خصوصاً إذا ما قرر حزب الله الرد على عملية اغتيال هيثم علي الطبطبائي الذي اغتالته إسرائيل في قلب الضاحية الجنوبية نهاية الأسبوع الماضي، أو إذا ما فشلت محاولات ضبط التصعيد.

كثير من المؤشرات قد يدفع حزب الله للرد، لكن عملية الإغتيال الأخيرة ونشر لائحة تضم أسماء قياديين وسياسيين في الحزب موضوعة على لائحة الإغتيالات تؤكد أن الحزب  بات مكشوفاً أمنياً وأي رد مباشر قد يعرض قياداته لاستهدافات إضافية عدا عن ضغوط وترددات قد تفضي إلى التريث على الأقل في المدى القريب ريثما تُقدّر الكلفة والمخاطر. ومن العوامل التي ترجح تريث إسرائيل شن حرب ثانية أو رد حزب الله، زيارة البابا في نهاية الأسبوع الجاري والتي تستمر لثلاثة أيام. والأكيد أنها محطة يحسب لها ألف حساب.

 إذا الإحتمال بأن تنزلق الأمور إلى حرب جديدة مع إسرائيل مفتوح بقوة مادام حزب الله يصرّ على عدم التخلي عن سلاحه، واغتيال الطبطبائي شكل نقطة تحوّل في معادلة الصراع خصوصا أنه تزامن مع أول استهداف من نوعه في بيروت منذ اتفاق وقف إطلاق النار العام الماضي، ما يشي بأنه ليس عملاً عشوائياً، بل رسالة واضحة من إسرائيل. فهل يرد حزب الله ويعطي ذريعة لإسرائيل بشن حرب مدمرة؟

داخلياً الإعلام الإسرائيلي وسّع احتمالات ردّ حزب الله وفق عدة سيناريوهات:  إطلاق صواريخ على العمق الإسرائيلي، عمليات تسلل، هجمات على مواقع الجيش الإسرائيلي في الجنوب، أو حتى مشاركة قوى أخرى. وفي حين وصف الحرس الثوري الإيراني عملية الإغتيال بـ"الجريمة الصهيونية"، إلا أن الرد الساحق يأتي في الوقت المناسب. في المقابل لم يخرج حزب الله حتى الآن بتهديد صريح أو برد فوري. واكتفى في بيانه الأول بعد اغتيال الطبطبائي بلغة المواصلة والتصميم، من دون تحديد توقيت أو شكل الرد. وأيا يكن هذا الرد فهو حتما سيعيد معادلة الحرب بكل ما تحمله من خسائر بشرية ومادية للبنان، وهذا ما قد يعيد كثيرين إلى حسابات "التكلفة-الفائدة".

العميد المتقاعد جورج أبي نادر وفي قراءة لواقع التهديدات الإسرائيلية يؤكد "أننا اليوم أمام منزلق خطير بسبب رفض حزب الله تسليم سلاحه، في وقت كان الحل الأمثل في ما لو التزم به لأنه كان سيوفر على لبنان وبيئته الويلات المنتظرة من الحرب الثانية. والمؤسف أن الدولة اللبنانية لم تلتزم بدورها بقرار نزع سلاح حزب الله فكانت النتيجة السوداوية التي وصلنا إليها اليوم ،وهذا الجو الخطير نقله عدد كبير من السفراء والمبعوثين العرب والأجانب الذين زاروا وما زالوا لبنان، حيث أكدوا أمام الرؤساء الثلاثة أن لا سلطة ولا قدرة لأي دولة  للقيام بأي ضغط  ديبلوماسي لردع إسرائيل عن شن حرب على لبنان"..

هي مسألة وقت يقول أبي نادر ويضيف " العملية العسكرية قد تكون بدأت باغتيال رئيس هيئة الأركان في الحزب في قلب الضاحية الجنوبية لكن من قال إن الحرب توقفت أساسا منذ إعلان وقف إطلاق النار. ويرجح أن يأخذ التصعيد العسكري أوجهاً متعددة من ضمنها اجتياح بري أو اغتيالات أو ضربات جوية لكن موجعة، فالقرار بيد إسرائيل وحدها.  

لكن أخطر ما في الأمر هو ربط تقصير الدولة اللبنانية بالتماهي أو بالتواطوء مع حزب الله مما يعني أن الضربات ستشمل البنى التحتية التابعة للدولة ولا شيء يمنعها من القيام بذلك، حتى واشنطن، ليس لأنها غير قادرة على لجم إسرائيل إنما لأنها لا تريد".  

وعن قدرة حزب الله العسكرية يوضح" حزب الله في أصعب أوقاته بعدما استنفذ كل قوته العسكرية وهو عاجز عن خوض حرب بعدما فقد حلفاءه في الداخل كما التعاطف الإقليمي وهو أمام خيارين أحلاهما مر. فإما أن يقدم بالرد على اغتيال الطبطبائي، ويكون الرد على الرد وتبعاته المدمرة، أو يتريث ولا يردّ بهدف تجنيب لبنان وبيئته المزيد من الخسائر البشرية والمادية وهذا أيضا سيضعه في موقف الإحراج، لأنه بذلك يعرض ترسانته العسكرية للمساءلة والجدوى من الإحتفاظ بها . في النهاية خسارته معنوية وعسكرية ومادية وحتى لو لم يرد فإن قرار الحرب اتخذ على المستوى الأميركي وهناك رسائل عديدة أرسلتها واشنطن إلى لبنان آخرها إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن.

وحدها زيارة البابا لاوون الرابع عشر قد تضبط عقارب الضربة لكنها لن تلغيها.  ويختم أبي نادر"  نحن أمام 3 خيارات"إما أن يسلم الحزب سلاحه ويقتنع أن الخارطة الإقليمية تغيرت جذريا، أو أن تقدم الدولة على نزع سلاح حزب الله، لكنها لن تفعل إما خوفا أو تواطؤاً،  والخيار الثالث الأكثر مرارة  وهوالحرب  المدمرة بالشروط الإسرائيلية أي تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة وتهجير أهلها وهذا أسوأ الحلول".  

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا