التفاوض وتوسّع الضربات ووضع الحزب… هذا ما أعلنه "رعد" !
أعاد اغتيال رئيس أركان حزب الله هيثم طبطبائي داخل الضاحية الجنوبية رسم مشهد سياسي ـ أمني جديد في لبنان، بعدما اعتُبر الحدث مؤشراً خطيراً على حجم الانكشاف الداخلي وحدّة الضغط الإسرائيلي. فالعملية التي تجاوزت الطابع الأمني إلى البعد الاستراتيجي طرحت أسئلة كبرى حول قدرة لبنان على حماية ساحته، وعن الخيارات المتاحة بين ردّ قد يجرّ البلاد إلى مواجهة شاملة أو صمت يتيح استمرار الخرق الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، كشف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في حديث إلى "المدن"، عن مقاربة حزب الله للمرحلة المقبلة، مؤكداً أن اغتيال طبطبائي «استهداف للبنان بكل مكوّناته: الدولة والجيش والمقاومة والشعب»، وأن التنسيق بين هذه الأطراف «يفرض نفسه» في مواجهة الاستباحة الإسرائيلية. ورأى أن الانكشاف الأمني لا يخص جهة واحدة بل يشمل البلاد كلها، وسط ضغوط دولية وإقليمية تتزايد على الدولة اللبنانية.
وعن معادلة الردع، قال رعد إن الردع ليس قراراً لحظياً بل «مسار ورؤية» تحتاج إلى أداء منسّق بين الدولة والجيش والشعب والمقاومة، محذّراً من أن أي تقصير من أي طرف يعيد طرح سؤال الردع من جديد. وفي قراءته لموازين القوى بعد اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني 2024، اعتبر أن إسرائيل وافقت على الهدنة تحت الضغط السياسي والعسكري، وأن خرقها المتصاعد للاتفاق يعكس «ندمها» واعتمادها على الغطاء الأميركي الذي يوفّره فريق الرئيس ترامب.
ورفض رعد أي حديث عن تفاوض سياسي مع إسرائيل، مذكّراً بأن الموقف الذي يراه حزب الله مجدياً هو «إلزام العدو بوقف العدوان أولاً، ثم البحث في الملفات الحدودية». واعتبر أن ما طُرح أميركياً، عبر ورقة الموفد توم باراك، يتجاهل اتفاق وقف النار ويدفع نحو التطبيع والاستسلام. أما ما يُحكى عن «مبادرة مصرية»، فوصفه بأنه مجرد «فكرة أولية» نُقلت بصورة غير مباشرة.
وفي السياسة الداخلية، أكد رعد أن العلاقة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون تقوم على «الصراحة والوضوح»، وأن الرئيس ينظر إلى حزب الله باعتباره «مكوّناً وطنياً» له دور في تحرير الأرض وليس تهديداً، كما تصوّره واشنطن. أما العلاقة مع رئيس الحكومة، فاعتبرها «لا صدامية ولا منسجمة بالكامل»، بل خاضعة لمعيار الجدية في الأداء الحكومي ومدى خدمته للمصلحة الوطنية.
وأكد رعد أن الحزب متمسّك باتفاق الطائف بصفته «نصاً دستورياً حاكماً»، مشيراً إلى أن خطاب الحزب حول «لبنان الوطن النهائي» ليس جديداً بل ثابت منذ الوثيقة السياسية لعام 2009. وفي الشأن الانتخابي، شدّد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها «من دون تأخير»، وعلى أن التحالفات مفتوحة بدءاً من حركة أمل وصولاً إلى قوى سياسية متعددة، تبعاً لظروف كل دائرة انتخابية.
أما في ما يخص السلاح والاستراتيجية الدفاعية، فشدّد رعد على أن أي استراتيجية وطنية يجب أن تُبنى على إجماع اللبنانيين وأن تهدف إلى أعلى مستويات حماية السيادة. وأوضح أن دور حزب الله الإقليمي كان دائماً لصالح مصلحة لبنان العليا، وأن الحزب لا يعيد تموضعه بسبب المتغيرات السورية، بل يواصل التزامه بمبدأ «لبنان وطن نهائي».
وعن احتمال توسّع العدوان الإسرائيلي، رأى رعد أن طبيعة الكيان الصهيوني العدوانية تجعل لبنان دائماً عرضة للهجمات، وهو ما يفرض الحاجة الدائمة إلى مقومات دفاع شاملة في ظل عجز النظام الدولي عن حماية البلدان الصغيرة. وفي قراءته لإلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن، اعتبر أنها تأتي في إطار «الضغط الأميركي المتزايد لتطويع موقف الدولة اللبنانية»، مؤكداً أن اللبنانيين يدركون هذا الانحياز ولن يتخلّوا عن حقهم في الدفاع عن سيادتهم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|