"تفتيق مخيّلات" في الليل أكثر من النهار هو أكثر ما يحتاجه لبنان الآن...

عندما يقوم أحد أو بعض المسؤولين في الدولة اللبنانية بتقديم مقترحات أو أفكار معيّنة، لأي مسألة مرتبطة بمستقبل لبنان، لا سيّما في الملفات الأمنية وكل ما يمكنه أن يساعد على إنهاء الحرب، ويجد أن ما قدّمه لم يثمر بالشكل اللازم ولا بالسرعة اللازمة، فمن الضروري جداً أن يشكل ذلك حافزاً له من أجل تقديم مقترحات وأفكار جديدة أخرى، وأخرى، وأخرى... غيرها، الى ما لا نهاية، مع "تفتيق المخيّلات" ربما، بهدف إبعاد شبح التصعيد العسكري عن البلد وشعبه.

أكثر من يدفع الثمن

وتتضاعف الحاجة الى "تفتيق المخيّلات" انطلاقاً من أن لبنان هو أكثر من يدفع ثمن استمرار حال الشّلل الاقتصادي والمالي والأمني والسياسي، وهو البلد الأكثر حاجة لفعل المستحيل من أجل الخروج ممّا هو فيه.

الضّرر الأكبر؟...

عبّر مصدر مُتابِع عن قناعته بأن "الدولة في لبنان ليست قادرة على أن تفعل شيئاً الآن، لأنها خائفة من أن تدخل في مواجهة، بينما هي لا تريد ذلك، وكأنها تقول للأميركيين وللجنة الميكانيزم إنها عاجزة عن التصرّف. فهذه زبدة المجهود اللبناني في الوقت الراهن".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" ضرورة "التنبّه لكلفة أي خطوة واحتمال، مع ما يمكنه أن يحمل من ضرر كبير لنا. وفي هذا الإطار، إذا تصرّفت الدولة وقامت بمواجهة داخلية من أجل حصر السلاح بيدها وحدها، فسيكون لذلك كلفة مختلفة عمّا لو تجدّدت الحرب، أو دخلنا في جولة تصعيد عسكري جديد. والأكيد هو أن ضرر أي حرب آتية من الخارج سيكون أكبر بكثير".

وختم:"الأمر المؤكَّد هو أنه إذا أرادت الدولة أن تواجه، وأن تفرض سلطتها وهيبتها، فلن يُقدِم أي فريق داخلي على مواجهتها وسط هذا الكمّ الكبير من الدعم الخارجي الممنوح لها من أجل حصر السلاح بيدها. وأبرز مثال على ذلك، الإنجازات التي نفّذتها ضد أمبراطورية المخدرات وإسقاط رموزها، فيما لم تتحرك أي جهة لمنع ذلك، ولا حتى على سبيل التعبير عن الاعتراض. فالمهمّ أن تحزم الدولة أمرها وتأخذ القرار، لأن الجيش مستعدّ دائماً للتحرك فور حصوله على القرار، ولا خوف من أن يقوم أي طرف بعرقلته لأن ذلك لن يحدث".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"